التليسكوب.. اختراع انطلق من يد طفل.. وبلغ الفضاء الخارجي

يستخدم لأغراض طبية وعسكرية وتجارية ودينية

TT

التليسكوب يرتبط بكل ما يخص علم الفضاء والأجرام السماوية، غير أن الإنسان استخدمه في جوانب متعددة من حياته، والمتضمنة الأغراض الطبية والعسكرية والتجارية والدينية وغيرها، لا سيما وأن الفرد بطبيعته يتوق للمعرفة واكتشاف المجهول.

ومنذ اختراع التليسكوبات، اكتشف العلماء ثلاثة كواكب جديدة في المجموعة الشمسية تتمثل في أورانوس عام 1781 ونبتون عام 1846، إلى جانب بلوتو الذي تم اكتشافه عام 1930، إضافة إلى آلاف الأجرام الصغيرة مثل الكويكبات والمذنبات.

وتعود بداية اكتشاف التليسكوب عام 1603 إلى طفل هولندي، كان يلهو بعدسات والده هانس ليبريشي أحد صناع النظارات، إذ وضع عدستين على التوالي، مع ترك مسافة بينهما، فلاحظ أن جرس الكنيسة أصبح أقرب مما كان عليه، ما جعله يخبر والده ليعرف بدوره فيما بعد كيفية تقريب الأشياء، الأمر الذي دعا العالم الإيطالي جاليليو جاليلي، لالتقاط هذا الاكتشاف، ودراسته وتطويره إلى أن صنع التليسكوب عام 1609.

وأشار الباحثون إلى أن ثورة في صناعة التليسكوبات، بدأت منذ ذلك الحين حتى باتت توضع في الفضاء الخارجي بعيدا عن شوائب الغلاف الجوي للأرض، والمسماة بالتليسكوبات الفضائية.

الدكتور حسن باصرة رئيس قسم علوم الفلك والفضاء في جامعة الملك عبد العزيز بجدة صنّف التليسكوب ضمن أنواع المناظير، معتبره أداة بصرية، تساعد في جمع الضوء «الفوتون»، والذي كلما ازدادت أحجام عدساتها أو مراياتها زاد تجميع كمية أكبر من الضوء، الناتج عنها القدرة على رؤية أجسام أبعد وأكثر، لافتا إلى أن اعتقاد الكثير من الناس بأن ذلك الجهاز يستخدم كأداة تكبير فقط، يعتبر غير دقيق من الناحية العلمية.

وقال باصرة في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن العدسة العينية تعمل في التليسكوب على جمع حزم الضوء التي يتم تجميعها للجرم بواسطة العدسة أو المرآة الأولية لتظهر في النهاية الصورة بالكامل، مبينا أن أقمار كوكب المشتري وسطح القمر تعتبر أول الأفلاك التي تم اكتشافها بالتليسكوب.

وأضاف أن هناك أنواعا متعددة من التليسكوبات تتضمن التليسكوب الكاسر، والمكون من زوجين من العدسات ينحني فيها الضوء بالانكسار عبر العدسات الزجاجية، إلا أن التليسكوبات الكاسرة الأولى كانت تعاني من الزيغ اللوني الذي تمت معالجته في الحديثة منها.

وأفاد أن تلك التليسكوبات الكاسرة كانت قاصرة على إعطاء صورة واضحة ومحددة المعالم، لا سيما وأن صنع العدسات الجيدة كان متعذرا، إلا أن عام 1668 شهد اختراع تليسكوب عاكس، لا يحتوي على عدسة شيئية، في ظل سريان الضوء عبر أنبوب طويل مفتوح ليسقط على مرآة مقعرة تعكس الأشعة نحو أعلى الأنبوب إلى مرآة ثانية مسطحة مائلة الوضع، لتوجه تلك الأشعة إلى عدسة محدبة مكبرة تمثل عينية التليسكوب، مضيفا أن هذه الأنواع من التليسكوبات، أنتجت صورا واضحة وخالية من الحواف اللونية، التي كانت تعاني منها التليسكوبات الكاسرة.

وأكد رئيس قسم علوم الفلك والفضاء في جامعة الملك عبد العزيز بجدة أن التليسكوبات العاكسة اخترعت بواسطة إسحاق نيوتن عام 1668، والتي تقوم فكرة عملها على أساس وجود مرآة منحنية «مقعرة» مصقولة جيدا، يطلق عليها المرآة الأولية، والتي تعمل على جمع الضوء الصادر عن الأجرام السماوية، وتركزه في نقطة واحدة، ومن ثم تعكس كلا من الضوء والصورة إلى مرآة أخرى، يطلق عليها اسم المرآة الثانوية، لتعكس الصورة إلى الجانب العلوي من التليسكوب، ومنها إلى العينية.

وأضاف باصرة أن أسعار التليسكوبات العاكسة تشهد اختلافا باختلاف أقطارها التي تقاس بوحدة الإنش، إذ يبلغ سعر التليسكوب البالغ قطره 8 إنشات نحو 2500 دولار، فيما يصل سعر التليسكوبات ذي القطر البالغ 10 إنشات إلى نحو 3500 دولار.