أصغر رئيس مجلس قرية بالمغرب يتطلع إلى دخول البرلمان لإسماع صوت الشباب

المسقي لـ«الشرق الأوسط»: السياسة مبادئ وأهداف.. والترحال الحزبي غير أخلاقي

منير المسقي، رئيس مجلس قرية «سيدي التيجي» بإقليم أسفي بالمغرب («الشرق الأوسط»)
TT

يتطلع منير المسقي، الذي يعد أصغر رئيس مجلس قرية بالمغرب (21 سنة)، إلى دخول البرلمان لإسماع صوت الشباب. وأعلن أنه يطمح للمضي بعيدا في عالم السياسة، ولن يتوقف فقط عند الانتخابات البلدية، ملمحا إلى أنه يعتزم الترشح للانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها عام 2012.

وقال المسقي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن دخوله المجال السياسي جاء تلبية لرغبة جماعية جامحة لدى عدد كبير من شباب دائرة عبدة، الواقعة بإقليم أسفي (جنوب الدار البيضاء)، حتى لا يبقى الشيوخ وحدهم في صدارة المشهد السياسي، بل يجب، في رأيه، أن يكون هناك نوع من التكامل بين الأجيال، بما يخدم المصلحة العامة للبلاد. وأضاف المسقي، أن احترافه السياسة في هذه السن المبكرة من عمره، تم بتشجيع وتحفيز كذلك من والده المنتسب لحزب المجتمع الديمقراطي، الحديث النشأة، وهو الحزب المغربي الوحيد الذي ترأسه امرأة، هي زهور الشقافي.

وأكد المسقي أنه سيظل وفيا للحزب الذي ترشح باسمه في الانتخابات البلدية الأخيرة، مشيرا إلى أنه ضد ظاهرة الترحال الحزبي، لأنها تنطوي على نوع من الإخلال بالالتزام السياسي تجاه الناخبين الذين يمنحون أصواتهم للفاعل السياسي على أساس انتمائه لحزب سياسي معين، وبالتالي فإنه ليس من أخلاقيات السياسة التنكر لكل ذلك بين عشية وضحاها. واستطاع المسقي، رغم حداثة تجربته، أن ينتزع رئاسة مجلس قرية «سيدي التيجي» بإقليم أسفي من منافسه، الذي ترشح ضده، وهو محمد الزيدية، عضو مجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان)، إذ حصل المسقي على 21 صوتا من مجموع 25 صوتا.

ومما يقوي عزيمة المسقي هو أن تركيبة مكتب مجلس القرية الذي يرأسه، تتكون في غالبيتها من الشباب، الذين يراهن عليهم في مساعدته على القيام بمأموريته خير قيام، زيادة على كونه يمد يديه للتعاون مع جميع أعضاء المجلس، بغض النظر عن سنهم أو انتمائهم السياسي.

وذكر المسقي أنه جاء إلى العمل السياسي من عالم المقاولة، ذلك أنه يدير مؤسسة للبناء والأوراش، نافيا عن نفسه أن يكون الدافع الأساسي لترشحه للرئاسة، هو استغلال المجلس لمصلحته الشخصية، من خلال إبرام الصفقات وغيرها، كما يفعل البعض، مؤكدا أن السياسة كما يفهمها، هي مبادئ وأهداف عامة، تصب لفائدة المصلحة العامة، ولا ينبغي استغلالها للمصلحة الشخصية قصد الإثراء السريع.

وعدد المسقي حاجيات المنطقة، وقال إنها تتلخص في تعميم الكهرباء، وتوسيع شبكة الطرق لفك العزلة عنها، وتوفير الماء الشروب للسكان، وضمان التعليم والصحة والتشغيل لفائدة الشباب، الذي يشكو من البطالة، مشيرا إلى أنه لا يوجد بالقرية سوى مستوصف صحي واحد. وقال المسقي إنه سيعمل جاهدا من أجل تحقيق كل الوعود التي تعهد بها للناخبين، تحت عنوان عريض هو «الإصلاح»، خلال الحملة الانتخابية الماضية، سعيا للحفاظ على مصداقيته وسط سكان المنطقة الذين يبلغ عددهم تقريبا حوالي 5000 نسمة.

وأشار المسقي إلى أن موارد مجلس القرية يمكن أن تشكل دعامة أساسية لتحقيق العديد من المشاريع الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، إذ تعتبر المنطقة غنية بالثروات المعدنية بفضل توفرها على مقالع للجبس. ويحمل الحزب، الذي ينتمي إليه المسقي، رمز «المحراث»، وعلق على ذلك قائلا «كل المغاربة ينتمون من خلال أصولهم إلى الفلاحة، وتنغرس جذورهم في عمق التربة، وهذا مبعث فخر واعتزاز لنا جميعا». والمستوى التعليمي للمسقي، هو الباكالوريا (الثانوية العامة)، ويبدو من ملامحه الشخصية أنه خجول جدا، وعازب، لم يعثر بعد على «ابنة الحلال»، التي تقاسمه رحلة العمر بحلوها ومرها.

والمسقي مثل أي شاب مغربي، يحب الرياضة، ويعشق كرة القدم حتى النخاع، ويمارسها كلما أسعفه الوقت، وكشف لـ«الشرق الأوسط» أنه من أنصار فريق الرجاء البيضاوي، بحكم ولادته في مدينة الدار البيضاء. أما عن ذوقه الفني فهو يتشكل، كما قال، من مزيج متنوع من موسيقى الشرق والغرب.

يذكر أن شابة مغربية في مثل سن المسقي، هي فاطمة بوجناح، التي تنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، الحديث النشأة، نالت أخيرا ثقة الناخبين في إقليم طاطا (جنوب البلاد)، وأصبحت رئيسة لمجلس قرية «تيزغت»، بحصولها على 9 أصوات من مجموع 13 صوتا.