أكدت مصادر إسرائيلية أن إسرائيل مستعدة لأي ترتيبات وتعديلات جديدة، بخصوص مزارع شبعا، على الحدود بين إسرائيل ولبنان، والمختلف حول مَن تتبع، سياديا، لبنان أم سورية. وقالت المصادر إنه «بعد اتفاق واضح ومفصل بين سورية ولبنان لترسيم الحدود، يمكن أن تنسحب إسرائيل» وكشفت عن أن هناك «نقاشا جديا حول الموضوع». وأضافت المصادر، «هذا طلب أميركي في الأساس، وإسرائيل، قالت إنها مستعدة لذلك، وهذا سيعتبر هدية للإدارة الأميركة الجديدة، وبادرة حسن نية تجاه السوريين». إلا أن المصادر قالت، إن أوساطا سياسية إسرائيلية تعتقد أنه «من الصعب» توصل سورية ولبنان إلى اتفاق، على أي حال. وحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن سورية في المرحلة الأولى موافقة على ترسيم الحدود بغية سيسحب الذريعة التي تسوقها إسرائيل لتبرير عدم انسحابها من هذه المنطقة، مما يعني أن ترسيم الحدود سيفند الادعاء الإسرائيلي بأن مزارع شبعا تقع في منطقة سورية، وإنه لهذا السبب فإن أي قرار بشأن الانسحاب منها يجب أن يتخذ في إطار مفاوضات مع سورية، كما أن الأمم المتحدة تعرّف مزارع شبعا بأنها منطقة سورية، وبالتالي لا تطالب إسرائيل بالانسحاب منها في إطار انسحابها العام من لبنان عام 2000. أما الهدف الثاني من ترسيم الحدود، فهو القضاء على أحد الادعاءات الرئيسية لحزب الله باستمرار حمل السلاح بعد أن وفر الوجود الإسرائيلي في شبعا للحزب مبررا لحمل السلاح والتزود به.
وتضيف «هآرتس» «إذا ما قبلت سورية بالمطالب الأميركية فإن ذلك سيكون بمثابة رسالة لحزب الله بأن استمرار تعزيز قوته العسكرية لم يعد ضمن الاستراتيجية السورية. وسيؤدي ذلك إلى تعزيز مكانة وقوة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري».
وتنقل الصحيفة عن مصادر لبنانية أن سورية قد توافق على ترسيم الحدود مقابل بوادر «حسن نوايا» أميركية تجاهها، إلى جانب مصالحة مع مصر. وتوقعت تلك المصادر أن يبدأ ترسيم الحدود في مزارع شبعا بعد تعيين سفير أميركي في سورية، علما بأن أحد المرشحين لشغل هذا المنصب هو دان كارتسر الذي سبق أن عمل سفيرا للولايات المتحدة في إسرائيل. وبخصوص سلاح حزب الله، قالت المصادر إن «بعض النافذين في إسرائيل مثل موشي يعلون، وزير شؤون الاستراتيجيات (وله التأثير الأكبر على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو) يقولون: سلمنا أو لم نسلم شبعا، لن يتغير شيء بشأن سلاح حزب الله».
وأكدت «هآرتس» أن مسألة ترسيم مزارع شبعا، طرحت قبل الانتخابات اللبنانية خلال لقاء مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان، ودان شابيرو من مجلس الأمن القومي الأميركي، مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
ورغم رفض الوزير السوري الاقتراح آنذاك فإنه ألمح إلى أن سورية ستنظر في الأمر بعد شهرين.
وفي دمشق قال مصدر سوري مطلع لـ«الشرق الأوسط»، إن الموقف الأميركي الذي ذكرته صحيفة «هاآرتس» بخصوص مزارع شبعا «لا جديد فيه». وأضاف المصدر أنه الطرح الأميركي القديم، الذي سبق وطرحته إدارة الرئيس السابق جورج بوش، كما طرحته أيضا حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. وأكد المصدر أن الموقف السوري معروف من هذه المسألة المتصلة بترسيم الحدود، وهو أن «سورية مستعدة لترسيم الحدود بعد انسحاب إسرائيل من شبعا، كي يتم ترسيم الحدود على الأرض، فلا ترسيم للحدود من الجو»، ولفتت المصادر إلى أن «سورية سبق وأكدت لبنانية مزارع شبعا».