انتحاريون من طالبان يهاجمون مباني حكومية في مدينتين أفغانيتين

مقتل جندي بريطاني أثناء دورية في هلمند

قناص أفغاني خلال دورية أمنية في إحدى قرى وادي بش بمقاطعة كونار (رويترز)
TT

هاجم انتحاريون من طالبان أمس مبان حكومية في مدينتين أفغانيتين ومطارا شرق أفغانستان.

وأعلن روح الله سامون محافظ إقليم بكتيكا أن مسلحين هاجموا مركز المخابرات الأفغانية في مدينة جارديز ومكتبا تابعا لإدارة الإقليم. وذكر سامون أن أحد المهاجمين فجر نفسه وقتل معه ثلاثة من رجال المخابرات، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن عناصر الأمن قتلت خمسة مسلحين آخرين رميا بالرصاص. ووفقا للبيانات قتل اثنان من عناصر الشرطة خلال تبادل إطلاق النار. وفي تلك الأثناء هاجم انتحاريان على الأقل مطارا في مدينة جلال آباد عاصمة إقليم ننجاهار. ووفقا لبيانات الشرطة قتلت عناصر الأمن المهاجمين عند مدخل المطار رميا بالرصاص، في حين أعلن متحدث باسم طالبان أن اثنين من المهاجمين فجرا نفسيهما في أرض المطار كما فجر اثنان آخران نفسيهما عند بوابة الدخول. والهجمات مماثلة لهجمات أخرى شنتها طالبان في الآونة الأخيرة في نوريستان في إقليم بكتيكا شرق أفغانستان وهجمات أخرى في كابل وأماكن أخرى. وقال عدد من السكان رفضوا نشر أسمائهم إن معارك بالرصاص دارت بين المقاتلين وقوات حكومية وسمع دوي انفجار هائل واحد على الأقل. ولم يتسن للمسؤولين في المدينة التعليق على المعارك وقالت وزارة الداخلية في كابل إنها تتحقق من التقارير. واندلعت أعمال العنف في أفغانستان منذ أن شن آلاف من أفراد قوات مشاة البحرية الأميركية والقوات البريطانية هجمات واسعة في هلمند معقل طالبان في الجنوب. والهجمات هي الأولى في ظل الاستراتيجية الإقليمية الجديدة للرئيس الأميركي باراك أوباما الرامية لهزيمة طالبان وحلفائها الإسلاميين وتحقيق الاستقرار في أفغانستان. وأعلنت طالبان التي تقود تمردا متناميا ضد الحكومة التي يدعمها الغرب وتسعى لطرد القوات الأجنبية من أفغانستان، مسؤوليتها عن الهجوم. وقالت إن 15 مهاجما انتحاريا شاركوا في هجمات على مبان حكومية في كرديز عاصمة إقليم بكتيكا. وقال مسؤولان إقليميان في كرديز إن خمسة على الأقل من أفراد قوات الأمن الأفغانية وثلاثة من مقاتلي طالبان لقوا حتفهم في معارك بالرصاص في المدينة. وطلب المسؤولان عدم نشر اسميهما. وقال مصدر يعمل مع وكالة إغاثة أجنبية إن مهاجمين انتحاريين على الأقل ارتديا الزي التقليدي لكثير من الأفغانيات الذي يغطيهن من الرأس حتى القدم. وقالت الكابتن إليزابيث ماتياس المتحدثة باسم الجيش الأميركي إنه وردت أنباء عن هجمات انتحارية استهدفت مقر حاكم كرديز ومقر الشرطة والمديرية الوطنية لمكاتب الأمن. من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس مقتل جندي بريطاني في انفجار أثناء قيامه بدورية في جنوب أفغانستان، مما يرفع عدد القتلى من الجنود البريطانيين إلى 187 جنديا منذ عام 2001. وجاء في بيان لوزارة الدفاع أنه «بمزيد من الحزن تؤكد وزارة الدفاع أن أحد جنودها من مجموعة القوة المشتركة لتفكيك العبوات الناسفة قتل». وأضافت أن «الجندي قتل في انفجار وقع أثناء قيامه بدورية وسط ولاية هلمند بعد ظهر 20 يوليو (تموز)». وبهذا يرتفع العدد إلى 187 جنديا بريطانيا قتلوا منذ بدء العمليات ضد متطرفي طالبان في أكتوبر (تشرين الأول) 2001، قتل 155 منهم على الأقل في أعمال عدوانية. وقال الكولونيل نيك ريتشاردسون المتحدث باسم قوة المهمات في هلمند إن «مقتل أي رفيق في السلاح يحزن عناصر قوة المهمات، ولكن ما يعزينا هو أن مقتله لم يكن هباء».

وأضاف «نقدم التعازي لعائلاته وأصدقائه الذين تأثروا كثيرا بهذا الحدث المأساوي»، موضحا أنه تم إبلاغ أقارب الجندي. وينتشر نحو 9000 عسكري بريطاني في أفغانستان خاصة في ولاية هلمند. وتشارك القوات البريطانية في عملية «مخلب النمر» الواسعة النطاق التي تجري ضد طالبان في الولاية.