هندوراس: فشل مفاوضات إعادة الرئيس المخلوع تنذر بأعمال عنف جديدة

رئيس كوستاريكا يطلب 72 ساعة إضافية لمحاولة التوصل لحل

TT

وصل الخصمان السياسيان في هندوراس إلى مسار تصادمي أمس بعد انهيار المفاوضات، وتعهد رئيس هندوراس المخلوع مانويل زيلايا بالعودة للبلاد بالرغم من تحذيرات الحكومة المؤقتة. ويقول زيلايا إنه يجرى تنظيم مقاومة في هندوراس لتمهيد الطريق أمام عودته في مطلع الأسبوع الحالي، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يمنعه أحد. وهددت الحكومة المؤقتة التي جرى تشكيلها بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بزيلايا في 28 يونيو (حزيران) بقمع أي محتجين يثيرون أعمال شغب. وتثير المواجهة التي تلوح في الأفق إمكانية تكرار الاشتباكات التي قتل فيها محتج واحد على الأقل خلال محاولة زيلايا الفاشلة العودة للبلاد في الخامس من يوليو (تموز). وأغلقت القوات مدرج إقلاع وهبوط الطائرات بالمطار ومنعت زيلايا من الهبوط. وقال افرين دياز المحلل السياسي في مركز التنمية البشرية وهو منظمة غير حكومية في هندوراس: «دون شك سيؤجج ذلك من مستويات التوتر... قد تحدث أعمال عنف إذا حاول زيلايا العودة بالقوة».

ودعا المحتجون الموالون لزيلايا إلى إضراب وطني يستمر يومي الخميس والجمعة، وناشد متحدث باسم الشرطة أول من أمس الأطفال والكبار في السن الابتعاد عن الاحتجاجات المقررة الأسبوع الحالي قائلا إن قوات الأمن «لن تتسامح مع أي من يتصرف في بلادنا كما لو كان إرهابيا». وانهارت محادثات إنهاء الأزمة أول أمس عندما أبلغ وفد الحكومة المؤقتة الوسيط، وهو رئيس كوستاريكا أوسكار أرياس، أن اقتراحه بإعادة زيلايا للسلطة «غير مقبول» ويعتبر تدخلا في شؤون هندوراس. وأبدى أرياس الحائز على جائزة نوبل للسلام، قلقه من أن يؤدي انهيار المحادثات إلى إراقة الدماء ودعا الجانبين إلى منحه 72 ساعة أخرى لكي يحاول حل أسوأ أزمة تشهدها أميركا الوسطى منذ الحرب الباردة. وتساءل أرياس: «ما هو بديل الحوار..... ماذا سيحدث غدا إذا أطلق مواطن من هندوراس الرصاص على جندي ثم أطلق جندي الرصاص على مدني مسلح».

واقترح أرياس السبت الماضي خطة تتكون من سبع نقاط تتضمن إقامة حكومة وفاق وطني تمثل فيها جميع قوى الدولة بزعامة زيلايا. من جهتها ناشدت وزارة الخارجية الأميركية مساء الأحد، بعد إعلان فشل المفاوضات، جميع الأطراف في هندوراس العمل من «أجل إنجاح» المفاوضات. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية روبرت هود في بيان «ندعو أطراف المحادثات للتفكير في التقدم الذي أنجز حتى الآن والالتزام (بالعمل) من أجل إنجاحها».

والرئيس المؤقت لهندوراس روبرتو ميتشليتي الذي عينه الكونغرس في هندوراس بعد الانقلاب يصر من البداية على أنه لن يسمح بعودة زيلايا لكي ينهي الفترة المتبقية له في رئاسته. ويقول إن زيلايا الذي طرد من البلاد انتهك الدستور بسعيه لرفع القيود عن فترات الرئاسة. ولكن زيلايا تعهد بالعودة للبلاد يوم السبت أو الأحد. وقال لوكالة «رويترز» في مقابلة هاتفية من نيكاراغوا المجاورة بعد تعثر المحادثات في كوستاريكا: «لا يمكن أن يمنعني أحد. أنا من هندوراس وهذا حقي».

يشار إلى أن زيلايا يحظى بدعم كامل من رئيس كوستاريكا ومنظمة الدول الأميركية بصفته الرئيس الشرعي لهندوراس. وقررت منظمة الدول الأميركية تعليق عضوية هندوراس بسبب الإطاحة بصورة غير شرعية بزيلايا ونفيه وهو يرتدي ملابس نومه خارج البلاد.