السودان يحدد مكان عاملتي الإغاثة المخطوفتين ويعول على المفاوضات لإطلاقهما

وزير الشؤون الإنسانية يتوقع قرب الإفراج عن الرهينتين

TT

أعلنت الحكومة السودانية أن قواتها تمكنت من تحديد المنطقة التي يحتجز بها مسلحون عاملتي إغاثة تحملان الجنسيتين الأيرلندية والأوغندية في دارفور، لكنها رفضت الخوض في التفاصيل حول هوية ومكان الخاطفين، في الوقت ذاته الذي نفت ارتباطهم بأي حركة متمردة أو أن لديهم مطالب سياسية.

وقال وزير الدولة للشؤون الإنسانية عبد الباقي الجيلاني في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن قوات الأمن استطاعت أن تحدد بدقة المنطقة التي يحتجز بها المسلحون عاملتي الإغاثة اللتين تعملان مع منظمة «جول» الأيرلندية في شمالي دارفور. وأضاف أن حكومته لم تتصل بعد بالخاطفين، غير أنه توقع أن يجري اتصالا في أي لحظة خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة، وشدد على أن الخاطفين لا ينتمون إلى أي جماعة سياسية من حركات التمرد وأن مطالبهم فدية، لكنه رفض تحديد إن كانت الجماعة الخاطفة طلبت أموالا من المنظمة أم لا، وقال: «لا أريد أن أرسم صورة وردية عن الواقع الآن، لكننا سننهي العملية قريبا».

وقام ما يقرب من ثمانية رجال بخطف الموظفتين اللتين تعملان في منظمة «جول» الأيرلندية، إحداهما أيرلندية والأخرى أوغندية، من سكنهما يوم الجمعة الماضي في مدينة كتم التي تقع في شمالي دارفور، وهي المرة الثالثة التي يتعرض فيها أجانب للخطف في دارفور خلال الأشهر الأربعة الأخيرة.

وقال الجيلاني إن المعلومات التي وصلته صباح أمس تفيد بتحديد الموقع الذي يختبئ به الخاطفون، وأضاف أنه لم يحدث اتصال بين قوات الأمن والخاطفين بعد، لكنه متفائل بحدوث تقدم في القريب العاجل. وتابع: «لا نود أن نحدد مكان اختباء الخاطفين والرهائن حتى لا نفسد المفاوضات التي تقودها الإدارة الأهلية في المنطقة». وقال إن «الأولوية لقوات الأمن والحكومة سلامة السيدتين، ونتبع سبلا ووسائل لتحديد المكان»، مشيرا إلى أن الخاطفين، حسب ما ورد إليه من معلومات، لم يقوموا بفعل شيء ضد السيدتين، وقال إنه اجتمع مع سفيري أيرلندا وأوغندا المعتمدين لدى السودان وطمأنهما على حالة السيدتين المختطفتين وأعرب لهما عن أسف بلاده لحادثة الاختطاف وأن الحكومة والشعب السوداني يدينان مثل هذه العمليات التي لا تمت بصلة إلى تقاليد وعادات السودانيين. وأعرب القنصل الفخري للسفارة الأيرلندية في الخرطوم الدكتور روني شاوول لـ«الشرق الأوسط»، عن سعادة السفير الأيرلندي لما سمعه من وزير الدولة للشؤون الإنسانية في اجتماعهما أمس حول تمكن السلطات الأمنية من تحديد مكان الخاطفين، مؤكدا أن الخاطفين لم يطلبوا حتى الآن فدية مالية، وأعرب عن أمله في أن يتم الإفراج عن الرهينتين وأن تكونا بصحة جيدة نفسيا وجسديا.

من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارته إلى أيرلندا أن المنظمة الدولية لن تتوانى في توفير أي جهد لمحاولة العثور على العاملتين الإنسانيتين اللتين خطفتا الجمعة الماضية، وقال بان إثر لقائه رئيس الوزراء الأيرلندي براين كوين: «أؤكد لكم أننا سنبذل كل جهد لتقديم كل الدعم وكل التعاون الضروريين، على الصعيد اللوجستي ولجهة جمع المعلومات والتنسيق مع الحكومة السودانية، لتحديد مكان وجود مواطنتكم ثم محاولة إعادتها بأمان».

وأضاف بان الذي يقوم بأول زيارة رسمية لأيرلندا كأمين عام للأمم المتحدة: «أنا آسف وقلق لخطف مواطنتكم». وعلقت منظمة «جول»، التي قالت إن المخطوفتين هما هيلدا كاووكي، 42 سنة، من أوغندا، وشارون كومينز، 32 سنة، من دبلن، عملياتها كافة في المنطقة.