السعودية تشهد موسما حافلا بالأعراس الجماعية

الأفراح تمتد من جازان إلى تبوك.. والشرقية تستعد لإقامة حفلاتها

أحد الزواجات الجماعية التي شهدتها العاصمة الرياض العام الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

تعيش المدن والمحافظات السعودية منذ نحو أسبوعين وحتى نهاية الشهر الجاري، موسما للأفراح والأعراس الجماعية، حيث تحتفل مؤسسات خيرية وأخرى ذات نفع عام بتنظيم مهرجانات لتزويج الشباب والشابات بقصد التقليل من التكاليف الباهظة التي يتحملها العرسان وعائلاتهم، وإتاحة الفرصة لمحدودي الدخل لتنظيم حفلات عرسهم في وقت توفر مناسبة الأعراس فرصة للتباهي بالنفقات التي لا يطيقها الشباب.

وتحظى بعض هذه المهرجانات بدعم من مؤسسات حكومية وخيرية، وخلال الأيام الماضية كانت تبوك وجدة والطائف وجازان تزف مئات العرسان، في حين تستعد المنطقة الشرقية لتنظيم حفلات عرس منتصف الشهر الجاري.

في تبوك، شمال السعودية، دخل أكثر من 2882 عريسا وعروسة القفص الذهبي، في حفل أقيم في مركز الأمير سلطان بن فهد الاجتماعي الأربعاء الماضي، ورعى الحفل الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز، أمير منطقة تبوك، وقال رئيس مجلس إدارة مركز الأمير فهد بن سلطان الاجتماعي الدكتور عبد الخالق بن حمزة سحلي، إن المركز استقبل العديد من طالبي الزواج الجماعي من الشباب لإكمال نصف دينهم. وبين أنه تم اختيار أكثر من 500 شاب ممن تنطبق عليهم الشروط ومساعدتهم على هذا الزواج.

من جهته، رعى الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز، محافظ جدة، مؤخرا، حفل الزواج الجماعي العاشر، التي نظمته الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج والتوجيه الأسري، حيث تم زفاف 1000 شاب وفتاة، وذلك في مركز جدة الدولي للمعارض والمنتديات. وقال الشيخ أنس عبد الوهاب زرعة، نائب رئيس الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج والتوجيه الأسري في جدة، إن مشاريع الزواج الجماعي تلبي حاجات الشباب، خصوصا أن الكثير يعانون من تكاليف الزواج، مشيرا إلى أنه أطلق قبل فترة في المواقع الإلكترونية حملة بعنوان «خلوها تعنس» بسبب التكاليف الباهظة على الشباب.

وأضاف زرعة، أن مشروع الزواج في جدة قدمت فيه مبالغ مالية للعرسان، لكل فرد عشرة آلاف ريال، إضافة إلى تقديم مساعدات عبارة عن أجهزة منزلية ومجموعة من الهدايا، كما ربح خمسة عرسان خمس سيارات من إحدى الشركات المشاركة في المهرجان.

وبين زرعة، أن بعض الشباب يريد أن تكون له خصوصية في ليلة زفافه لذلك تجد مجموعة كبيرة تتزوج بشكل فردي، مضيفا أن هناك تشجيعاً وإقبالاً كبيراً من الشباب على الجمعيات الخيرية للزواج. وفي جنوب السعودية، زفت منطقة جازان يوم السبت الماضي، نحو 800 عريس وعروسة، في حفل رعاه الأمير محمد بن ناصر، أمير منطقة جازان، وهو الزواج الجماعي الخامس في المنطقة الذي أقيم في قاعة المناسبات بالكلية التقنية. وأوضح المشرف على مشروع الزواج الجماعي في المنطقة الشيخ موسى بن أحمد خمج، أن عدد المحتفى بهم للعام الحالي بلغ 800 شاب وفتاة، مشيرا إلى أن عدد المستفيدين من المشروع خلال الخمس السنوات الماضية، وهو عمر مشروع الزواج الجماعي في المنطقة، بلغ أكثر من 3000 شاب وفتاة من مختلف محافظات ومراكز وقرى المنطقة.

إلى ذلك، رعى الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة القصيم، السبت الماضي، حفل الزواج الجماعي الثاني في مدينة بريدة، الذي أقامته الجمعية الخيرية للزواج والرعاية الأسرية، حيث تم زفاف نحو 240 عريسا وعروسة لبيت الزوجية، وذلك في مركز الملك خالد الحضاري. وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية للزواج والرعاية الأسرية، الشيخ سليمان الربعي، على أهمية الدعم الذي تحظى به الجمعية، من خلال أنشطتها لإنجاح الزواج.

وفي محافظ الأفلاج تم زفاف 60 شابا وفتاة، وذلك بقاعة المبرة الخيرية في المحافظة، كما تقيم الجمعية الخيرية للزواج ورعاية الأسرة في محافظة ينبع الأربعاء المقبل الزواج الجماعي الميسر، وستزف من خلاله نحو 60 شابا وفتاة، وأوضح مدير الجمعية محمد الكلثمي، أنه سيقدم لكل شاب مبلغ عشرة آلاف ريال وهدية للعروس عبارة عن طقم ذهب، مبينا أن الجمعية تقوم قبل كل زواج جماعي بتنظيم دورة تثقيفية للمقبلين على الزواج يقدمها مختصون في الحياة الزوجية.

