مقتل 14 شخصا وإصابة 80 في تفجيرات ببغداد والأنبار.. واعتقال 5 سوريين بالموصل

فرض حظر التجول في الرمادي والفلوجة.. ومسؤول أمني لـ «الشرق الأوسط»: التناحر السياسي والعشائر هما السبب

جندي عراقي يتفحص الأضرار التي خلفها انفجار بسوق بمدينة الصدر في بغداد أمس (رويترز)
TT

ضربت سلسلة تفجيرات ضربت العاصمة العراقية بغداد ومحافظة الأنبار، أمس، أسفرت عن مقتل 14 شخصا على الأقل وإصابة حوالي 80 آخرين بجروح في سلسلة هجمات في بغداد وشمالها. وفي الموصل أعلن مصادر أمنية عن اعتقال 5 أشخاص يحملون الجنسية السورية وبحوزتهم أسلحة وأموال.

ففي بغداد، قالت مصادر أمنية إن عبوتين ناسفتين انفجرتا بفارق زمني بسيط وسط تجمع لعمال البناء في مدينة الصدر، شرق بغداد، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 31 آخرين، بينهم أربع نساء. وأضافت أن «التفجير وقع عند الساعة 15.5 بالتوقيت المحلي (15.2 تغ)» مشيرة إلى نقل «المصابين إلى مستشفيات المدينة».

وفي الضاحية الشيعية ذاتها، أكدت مصادر في الشرطة وأخرى طبية في مستشفى الإمام علي «مقتل أربعة أشخاص، بينهم طفلة عمرها عام وشقيقتها (ثمانية أعوام) وإصابة 34 شخصا آخرين بانفجار عبوة ناسفة في سوق الكيارة وسط مدينة الصدر».

فيما أكدت قيادة عمليات بغداد أن قوات الأمن تمكنت من تفكيك عبوة ناسفة مزدوجة بالقرب من مكان الانفجار.

ومن جهة أخرى، أسفر انفجار سيارة مفخخة عند مدخل محطة وقود علوة الرشيد في الدورة في جنوب بغداد عن مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين بجروح، بعد أن كانت المصادر أعلنت سابقا مقتل شخص واحد. كما أدى انفجار عبوة ناسفة في باب المعظم قرب مسجد عادلة خاتون في وسط بغداد إلى إصابة 12 شخصا بجروح، بحسب مصادر طبية وأمنية.

وأوضحت المصادر أن الانفجار «استهدف حافلة ركاب صغيرة كانت تقل نعشا تسلمته من الطب العدلي»، مشيرة إلى أن «الجرحى من أقارب القتيل الذي قضى قبل يومين بانفجار عبوة ناسفة».

وفي محافظة الأنبار، قالت الشرطة العراقية إن مدينة الرمادي، مركز المحافظة، أعلنت حالة الطوارئ وفرضت حظرا على السيارات بعد وقوع تفجيرين أمس، بعد يوم من انفجار في المدينة التي تتسم بالهدوء عادة، مما أسفر عن مقتل شرطيين.

وقالت الشرطة إن سيارة ملغومة كان يقودها انتحاري وسيارة ملغومة أخرى كانت متوقفة، انفجرتا في آن واحد تقريبا قرب مجموعة من المطاعم في الرمادي، مما أسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة 13 آخرين. وقال ضابط شرطة طلب عدم نشر اسمه «أعلنت حالة الطوارئ في الرمادي بسبب معلومات عن أن هناك سيارة ثالثة مشحونة بالمتفجرات في المدينة». وخلال حالة الطوارئ يجري نشر عدد أكبر من أفراد الشرطة ويجرون قدرا أكبر من عمليات التفتيش. كما فرض حظر على السيارات في الفلوجة ثاني المدن الرئيسية في الأنبار. وقال شهود عيان إن تلفيات شديدة لحقت بواجهات المطاعم في التفجيرين اللذين وقعا في الرمادي، وتناثرت بقع الدماء على الأرض في مكان مجاور لمكان الحادث. وأضاف شاهد أن الشوارع أصبحت خالية وأن المتاجر أغلقت أبوابها خشية وقوع هجوم آخر.

وكان متشددون كمقاتلي «القاعدة» يسيطرون يوما على محافظة الأنبار، ولكن مجالس الصحوة التي شكلها زعماء العشائر في 2006 كانت حاسمة في القضاء على وجودهم. وظلت المحافظة هادئة نسبيا منذ ذلك الحين، ولكنها شهدت ارتفاعا في الهجمات في الشهور الأخيرة.

وشمل حظر التجوال مدينة الفلوجة أيضا، وقال محمود العيساوي قائد الشرطة في المدينة لـ«الشرق الأوسط» إن «حظر التجوال الذي فرض على الفلوجة جاء بسبب ورود معلومات عن وجود سيارة مفخخة في المدينة»، مؤكدا أن «الأوضاع الأمنية في تحسن مستمر، وأن التوتر الأمني الذي يحصل أحيانا هو بسبب التناحر السياسي وتدخل العشائر في صراعات سياسية، أدت في الكثير من الأحيان إلى حدوث اقتتال بين تلك العشائر كما حصل في منطقة العامرية في الفلوجة».

وفي الموصل، أعلنت وزارة الدفاع اعتقال 27 «إرهابيا» بينهم خمسة يحملون الجنسية السورية، يشتبه في ارتباطهم بتنظيم القاعدة خلال عملية عسكرية بدأت أول من أمس في المدينة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن اللواء الركن محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع، أن حملة مداهمات في الموصل أسفرت حتى الآن عن اعتقال 27 «إرهابيا»، بينهم خمسة سوريين يشتبه في ارتباطهم بتنظيم القاعدة. وأكدت مصادر أمنية أخرى لـ«الشرق الأوسط» أن قوات من اللواء الثالث التابع لوزارة الدفاع العراقية قد داهمت مناطق الكبة، شمال غربي الموصل، وسادة وبعويزة، شمال شرقيها بناء على معلومات استخبارية، وألقت القبض على أربعة أشخاص يحملون الجنسية السورية وبحوزتهم أموال وأسلحة. لكن تلك المصادر لم تكشف عن أسماء أو انتماءات الأشخاص لـ«ضرورات أمنية»، مؤكدة أن التحقيقات معهم جارية لمعرفة التفاصيل.