17الصومال: الشيخ أويس يتحدث عن مساعٍ لتوحيد قوات الحزب الإسلامي وحركة الشباب

قتيلا في اشتباكات بين المتمردين والحكومة> باريس تبحث عن مخرج لرهينتين لها قرب مقديشو

TT

أعلن الشيخ حسن طاهر أويس زعيم الحزب الإسلامي رئيس تحالف المعارضة الصومالية، عن مساعٍ تجري حاليا لتوحيد الحزب مع حركة الشباب المجاهدين المتشددة، في وقت ما زالت فيه فرنسا تبحث عن كيفية التفاوض أو التدخل العسكري لإطلاق سراح خبيرَي أمن فرنسيَّين اختُطفا منذ الأسبوع الماضي في فندق «الصحافي» بالعاصمة الصومالية مقديشو.

وقال الشيخ أويس في تصريحات مقتضبة أدلى بها عقب صلاة الجمعة في مسجد أبو هريرة بالعاصمة مقديشو، إن التنظيمين (الحزب الإسلامي وحركة الشباب) يجب أن يتحدا، معتبرا أن هذا لو حدث فسيكون بمثابة خطوة مهمة للغاية على حد تعبيره. وعلى الرغم من عدم صدور أي تعقيب رسمي من حركة الشباب فإن العديد من المراقبين يعتقدون أن إدماج هذين التنظيمين في كيان سياسي وعسكري واحد يمكن أن يؤثر بشكل سلبي للغاية على السلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد بدعم من المجتمع الدولي. وأشار الشيخ أويس إلى أن بعض القيادات الإسلامية لديها عقدة من التوحد، ويخشون من الشراكة مع الآخرين ويفضلون الاحتفاظ بما لديهم فقط، لكن أغلب القيادات تهتم بتوحيد الصف. ولم يكشف الشيخ أويس عن موعد للإعلان عن هذه الخطوة لكنه قال إن «جهود التوحيد مستمرة وآمل أن تتم في وقت قريب». وتحدث الشيخ أويس عن الموقف تجاه الحكومة الصومالية وقال: «إن علماء المسلمين متفقون علي أن (الكفار) ومن يعينهم أو يستعين بهم يدخلون تحت حكم واحد، وقتالهم أمر مشروع»، وكان الحديث يدور في الأسابيع الأخيرة عن تحركات لتوحيد الحزب الإسلامي مع حركة الشباب المجاهدين، لكن هذه الترتيبات تأخرت بسبب ما قيل عن شروط يضعها الطرفان لتحقيق ذلك، ويتفق الطرفان علي مقاتلة القوات الحكومية وقوات الاتحاد الإفريقي، لكن بينهما تباينات في بعض الطروحات الفكرية.

وكان الشيخ أويس قد اختير زعيما للحزب الإسلامي في 26 مايو (أيار) الماضي بعد استقالة الدكتور عمر إيمان الرئيس السابق للحزب لأسباب وصفت بالشخصية، ويضم الحزب الإسلامي 4 فصائل هي الجبهة الإسلامية الصومالية وجبهة «معسكر رأس كمبوني»، و«معسكر فاروق عانولي» و«المحاكم الإسلامية جناح أسمرة» وتقول مصادر صومالية وفرنسية مطّلعة لـ«الشرق الأوسط» إن المتمردين الإسلاميين يتقاسمون المخطوفين الفرنسيين، فيما لا تزال المفاوضات لإطلاق سراحهما عالقة دون أن تظهر أي بوادر على قرب استجابة الخاطفين للإفراج عنهما. ووصل الجنرال محمد شيخ حسن رئيس جهاز المخابرات الصومالية إلى العاصمة الكينية نيروبي بشكل مفاجئ أمس، فيما قال مسؤول أمني صومالي لـ«الشرق الأوسط» إن الشيخ شريف أبلغ الجنرال حسن في لقاء بينهما أول من أمس بالبقاء في منصبه إلى حين تعيين خليفة له من بين الجنرالات السابقين في جهاز المخابرات الصومالية.

وعلى الرغم من عودة الهدوء الحذر إلى مدينة مقديشو بعد أيام من الاشتباكات الدامية بين القوات الحكومية المدعومة بقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في مواجهة المتمردين الإسلاميين، فقد لقي 17 شخصا على الأقل مصرعهم معظمهم من المقاتلين، في معارك اندلعت أمس للحكومة في منطقة بوسط الصومال.

وقالت مصادر قبلية إن المعارك بالأسلحة الثقيلة اندلعت مساء أول من أمس في قرية ورهول قرب غورييل التي تقع على بعد 400 كيلومتر شمال مقديشو، واستمرت حتى ليل الخميس الجمعة.

