لبنان يواجه الجمود السياسي ويبقى في عهدة «التصريف»

بين الدعوات إلى «طول البال» والأسف لتأخر التشكيل

TT

لا جديد بعد التكليف، وحكومة تصريف الأعمال اللبنانية التي يرأسها فؤاد السنيورة دخلت أسبوعها الرابع، من دون أن يخرق، في موازاة ذلك، أي جديد جدار المراوحة السياسية. وكأن السلطة التنفيذية تشهد بذلك «عطلة التأليف».

حتى السجالات السياسية خبا وهجها مع استمرار تمسك كل من فريقي الموالاة والمعارضة بمواقفهما.

وأكد أمس السنيورة أن «الجهد يبذل في موضوع الحكومة. وهذا يحتاج إلى (طول بال) وتأنٍ». وقال: «هناك عدد كبير من المؤشرات، وكلها مؤشرات طيبة، تدل على الآثار الإيجابية للوضع الاقتصادي. طبيعي هذا لا يعني أن ذلك يحل كل مشكلاتنا الاقتصادية، لكن من دون شك يجب أن (نطول بالنا) في هذه الفترة ونهدأ، ولا نحشر سعد الحريري (الرئيس المكلف)»، مشيرا إلى أن الحريري «ماض في عمله»، وأنه «شديد الثقة والإيمان بأن الأمانة التي حملتها عندما أسلمها إلى سعد الحريري فستكون، إن شاء الله، بأفضل أيد أمينة لتولي المسؤولية»، وأضاف: «حكما، سنكون بجانب سعد الحريري في هذه المسؤولية. وإن شاء الله نكون كلنا يدا واحدة، وبالتالي نقدر أن نحقق تقدما على أكثر من صعيد».

بدوره، وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ عبد الأمير قبلان، رسالة إلى اللبنانيين طالب فيها بـ«السرعة في تأليف حكومة الوحدة الوطنية المبنية على الشراكة والتوافق والتواصل والخدمة العامة». وقال: «انسوا الماضي بكل تفاصيله. افتحوا صفحة جديدة للتعاون لتنقذوا لبنان من كل العثرات ومن كل سوء وبلاء».

وفي هذا الإطار، شدد عضو كتلة «المستقبل» النائب هاشم علم الدين على ضرورة «الإسراع في تأليف الحكومة برئاسة (الرئيس المكلف) سعد الحريري لاستكمال مشروع بناء الدولة والمؤسسات». وأشار إلى «أن الجميع في المنية والضنية، وعلى مساحة الوطن الذين يؤمنون بخيار بناء الدولة والمؤسسات، ينتظرون تأليف حكومة بناء الدولة والمؤسسات. وكلهم ثقة بالرئيس المكلف سعد الحريري الذي يعمل تحت عنوان كبير لتأليف حكومته على مقاس الوطن، وليس على مقاس أي فئة أو أي حزب في لبنان. فسقفنا الطائف، وخيارنا الدولة. ولن نرضى بالتفاصيل التي قد تعيدنا إلى الوراء». ودعا إلى «تسهيل تأليف الحكومة بما أن الكل في لبنان متفقون على عدم وضع العصي في دواليبها، خصوصا أننا أمام موسم سياحي مهم».

من جهته، أسف رئيس حزب الكتائب، أمين الجميل، لـ«استمرار سياسة التعطيل، تعطيل الحكومة»، وقال: «لبنان (على كف عفريت)، ونحن ما زلنا نبحث في جنس الملائكة. علينا مرة نهائية أن نحسم أمرنا ونكف عن هذه السياسة. يدنا ممدودة للمعارضة لتدخل إلى الحكومة ليكون هناك مشاركة حقيقية في تحمل المسؤوليات، إنما من دون العودة إلى سياسة الفيتو، وسياسة التعطيل، وإلى ما هنالك من إعاقة مسيرة الوطن وإعادة بناء المؤسسات. مفترض تأليف حكومة في أسرع وقت. لدينا كل الثقة بالرئيس المكلف ونحن على استعداد للتجاوب معه في كل ما يخدم مصلحة البلاد، لكن إذا كانت هناك استحالة في تأليف الحكومة التي نطمح إليها، فلنتحمل مسؤوليتنا في تأليف حكومة تعبر عن نتائج الانتخابات الأخيرة، وعندئذ يستقر الوضع السياسي في البلاد وتستقيم اللعبة الديمقراطية، فيكون هناك فريق يحكم وفريق يعارض». وأضاف: «نحن في 14 مارس (آذار) لدينا مصلحة البلاد فوق كل اعتبار. فمن خلال البيان الوزاري وممارسة الحكومة، نعطي كل التطمينات، للشعب اللبناني بأسره، بأن هذه الحكومة لن تكون حكومة فئة ضد فئة، أو حكومة تصفية حسابات، إنما حكومة تحقق مصلحة الناس ومصلحة المعارضين قبل الموالين ومصلحة البلاد لدرء الأخطار المحدقة بها من الخارج، خصوصا بعدما أظهرت إسرائيل النيات المبيتة تجاه لبنان. نحن في حاجة إلى مواجهة هذه الأخطار والتهديدات. ولا يمكننا القيام بذلك إذا ظل هناك فراغ حكومي. فليتحمل كل مسؤول مسؤولياته تجاه الوطن وتجاه الناس».