وزير الأمن الصومالي الجديد لـ«الشرق الأوسط»: مهمتي صعبة ولا أخشى الاغتيال

درس في جامعات سويسرا وأميركا ولديه 16 طفلا.. وتعهد ببناء قوات أمنية بمساعدة دولية

TT

قال عبد الله محمد جان بلوشي وزير الأمن الداخلي الصومالي لـ«الشرق الأوسط» أنه لا يخشى اغتياله كما حدث لسلفه الوزير الراحل عمر حاشي آدم الذي اغتيل على أيدي المتمردين الإسلاميين الذين يسعون للإطاحة بنظام حكم الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد. وأكد بلوشي بعد 24 ساعة من تعيينه في منصبه الجديد، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أنه يتطلع إلى الدعم الدولي وبصفة خاصة من دول وحكومات منطقة القرن الأفريقي، بالإضافة إلى الدول العربية والإسلامية، لإعادة تأهيل وتدريب قوات الأمن الصومالية، معتبرا أن التحديات الأمنية في الصومال صعبة للغاية.

وأعلنت الحكومة الصومالية مساء أمس الأول بشكل مفاجئ أنها عينت بلوشي وهو عقيد سابق في الجيش الصومالي، وينتمي إلي قبيلة «الحوادلي» نفسها التي كان ينتمي إليها الوزير السابق عمر حاشي آدم. وتعهد الوزير الجديد في أول تصريح له ببناء قوات أمن قوية، وإصلاح جهاز الأمن في الحكومة أيضا. وأكد بلوشي أنه مصمم على النجاح في مهمته وقال إنه سيضع الخطط والرؤى الخاصة بعمل وزارته بالتعاون مع مختلف الأجهزة الأمنية. يشار إلى أن وزير الأمن الداخلي الجديد ولد في إقليم هيران بوسط الصومال في شهر يوليو ( تموز) عام 1968، وتلقى تعليمه في العاصمة الصومالية مقديشو، قبل أن يحصل على دبلوم التنمية البشرية من جامعة جنيف السويسرية، وماجستير في العلوم الإدارية والاقتصادية من الجامعة الأميركية في نيروبي، علما بأنه عمل مع بعثة الأمم المتحدة لدى الصومال منذ مطلع التسعينات وتنقل بين مكاتبها المختلفة. وهو متزوج ولديه 16 طفلا، بيد أن هذا العدد الكبير لم يمنعه من القول «نعم، أسرتي أكثر من عدد أعضاء فريق كرة القدم، لدى مجتمعي الخاص»!.

* كيف ستتعامل مع الأمور الأمنية؟

ـ أعتقد أن التحديات الأمنية في الوقت الراهن في الصومال خطيرة وكبيرة للغاية، وهى أيضا صعبة، سنحاول إعادة تأهيل وتدريب مختلف قوات الأمن بشكل حديث لكي تتمكن من التعامل مع هذه التحديات الصعبة، وسنحاول تدريب قواتنا وإعطاءها أفضل الإمكانيات والوسائل للنجاح في عملها، بمعنى آخر نريد تحويلها إلى قوات محترفة تستطيع التعامل مع هذا الوضع.

* إذن ستحتاج إلى دعم دولي؟

ـ طبعا، هذا مفروغ منه، لا يمكن لنا أن نتعامل مع الموقف الحالي بمفردنا فقط، سنعتمد على الدعم الدولي لكن أيضا ستكون لدينا وسائلنا وطرقنا الخاصة.

* أي الدول التي ستلجأ إليها؟

لن نتعامل مع دولة واحدة فقط أو دولتين، نحن نتطلع لمساعدة ودعم كل المجتمع الدولي، وبصفة خاصة سنتعاون مع الدول والحكومات في إقليمنا (منطقة القرن الأفريقي) والدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

* ما هو نوع الدعم الذي تتوقعه؟

ـ نريد تدريب قواتنا بشكل محترف للتعامل مع المسائل الأمنية وبالطبع كل الدعم اللوجيستي على نحو يمكننا من التعامل مع مشاكل الإرهاب، وبشكل خاص نريد إعادة تأهيل قواتنا وبناءها بشكل صحح وتزويدها بمختلف المعدات التي تؤمن لها النجاح.

* كيف تم اختيارك للمنصب؟

ـ أعتقد أنني عملت مع رئيس الحكومة عمر عبد الرشيد شارمارك من قبل، وكلا الطرفين، الرئيس (الشيخ شريف) ورئيس الحكومة، اتخذا القرار.

* ألا تخشى من اغتيالك؟

لست قلقا من هذا، هذه هي الحقيقة على الأرض وهذا هو الواقع الموجود في الصومال اليوم. أنا متأسف للغاية لأن سلفي في المنصب تعرض للاغتيال، لكنى سأحاول قدر الإمكان أن أبذل جهدي وأن أهتم بتأمين نفسي.

* هذه وظيفة صعبة، أليس كذلك؟

ـ لا، بل خطرة للغاية، لكن يتعين عليّ أن أخدم شعبي وبلدي، لا يمكن أن أتهرب من المسؤولية، وعلى الرغم من كل المخاطر التي تحيط بنا فإننا يجب أن نتقدم لتولى المسؤولية، وأنا مستعد للتضحية من أجل بلادي ومصلحة شعبي.

* ألا تخشى تعرضك للاغتيال؟

ـ لا، كل شخص سيموت، هذه هي طبيعة الحياة، أنا مسلم ومؤمن بأنني سأموت في اليوم المحدد لي.

* تخلو سيرتك الذاتية من أي خلفية عسكرية أو أمنية، هل تتوقع النجاح؟

ـ نعم إذا كنت ماهرا ومحترفا يمكنك أن تكون ما تريد، إذا كانت لديك إمكانيات إدارية وتنفيذية ستنجح في أداء المهام الموكلة إليك، لن أكون الشخص الذي سيتعامل مباشرة مع القضايا الأمنية، لكنى سأحدد المهمة وخطة العمل الخاصة بالوزارة، وسأتعاون مع الجميع، ولا تنس أن لدينا أناسا محترفين، ومهمتي سياسية أكثر منها عملية أو إدارية.

* فهمت أن لديك 16 طفلا، هذا فريق لكرة القدم؟

ـ (ضاحكا): نعم بل أكثر من فريق واحد، لديّ مجتمعي الخاص وأنا فخور به.