جهود عراقية ـ أميركية للتقليل من شأن خلافات حول التنسيق الأمني بين القوات

المالكي وأوباما يلتقيان في واشنطن اليوم ويركزان على تطبيع العلاقات بين البلدين

TT

يلتقي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم بالرئيس الأميركي باراك أوباما في مستهل زيارته إلى العاصمة الأميركية التي تستمر حتى نهاية الأسبوع الحالي. ويركز المسؤولون العراقيون والأميركيون على أهمية الزيارة في ما يخص تنشيط اتفاقية الإطار الاستراتيجي، التي تنظم العلاقات بين البلدين خارج الإطار الأمني وتطبيع العلاقات بين البلدين بعد 6 سنوات من حرب عام 2003. وهناك ملفات ثنائية عدة تنتظر المعالجة في أثناء الزيارة، وعلى رأسها مفهوم المصالحة لدى الطرفين ودور الولايات المتحدة في دعم تلك المصالحة.

وكان رئيس الوزراء المالكي قد أكد أن المصالحة في العراق شأن عراقي أولا، وهذا ما كرره وزير خارجيته هوشيار زيباري الذي وصل قبله إلى الولايات المتحدة. وأكد زيباري: «المصالحة شأن عراقي.. ولكن يمكن للولايات المتحدة لعب دور الوساطة». وأشار زيباري إلى أن هذه الوساطة قد تشمل التوسط بين حكومة بغداد وحكومة إقليم كردستان، من اللافت أن نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي عينه أوباما لتولي الملف العراقي، وخاصة ملف المصالحة، سيكون خارج الولايات المتحدة خلال وصول المالكي إلى واشنطن، إذ يقوم بايدن بزيارة إلى أوكرانيا وجورجيا. إلا أن مسؤولا في الإدارة الأميركية أكد لـ«الشرق الأوسط» أن بايدن سيلتقي المالكي بعد عودته من جولته في أوروبا الشرقية، مضيفا أن مسؤولين من مكتب بايدن سيحضرون الاجتماعات الثنائية للمالكي. ومن المرتقب أن تثار قضية المصالحة، بالإضافة إلى التعاون الثنائي بين الطرفين أثناء زيارة المالكي الذي يلتقي أيضا بوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس ووزير الخزانة تيموثي غيتنر. ومن المرتقب إعلان عدد من الاتفاقيات، من بينها اتفاق في المجال التعليمي. ولفت زيباري إلى أهمية مواصلة الولايات المتحدة دعمها للعملية السياسية في العراق، محذرا من أن «مشاكل العراق قد تصبح أزمات» في حال «انهار الإجماع السياسي في البلاد». وأضاف: «لنكون واقعيين، سيكون لدى الولايات المتحدة حوالي 100 ألف جندي في العراق حتى نهاية عام 2011 ولديها الكثير من الثقل السياسي في البلاد يمكنها استخدامه». كما أن زيباري شدد على ضرورة تنفيذ الولايات المتحدة التزامها بدعم جهود العراق للخروج من قرارات مجلس الأمن بموجب الفصل السابع، وهو الأمر الذي يبحثه المالكي مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك قبل لقاء أوباما. ومن جهة أخرى، تسعى واشنطن وبغداد إلى التقليل من شأن التقارير الصحافية التي تشير إلى توترات بين الطرفين في المجال الأمني منذ سحب القوات الأميركية من المدن العراقية في 30 يونيو (حزيران) الماضي. وقال زيباري إن «العملية بشكل عام تسير بشكل سلس»، لكنه أردف قائلا إن هناك بعض «القضايا التقنية والمشاكل» في تفسير بعض بنود الاتفاقية الأمنية بين البلدين. ومن جهته، قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي اوديرنو أبلغه أن «نسبة التعاون والتنسيق مع القوات العراقية الأمنية تسير بشكل أفضل مما يتم تصويره علنا وفي الإعلام». وأضاف غيتس في لقاء مع الصحافيين عشية زيارة المالكي، الذي سيلتقيه في واشنطن: «العملية تسير بشكل جيد في رأي» الجنرال اوديرنو. ولفت غيتس إلى أن القضية قد تسيس في العراق بسبب المشادات السياسة في البلاد، مضيفا: «ربما ذلك علامة نجاحنا في البلاد». واتفق رئيس أركان القوات المسلحة المشتركة، الأدميرال مايك مولن مع هذا التقييم، قائلا: «من الواضح أن هناك تحديات، ولكن القيادة تعمل لمعالجة كل واحدة من هذه التحديات».