وقال الزعيم القبلي في المنطقة عبد الصمد محمد: «لقد توقفت المعارك وانتشلنا 17 جثة حتى الآن. أعتقد أن الحصيلة قد ترتفع»، بينما أفاد زعيم قبلي آخر هو فرح معلم نور أن معظم القتلى مقاتلون و«الخسائر المدنية محدودة». من جهتها، قالت حركة الشباب المجاهدين في بيان لـ«الشرق الأوسط» إن منطقة جوبو التي تقع قرب محاس في إقليم هيران وسط الصومال شهدت معركة شرسة بين عناصرها وميليشيات ريفية تدعمها إثيوبيا.

وأوضحت أن المعركة وقعت عندما حاولت تلك الميليشيات مهاجمة هذه المنطقة، قبل أن تشن الحركة هجوما واسعا على معقل الميليشيات في منطقة عيل جود، مشيرة إلى أنها غنمت عددا من الأسلحة من بينها 4 قطع من سلاح «بي كي إم» وبضعة عشر رشاشا من نوع «ak47» وأسلحة أخرى.

في غضون ذلك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه الشديد من المحاولات الأخيرة والمتكررة للإطاحة بالحكومة الصومالية بالقوة. وناشد المجتمع الدولي عدم التردد في مساعدة الحكومة.

وقال مون في أحدث تقرير له عن الوضع في الصومال إن الحكومة الفيدرالية الانتقالية تتبع نهجا شاملا في حل الخلافات السياسية مع المعارضة بروح اتفاق جيبوتي، معربا عن أسفه للجوء إلى أسلوب الاغتيالات بهدف تحقيق مكاسب كبيرة من قِبل حركة الشباب لزعزعة الحكومة. واعتبر وفقا لما بثته الأمم المتحدة عبر موقعها الإلكتروني، أن المجتمع الدولي ما زال يبحث في توفير مزيد من الدعم للحكومة في أعقاب دعوتها إلى المساعدة العسكرية وغيرها، لافتا إلى أن بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال (الأميصوم) تواصل الانتشار في العاصمة الصومالية، ومن المتوقع أن تبدأ مهمة تدريب عشرة آلاف من قوات الشرطة الصومالية الشاملة.

وأعلن أن الأمم المتحدة تساعد في مراجعة قواعد الاشتباك الخاصة بالقوات الإفريقية، بغرض تمكينها من اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في نطاق التفويض الممنوح لها. كما تدعم توسيع نطاق سلطة الدولة عبر البلاد، من خلال تدريب 120 موظفا في إقليم البونت لاند (أرض اللبان) شمال شرق الصومال، وخمسمائة آخرين في جمهورية أرض الصومال الانفصالية. وأكد التقرير أن الوضع الأمني في الصومال قد تدهور أكثر من ذي قبل، وسط ازدياد كثافة القتال، واستمرار عدم توفر الأموال التي طالب بها نداء الأمم المتحدة لصالح الصومال بقيمة تسعمائة وأربعة وثمانين مليون دولار أميركي.

إلى ذلك، أكدت بوروندي رسميا أمس وفاة ثلاثة من جنودها العاملين ضمن قوات الاتحاد الإفريقي للسلام في الصومال نتيجة مرض مجهول في مستشفى في كينيا حيث تم نقلهم إلى جانب نحو عشرة جنود ظهرت عليهم الأعراض نفسها. وقال رئيس أركان الجيش البوروندي الجنرال غودفروي نيومباري لوكالة الصحافة الفرنسية: «سبق أن سجلنا ثلاث حالات وفاة، كما نُقل أكثر من عشرة جنود إلى المستشفى حيث يعالجون».

وأضاف: «الأمر يثير قلقنا ومخاوفنا». وأضاف أن «أحوال المرضى متفاوتة، فهم لا يعانون جميعا من الأعراض نفسها. ويعانون بشكل خاص من مشكلات في الكليتين»، ذاكرا أعراضا أخرى كارتفاع الحرارة وأوجاع الرأس والإسهال والتقيؤ. وأضاف: «نعمل لإرسال أطباء إلى المكان في مقديشو لتشخيص المرض».

يشار إلى أن القوات الإفريقية التي تنتشر في العاصمة الصومالية منذ شهر مارس (آذار) 2007، تتألف من 4300 مقاتل من أوغندا وبوروندي، علما بأنها القوة الأجنبية الوحيدة المنتشرة في البلاد التي تشهد حربا أهلية منذ 1991 وتتعرض تكرارا لهجمات المتمردين الإسلاميين.