الاتحاد الأوروبي يتجه لتعيين مبعوثه الخاص لدى الصومال وتدريب قوات حكومية

حركة الشباب تعلن مقتل ثلاثة أميركيين في صفوفها للمرة الأولى

TT

أظهر شريط فيديو وزعه القسم الإعلامي لحركة الشباب المجاهدين المتشددة والمناوئة للسلطة الانتقالية التي يقودها الشيخ شريف شيخ أحمد وللوجود العسكري الأجنبي في الصومال، للمرة الأولى صور ثلاثة مواطنين أميركيين قاتلوا في صفوف تنظيم الحركة التي أدرجتها الولايات المتحدة العام الماضي ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في العالم.

وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة من الشريط الذي يتضمن تسجيلا صوتيا للأميركي «يحيى أدن» الشهير بـ«أبو منصور الأميركي»، يرد فيه على الخطاب الذي وجهه الرئيس الأميركي بارك أوباما مطلع الشهر الماضي من جامعة القاهرة إلى المسلمين في العالم. وظهرت صور ثلاث مواطنين أميركان يحمل بعضهم ملامح أفريقية تم تقديمهم بصفتهم شهداء وبأسمائهم الحركية فقط، وهم على التوالي أبو حرية وبرهان وطاهر.

لكن الشريط الذي تبلغ مدته الزمنية 27 دقيقة ويبين حجم الإمكانيات التكنولوجية المتوافرة للإسلاميين المتشددين في الصومال، لم يفصح عن الملابسات التي قتل فيها هؤلاء الثلاثة، علما بأن تقارير أميركية وغربية أمنية تحدثت أخيرا عن نجاح المئات من الصوماليين، من أصول أميركية وغربية في العودة إلى الصومال للمشاركة في القتال إلى جانب المتمردين الإسلاميين الذين يسعون للإطاحة بحكومة الشيخ شريف.

وبالإضافة إلى هؤلاء، دخل عشرات المواطنين الغربيين والأميركيين إلى الصومال للغرض نفسه، بينما تقول تقديرات الأمم المتحدة إن ما بين 250 إلى 300 مقاتل أجنبي يعتقد أنهم محسوبون على تنظيم القاعدة يشاركون في صفوف حركة المجاهدين المتشددة فعليا.

ويعزو الخبراء تصاعد وتيرة العمليات الانتحارية التي تستهدف كبار قيادات ترويكا السلطة الانتقالية (الرئيس والحكومة والبرلمان) إلى الخبرات العسكرية الهائلة التي جلبها هؤلاء المقاتلون الأجانب معهم إلى الصومال، لكن في المقابل، فإن قيادات الحزب الإسلامي الذي يتزعمه الشيخ حسن طاهر أويس تؤكد أن المنضمين إلى صفوف المعارضة الإسلامية لا يتجاوز بضعة أفراد حضورا على مسؤوليتهم الخاصة.

وقال أبو منصور مخاطبا الرئيس الأميركي أوباما: «تزعم أنك العام المقبل ستغلق (معسكر) غوانتانامو، لكن لن نرضى حتى يتم إغلاق كل الـ«غوانتاناموات» وكل الـ«أبو غريبات» في كل أنحاء العالم، وحتى يطلق سراح كل الأسرى المسلمين في أنحاء لعالم ذكورا وإناثا». وأضاف: «وتزعم أنك ستخرج كل جنودك من العراق قبل حلول عام 2012، لكن لن نرضى حتى تخرج كل جنودك من كل أراضى المسلمين. وتزعم أنك لن تتدخل في شؤون الدول، لكن لن نرضى حتى يتم إيقاف التدخل في أي بلد وكل بلد من بلاد المسلمين». وقال: «هذه هي الشروط التي وضعتها قيادة تنظيم القاعدة وعليكم الالتزام بها وبعدها يمكن فقط التفكير في مسألة السلام»، مضيفا: «عرضت علينا البداية، لكننا نراها بداية النهاية». إلى ذلك علمت «الشرق الأوسط» أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعا في السابع والعشرين من الشهر الحالي في العاصمة البلجيكية بروكسل لإقرار تعيين أول مبعوث خاص للاتحاد الأوروبي لدى الصومال بالإضافة إلى الموافقة على طلب الحكومة الصومالية بتدريب خمسة آلاف من قواتها العسكرية في جيبوتي بتمويل من فرنسا وبعض البلدان الغربية المعنية.

وقال دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط» إن تعيين المبعوث الأوروبي للصومال يندرج في إطار القلق الأوروبي تجاه تأثير ما يحدث في الصومال على المصالح الأوروبية في منطقة القرن الأفريقي وتخوف أكثر من عاصمة غربية من التداعيات الخطيرة التي قد تترتب على نجاح الإسلاميين المتطرفين في السيطرة على العاصمة الصومالية مقديشو والإطاحة بالشيخ شريف. ولفت إلى أن التحرك الأوروبي سيعنى مزيدا من التنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة الصومالية.

وبعد يومين من الهدوء الحذر الذي شهدته العاصمة الصومالية مقديشو، اندلع أمس قتال عنيف بين القوات الحكومية المدعومة بقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي وميليشيات حركة الشباب والحزب الإسلامي جنوبي المدينة. وقال مسؤولون حكوميون إن عددا من قذائف الهاون قد سقط أمس مجددا على مقر القصر الرئاسي المعروف باسم «فيلا الصومال» في مقديشو، في وقت يقوم فيه الرئيس الصومالي حاليا بزيارة إلى أوغندا حيث التقى مع نظيره الأوغندي يورى موسيفيني.

ودفعت العمليات التي يشنها المتمردون الإسلاميون البرلمان الصومالي أمس إلى نقل مقره إلى مقر إقليم بنادير بالعاصمة مقديشو، حيث أعلن منسق البرلمان الصومالي أحمد عبدي حسن عن الاتجاه لعقد جلسة لمناقشة الاتفاق الذي وقعته الحكومتان الصومالية والكينية بشأن ترسيم الحدود المائية بينهما. وعمليا، لم يعقد البرلمان الصومالي أي جلسة بجميع أعضائه البالغ عدهم 550 عضوا منذ عدة أشهر، بينما تمت تصفية خمسة منهم منذ مطلع العام الحالي في عمليات العنف التي تشهدها البلاد.