أعلنت وزارة الصحة السعودية رسميا، أمس، عن أول حالة وفاة بمرض إنفلونزا الخنازير لمواطن سعودي يبلغ من العمر 30 عاما، وكان المتوفى يحمل الفيروس قبل 3 أيام من إدخاله المستشفى، حيث عولج من التهاب رئوي، لكن حالته تدهورت مع مرور الوقت، حتى توفي فجر السبت الماضي، وأعلنت وزارة الصحة أمس، أن التقصي الوبائي للمريض المتوفى أوضح انه كان مخالطا لحالة مصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير، وأخضعت عائلته للفحص؛ للتأكد من عدم انتقال المرض إلى أي من أفرادها.
ويعمل المتوفى واسمه (صالح الخشرمي) موظفا في القطاع المصرفي، حيث يعمل موظفا في أحد البنوك، وأعلن شقيقه أمس أن المتوفى لم يسافر خلال الفترة الأخيرة، حتى يمكن القول إنه تلقى الإصابة من خلال اختلاطه في الخارج، ملمحا إلى إمكانية انتقال العدوى من خلال المراجعين في البنك، حيث كان يتعين عليه مخالطة الجمهور.
وقال شقيقه، إن المتوفى كان يراجع مستشفى المواساة لمدة أسبوعين من دون أن يتم تحديد إصابته بالعدوى إلا قبل ثلاثة ايام من وفاته، وأشار إلى أن التقرير الطبي اشار فقط إلى أن سبب الوفاة هو هبوط في الدورة الدموية مع فشل في الرئة، ولم يتطرق التقرير إلى ذكر الاصابة بإنفلونزا الخنازير.
في حين قالت وزارة الصحة، إن لجنة طبية تتولى التحقيق في الإجراءات، التي تم اتخاذها منذ تسجيل اصابة المتوفى بالعدوى حتى وفاته، وكذلك مراجعة الاجراءات التي اتخذها المستشفى والمختبر الاقليمي في الدمام في تحليل وإظهار النتائج.
وأعلنت السلطات الصحية السعودية، التي سجلت نحو 300 إصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير منذ بدء تفشي المرض، أن الوفيات الناجمة عنه لا تزال متدنية، وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس تسبب في موت أكثر من 800 شخص في العالم منذ ظهوره في أبريل (نيسان) الماضي، وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية خالد المرغلاني، أن السلطات السعودية ستلتزم بقرار وزراء الصحة العرب في 22 يوليو (تموز) بمنع المسنين والأطفال الصغار من أداء فريضة الحج لهذا العام بسبب وباء انفلونزا الخنازير، مشيرا إلى أن ذلك لن يؤثر على حصص كل بلد من الحجاج. وأضاف المتحدث، أن بلاده ستتبع على الأرجح توصيات اجتماع وزراء الصحة العرب، الذي عقد قبل أيام، والذي دعا إلى عدم السماح بالحج للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما، والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما.
وقالت وزارة الصحة إن المتوفى، قد أدخل لمستشفى المواساة (مستشفى خاص في الدمام) يوم الأربعاء الماضي في تمام الساعة الـ6 مساء، حيث كان يشتكي من ارتفاع في درجة الحرارة وسعال ووجع في الحلق وضيق في التنفس، وكان يعاني من السمنة المفرطة، وبعد إجراء الفحوصات الطبية له تبين أن لديه التهابا رؤيا حادا، وأعطي المضادات الحيوية عن طريق الوريد، إلا أن المريض ساءت حالته الصحية خلال الـ(8) ساعات الأولى من دخوله المستشفى، مما تطلب تحويله للعناية المركزة ووضعه على جهاز التنفس الصناعي يوم الخميس، وأعطي علاج (التاميفلو) المضاد لفيروس الخنازير، ولكن الحالة الصحية استمرت بالانحدار للأسوأ، حتى توفي فجر السبت الماضي في تمام الساعة الـ5.55 دقيقة صباحا.
وأوضحت الوزارة، أن نتائج التحليل تأكدت يوم السبت، حيث كشفت عن إصابة المريض بفيروس إنفلونزا الخنازير من خلال الفحص المخبري الذي أجري له. وأشارت الوزارة إلى أن التقصي الوبائي للمريض أوضح إلى انه كان مخالطا لحالة مصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير.
وقال خالد المرغلاني لـ«الشرق الأوسط» أمس، إنه «سيتم تطبيق الخطة الوطنية لاستقصاء المرض الوبائي لجميع المخالطين بالشاب السعودي، سواء من أفراد أسرته أو غيرهم، مضيفا أن هناك إجراءات متبعة في ذلك». وأكد المرغلاني لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك اشتراطات صحية سيتم تطبيقها على جميع الحجاج القادمين إلى السعودية من مختلف دول العالم، منها التطعيم عن مرض إنفلونزا العادية الموسمية، إضافة إلى بعض التطعيمات الأخرى، وذلك بالتعاون بين وزارة الصحة السعودية مع الوزارات الصحية في دول العالم. وقال مرغلاني، إن الاشتراطات الصحية، التي سوف يتم تسليمها من قبل الحجاج سوف تكون عن طريق سفارات وممثليات خادم الحرمين الشريفين في الدول المعنية، حيث سيتم إعطاء تصريحات الحج والعمرة بعد تطبيق الاشتراطات الصحية المتفق عليها. ويتوقع خلال الموسم الحج المقبل، وصول أكثر من مليوني حاج من خارج السعودية لأداء فريضة ومناسك الحج.