ألمانيا: اعترافات خلية «زاورلاند» الإرهابية ملأت 1000 صفحة

أعضاؤها من معتنقي الإسلام وخططوا لهجمات بسيارات مفخخة على قاعدة أميركية ومطار فرانكفورت

TT

قدم أعضاء خلية «زاورلاند» الألمانية، المتهمة بالتحضير لهجمات بالسيارات المفخخة على القواعد الأميركية في ألمانيا، اعترافات شاملة في أثناء التحقيق معهم من قبل النيابة العامة.

وفي حين تحدث أوتمار برايدلنغ، قاضي محكمة دسلدورف، يوم أمس عن اعترافات تملأ 1000 صفحة، عبر النائب العام فولكر برنكمان عن دهشته من الاعترافات المسهبة والتفصيلية التي قدمها أعضاء الخلية. وقال برنكمان إن النيابة العامة لم يسبق لها أن استمعت إلى كل هذه الاعترافات في قضايا الإرهاب التي واجهتها حتى الآن.

وكانت النيابة الألمانية العامة بدأت بتسجيل اعترافات أعضاء الخلية قبل أسابيع، بعد أن عبر المتهمون عن رغبتهم في تقديم اعترافات كاملة حول الخلية ونشاطاتها وعلاقاتها، رغبة منهم في خفض الأحكام القاسية المنتظر أن تصدر في قضيتهم. وسيكون ملف الاعترافات الضخم أمام القاضي برايدلنغ حينما يستمع إلى أقوال المتهمين مباشرة في قاعة المحكمة، المحصنة ضد الإرهاب والواقعة تحت الأرض، في أغسطس (آب) القادم.

ووصف القاضي الاعترافات بأنها شاملة وغير متوقعة في قضية بدت معقدة مثل قضية محاكمة أعضاء خلية «زاورلاند» التي يشكل الألمان، من معتنقي الإسلام، معظم أعضائها. وأشار القاضي إلى أن الاعترافات تذكر باعترافات الأردني شادي عبد الله الذي تحول إلى شاهد رئيسي ضد خلية «التوحيد» في مدينة ايسن، وضد المغربيين منير المتصدق وعبد الغني مزودي في محكمتي القاعدة-1 والقاعدة-2 بهامبورغ، قبل أن تقرر النيابة العامة تحويله إلى متهم أساسي بالإرهاب في محكمة القاعدة-3 بدسلدورف. ومعروف عن شادي عبد الله أنه عمل حارسا شخصيا لزعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في أثناء فترة تدريبه في أفغانستان، ونال شادي عبد الله حكما مخففا بفضل اعترافاته، وأطلق سراحه قبل سنوات بعد أن قضى ثلثي فترة الحكم.

واعترضت محكمة دسلدورف عدة مرات على طول فترة التحقيق، وسبق لها أن حددت موعدا في يونيو (حزيران) الماضي للاستماع لأقوال المتهمين، إلا أن محققي شرطة الجنايات العامة استطاعوا كسب الوقت اللازم لإكمال التحقيق. وأكد القاضي أن المتهمين في الجلسة القادمة، التي تلي عطلة الصيف، سيجلسون في منصة المتهمين أمام القاضي بدلا من الكابينات الزجاجية الحصينة. ويود القاضي بهذه الطريقة، حسب تعبيره، إلقاء نظرة قريبة وفاحصة على المتهمين والاطلاع على انفعالاتهم وعلاقات بعضهم ببعض.

والمتهمون الأربعة في قضية خلية «زاورلاند» هم: الألمانيان فرتز غيلوفيتش (29 سنة) ودانييل شنايدر (23)، والألمانيان من أصل تركي آدم يلماز (30) وأتيلا سيليك (24). وتم إلقاء القبض على المتهمين الثلاثة الأوائل يوم 4/9/2007 بعد ورود معلومات من المخابرات الأميركية عن تورطهم في التحضير لعمليات إرهابية، بينما تم القبض على المتهم الرابع في تركيا يوم 22/4/2008 وسلمته الشرطة التركية إلى السلطات الألمانية. وصادرت الشرطة الألمانية في أثناء الحملة 12 برميلا مليئا بمادة بيروكسيد الهيدروجين يعتقد أن المتهمين كانوا بصدد تحويلها إلى متفجرات بعد خلطها بمواد كيمياوية أخرى. وكان الهدف من التحضيرات هو استخدام السيارات المتفجرة في هجمات على القاعدة الأميركية في رامشتاين، وعلى الجناح العسكري في مطار فرانكفورت الدولي.

وكانت محكمة دسلدورف العليا قطعت وقائع جلسة محكمة خلية «زاورلاند» الإرهابية ليوم 9/6 الماضي، بعد أن برر يلماز قرار الاعتراف بالقول: «لا يهمني إن حاكمتموني بـ20 أو 30 (سنة)، لكنني أريد الانتهاء من الموضوع بسرعة لأن القضية مملة». وأيد كبير القضاة أوتمار برايدلنغ على الفور مقترحا تقدم به آدم يلماز للتشاور مع زملائه، دون حضور محامٍ، حول إمكانية التقدم باعترافات جماعية.