واحتفلت أمس محافظة الطائف بزفاف نحو 140 شابا وفتاة، حيث أقيم الحفل في قاعة الاحتفالات بفندق الانتركونتيننتال، وقال رئيس الجمعية الشيخ الدكتور أحمد السهلي، إن الجمعية تساعد العرسان من الناحية المادية والمعنوية، إضافة إلى تكريم عدد من الجهات الداعمة، مشيرا إلى أن الجمعية قدمت منذ إنشائها وحتى الوقت الحاضر قروضا وإعانات مالية بلغ مجموعها أكثر من 18 مليون ريال استفاد منها نحو 8 آلاف شاب وشابة.

وفي شرق السعودية، تشهد محافظة القطيف في عدد من مدنها وقراها مجموعة من الأعراس الجماعية، منها مهرجان الصفا في مدينة صفوى، الذي سيزف فيه نحو 23 عريسا ، وذلك في 22 (يوليو) من الشهر الجاري، وهو المهرجان الواحد والعشرون، وهناك عدد من المهرجانات في سيهات والملاحة وغيرهما.

ويقول هاشم الشرفا، رئيس لجنة مهرجان الزواج الجماعي في مدينة صفوى، إن عدد الملتحقين بالزواج الجماعي لمهرجان الصفا يعتبر ثابتا خلال الأعوام السابقة، وإن الشباب أصبح يميل إلى الزواجات الفردية، مرجعا ذلك إلى أن الشاب يسعى إلى أن يكون الضوء مسلطا عليه في ليلة زفافه.

وأضاف الشرفا، أن مهرجان الصفا لا يرقى إلى مستوى الطموح الذي تسعى إليه اللجنة، رغم الخدمات التي تقدم للعريسين، مشيرا إلى أن عمر مهرجان الصفا 18 عاما، مبينا أن الزواج الجماعي هو عمل تكافلي يتساوي فيه أفراد المجتمع، ويتم من خلاله مساعدة الضعفاء، وهو ما يميزه عن الزواج الفردي. وأشار الشرفا، إلى أن مهرجان الزواج الجماعي في صفوى تبلغ تكلفة الفرد للدخول للمهرجان بين 7 إلى 10 آلاف ريال، وأنه يوجد نحو 1300 متطوع ومتطوعة، مضيفا أنه توجد في القطيف نحو 8 مهرجانات تتوزع في مدنها وقراها.

وفي الأحساء التي تشهد أكبر الأعراس الجماعية السعودية في كل عام، ويزيد فيها عدد العرسان عن 1200 شاب وفتاة، يقول عبد الله المشعل، رئيس اللجنة السداسية لمهرجان الزواج الجماعي في محافظة الأحساء، إنه يوجد في الأحساء 19 مهرجانا تتوزع على عدد من المدن والقرى، مضيفا أن هناك زيادة في أعداد المتزوجين عن العام السابق، وهو الذي يدل على رغبة الشباب للانضمام للزواجات الجماعية.

وأشار المشعل، إلى أن العامل الاقتصادي أحد العوامل الأساسية في الإقبال على الزواج الجماعي من قبل الشباب، مبينا أن المهرجان يوفر على الفرد الواحد بين 50 إلى 70 ألف ريال، مؤكدا في الوقت نفسه أن المهرجانات الجماعية تلبي جميع طموحات الشباب من حيث الاهتمام من قبل إدارات المهرجانات والبرامج المعدة للمتزوجين، مضيفا أنه توجد دروس عن الحياة الزوجية، كذلك وبطاقات دعوات بأسماء المتزوجين، وهنالك قوة إعلامية داخل المدن والأحياء تتحدث عن المهرجانات ودورها في بناء الأسرة، إضافة للخطب في المساجد، ووسائل الإعلام المختلفة.

وذكر المشعل، أن هناك بعض القرى تكون لها أعراس جماعية غير المهرجانات الكبيرة التي تشرف عليها اللجنة السداسية، لكن أعداد المتزوجين فيها قليل، مبينا أن عدد المتزوجين خلال مهرجانات الأحساء وصل إلى نحو 1282 عريسا وعروسة، وأن تكلفة الفرد الواحد للزواج تتراوح بين 6 إلى 8 آلاف ريال، حيث تم الاحتفال الأسبوع الماضي في كل من الجفر، والساباط، والفضول، والمنيزلة، والمركز، وستكون المهرجانات المقبلة في يوم 15 من الشهر الجاري، في كل من القارة، والحليلة، والجرن، والشعبة، والمطيرفي، والبطالية، وفي الليلة التي بعدها، ستكون في كل من مدينة العمران، والجبيل، والتويثير، والدالوة، والرميلة، والطرف، والمنصورة.

وقدر المشعل، المصاريف الإجمالية لتكلفة المهرجانات جميعها بنحو 6.5 مليون ريال، مضيفا أنه يوجد أكثر من 5000 متطوع يتوزعون على جميع المهرجانات، وأن مهرجان الزواج الجماعي يتميز بالعمل التطوعي وتشجيع الشباب بالإقبال على الزواج، إضافة إلى العمل على راحة المتزوج في تضييف المدعوين من خلال المتابعة من قبل لجنة الضيوف وتقديم لهم وجبة العشاء لهم.