2.5 مليون ناخب كردي يدلون بأصواتهم اليوم.. وسط هدوء حذر

إجراءات أمنية مشددة حول مراكز الاقتراع في كردستان.. وحظر شامل على حركة المركبات

TT

تتسم الأجواء في إقليم كردستان العراق عموما بالهدوء الحذر قبل ساعات قليلة من موعد ثالث انتخابات نيابية وأول انتخابات رئاسية في تاريخ الإقليم والتي ستنطلق في الساعة الثامنة من صباح اليوم.

ويتنافس 5 مرشحين على منصب رئيس الإقليم، أبرزهم وأوفرهم حظا في الفوز هو الرئيس الحالي مسعود بارزاني بحسب استطلاعات الرأي الأولية التي أجرتها بعض المراكز والمؤسسات الأكاديمية في الإقليم، إلى جانب كل من الدكتور هلو إبراهيم أحمد رئيس حزب التقدم الكردستاني، وسفين الشيخ محمد، وحسين كرمياني، والدكتور كمال ميراودلي.

كما يتنافس 507 مرشحين من 19 كيانا وخمسة ائتلافات سياسية أبرزها القائمة الكردستانية برئاسة الدكتور برهم أحمد صالح نائب رئيس الحكومة العراقية والتي تضم الحزبين الكرديين الرئيسيين الحاكمين في الإقليم وهما الاتحاد الوطني بزعامة الرئيس جلال طالباني والديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني، وقائمة «التغيير» التي يرأسها نوشيروان مصطفى رئيس مؤسسة «وشه ـ الكلمة» الإعلامية التي تتخذ من السليمانية مقرا لها، والأمين العام المساعد السابق لحزب طالباني، وقائمة الخدمات والإصلاح التي تضم حزبين كرديين إسلاميين وآخرين علمانيين ويرأسها صلاح الدين محمد بهاء الدين الأمين العام للاتحاد الإسلامي في كردستان، وذلك لشغل 111 مقعدا من مقاعد البرلمان الكردستاني.

وخصصت 11 مقعدا للقوميات والطوائف غير الكردية، بواقع مقعد واحد للمسيحيين الأرمن، وخمسة مقاعد للتركمان، وخمسة أخرى للمسيحيين الكلدان والسريان والآشوريين، على أن تراعي الكيانات السياسية نسبة تمثيل النساء (30%)، وألا يقل عدد المرشحين لكل كيان سياسي عن ثلاثة أشخاص. وتقول المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، والتي تشرف على انتخابات الإقليم، إن 45 ألف مراقب سيتولون مراقبة عملية الانتخابات في الإقليم وخارجه من بينهم 16520 مراقبا محليا.

ومن المقرر افتتاح مراكز الاقتراع في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، على أن تغلق في الساعة السادسة مساء، باستثناء المراكز التي لم ينته فيها التصويت، حيث ستغلق بعد انتهاء جميع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم.

ويقدر عدد سكان إقليم كردستان العراق بـ4382291 نسمة، بينهم 2524889 ناخبا سيشاركون في الاقتراع العام، تم توزيعهم على 1284 مركزا تضم 5369 محطة اقتراع موزعة على مناطق المحافظات الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك، إضافة إلى أربع محطات في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد مخصصة للمسؤولين الكرد الكبار المقيمين في العاصمة بحكم مسؤولياتهم هناك. في حين لا يحق للمواطنين الأكراد القاطنين في كركوك والمناطق التي توصف بالمتنازع عليها والذين يزيد عددهم على المليون ونصف المليون نسمة بحسب الإحصاءات شبه الرسمية المقتبسة من السجلات الخاصة بالبطاقات التموينية، التصويت في هذه الانتخابات، وذلك بموجب قانون الانتخابات، نظرا لعدم حل قضية مناطقهم إداريا والتي ما برحت موضع خلاف بين بغداد والإقليم. وعلى الصعيد الأمني، فقد اتخذت قوات البيشمركة وقوى الأمن الداخلي التي تجوب دورياتها بشكل مكثف جميع مدن ومناطق الإقليم، إجراءات أمنية مشددة حول مراكز الاقتراع، لحفظ الأمن وضبط النظام خلال ساعات التصويت التي ستشهد حظرا تاما لحركة المركبات باستثناء السيارات المرخصة رسميا. وقطعت الشوارع والطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى مراكز التصويت بالكتل الكونكريتية لمنع مرور المركبات، كما أغلقت قوات حرس الحدود المعابر الحدودية مع دول الجوار بناء على تعليمات وزارة الداخلية، علاوة على إجراءات تفتيش الناخبين الدقيقة والتي يقوم بها أفراد الأمن بالأيدي وبواسطة اجهزة يدوية حديثة كاشفة للمتفجرات قبل دخولهم إلى مراكز التصويت وعلى بعد نحو 100 متر. كما توقفت الرحلات الجوية من وإلى مطارات الإقليم اعتبارا من مساء أمس ولمدة 24 ساعة. وفي هذه الأثناء دعت مديريات الحفاظ على البيئة في الإقليم جميع الكيانات والقوائم السياسية المتنافسة في الانتخابات إلى الإسراع في عملية إزالة الملصقات والصور واللافتات الخاصة بالدعاية الانتخابية عن الساحات والجدران، والتي أضفت على مدن وبلدات الإقليم منظرا غريبا.

وعلى صعيد ذي صلة، أظهرت إحصائية رسمية في قسم الإعلام بمطار السليمانية الدولي أن أكثر من 12 ألف مغترب كردي عادوا من عدد من الدول الأوروبية إلى الإقليم في غضون شهر ونصف الشهر، أي منذ بداية يونيو (حزيران) الماضي وحتى منتصف يوليو (تموز)، بغية المشاركة في الانتخابات، إضافة إلى عدد مماثل من المغتربين الذين عادوا إلى وطنهم عبر مطار أربيل الدولي أو برا عبر المنافذ الحدودية مع إيران وتركيا وسورية للغرض ذاته.

هذا وكانت المرحلة الأولى من عملية التصويت المعروفة بالتصويت الخاص والتي تشمل منتسبي القوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي والقطاع الصحي قد جرت أول من أمس في محافظات الإقليم الثلاث، إضافة إلى بغداد والموصل والأنبار. وقد أعلنت مفوضية الانتخابات أن نسبة المشاركة فيها بلغت 85%، وأن أعلى نسبة سجلت في محافظة دهوك بواقع 91% وأربيل بواقع 90% والسليمانية 86% والموصل 65% وجانب الكرخ من بغداد بواقع 54% وجانب الرصافة منها 67%.. فيما سجلت أقل نسبة في الأنبار وبلغت 59%. وأكدت المفوضية أنها تلقت 28 شكوى من مختلف الكيانات حول حدوث خروقات أثناء عملية التصويت الخاص، من بينها 10 شكاوى في السليمانية.