إندونيسيا: فوز الرئيس يودويونو بولاية جديدة من الدورة الأولى

ثاني انتخابات رئاسية مباشرة في أكبر دولة مسلمة بعد سقوط سوهارتو

موظفون يعدون الأصوات بعد انتهاء التصويت في إندونيسيا أمس (رويترز)
TT

تمكن الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو من ضمان فترة رئاسية ثانية لخمس سنوات، بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية التي جرت أمس في البلاد، من الدورة الأولى، بحسب نتائج «الإحصاء السريع». وعلى الرغم من أن النتائج النهاية لن تعلن قبل بضعة أيام، فإن الإحصاءات الأولية أثبتت دقتها الكبيرة في الماضي. وأظهرت النتائج فوز يودويونو بما يكفي من الأصوات ليتفادى جولة ثانية مع أقرب منافسيه، علما أن القانون يفرض أن يحصل الفائز على أكثر من 50 في المائة من الأصوات لكي يعتبر فائزا من الجولة الأولى. وحصل يودويونو الذي يتولى مهام الرئاسة منذ 2005 على 58.6% إلى 60.10% من الأصوات، استنادا لاستطلاعات الرأي المختلفة التي أعلنتها عدد من محطات التلفزة. وتقدم يودويونو بفارق كبير على خصميه؛ الرئيسة السابقة ميغاواتي سوكارنو بوتري (26% من الأصوات) ونائب الرئيس الحالي يوسف كالا (بين 12% إلى 15% من الأصوات).

ولم ينتظر منافسه كالا ظهور النتائج النهائية للانتخابية كي يهنأ يودويونو على إعادة انتخابه، الذي بدوره دعا إلى «الهدوء» حتى إعلان النتائج الرسمية. وأعلن يودويونو المعروف بعدم تعجله القفز إلى استنتاجات، فوزه الكبير مع وصول النتائج من أنحاء إندونيسيا التي يسكنها 226 مليون نسمة. وقال الرئيس الإندونيسي (59 عاما) للصحافيين بينما تجمع أنصاره حول منزله في بوجور، بجزيرة جاوة لتهنئته بالفوز: «الإحصاء السريع يظهر نجاحنا. الحمد لله». وتؤكد هذه الانتخابات، وهي الثانية في تاريخ إندونيسيا للانتخاب المباشر لرئيس الجمهورية، تحول البلاد نحو الديمقراطية بعد تاريخ من التذبذب بين النجاح والإخفاق. ومن المتوقع أن يؤدي حصول يودويونو على فترة رئاسية ثانية إلى الإسراع في خطى الإصلاح والتوسيع من نطاقه في أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا من أجل اجتذاب الاستثمارات الأجنبية التي تحتاج إليها البلاد بشدة وتوفير فرص عمل وتحسين النمو الاقتصادي المتراجع.

وارتفعت قيمة الأسهم والسندات والروبية الإندونيسية هذا العام مع توقع فوز يودويونو. ويتوقع المحللون أن ترتفع قيمتها أكثر مع الإعلان عن نتائج الانتخابات. وأغلقت الأسواق في العاصمة جاكرتا أمس من أجل إجراء الانتخابات. وكانت إندونيسيا تعتبر رجل آسيا المريض حين وصلت إلى حافة الانهيار السياسي والاجتماعي والمالي بعد سنوات من حكم سوهارتو شهدت خلالها البلاد نظاما من الفساد المتفشي والمحاباة. ولم تسجل أي أحداث تذكر قرب مكاتب التصويت التي أقيمت في جزر الأرخبيل المأهولة، وقد انتشر فيها نحو 250 ألف شرطي.

واستطاعت حكومة يودويونو تحقيق الاستقرار السياسي والسلام وأفضل أداء اقتصادي للبلاد منذ عشر سنوات. والآن يرى البعض إندونيسيا على حافة جديدة للانطلاق الاقتصادي والانضمام إلى رباعي الاقتصادات الصاعدة؛ البرازيل وروسيا والهند والصين. إلا أن إندونيسيا، أكبر الدول الإسلامية سكانا، لا تخلو من المشكلات، فالفساد متفش، والبنية الأساسية في حاجة ماسة لمراجعة دقيقة، وما زال الملايين يعيشون في فقر. ويقول محللون إنهم يتوقعون أن يختار يودويونو عددا أكبر من الخبراء وعددا أقل من السياسيين من شركائه في الائتلاف الحاكم لتشكيل حكومة جديدة قادرة على تعزيز الإصلاح.