في الوقت الذي تجاوز فيه عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية الـ 300 ألف مستوطن، أكد وزير إسرائيلي بارز أن كلا من الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية تقتربان من التوصل لاتفاق حول البناء في مستوطنات الضفة الغربية.
وفي تصريحات أدلى بها للإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية صباح أمس قال بنيامين بن اليعاز وزير البنى التحتية الإسرائيلي وأحد قادة حزب العمل إنه في أعقاب المباحثات التي أجراها وزير الدفاع إيهود باراك في واشنطن، فإن المسؤولين الأميركيين باتوا يدركون أنه لا يمكن وقف مشاريع البناء التي شرع بالعمل فيها. ونوه بن اليعازر أن المحادثات التي يجريها باراك حاليا مع الإدارة الأميركية تتركز حول البناء داخل المستوطنات في المستقبل. وحذر بن اليعازر زملاءه من مغبة الاستمرار في إطلاق التصريحات التي تنتقد الإدارة الأميركية وسياساتها، معتبرا أنه من الأفضل أن يحرص الوزراء على العمل على تطابق الآراء مع واشنطن وتنسيق السياسات معها، على اعتبار أن هذا الأمر يكتسب أهمية قصوى سيما في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني.
وفي تقرير صدر عن الإدارة المدنية التابعة للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية فقد بلغ عدد المستوطنين اليهود 304569 مستوطنا حتى نهاية حزيران الماضي. وأكد التقرير أن زيادة بنسبة 2.29% على عدد المستوطنين اليهود في الضفة منذ نهاية العام الماضي. وأشار التقرير إلى أن الزيادة في عدد المستوطنين في الضفة الغربية تعادل ثلاثة أضعاف الزيادة في عدد اليهود داخل إسرائيل، مع الإشارة إلى أن شهور الصيف تشهد تدفقا يهوديا إلى المستوطنات بشكل أكبر من أشهر الشتاء. ونوه التقرير إلى أن عدد المستوطنين المشار إليه لا يشمل المستوطنين الذين يقطنون النقاط الاستيطانية العشوائية المنتشرة في أرجاء الضفة الغربية. وأوضح التقرير أن المستوطنات ذات الطابع الآيديولوجي قد شهدت النسبة الأعلى في الزيادة، مثل مستوطنات: ايتمار ويتسهار وإلون موريه القريبة من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
وكانت دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية قد أكدت في تقرير صدر عنها أن ثلث الزيادة في المستوطنات عام 2007 نابعة من الهجرة وانضمام عائلات مهاجرة وعائلات من داخل الخط الأخضر إلى المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية. إلا أن التقرير الحالي لا يشمل معطيات حول عوامل زيادة عد السكان.
إلى ذلك نفى صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير علم السلطة الفلسطينية بوجود مخطط لعقد مؤتمر دولي بشأن التوصل لتسوية للصراع. وشدد عريقات في تصريحات للصحافيين على أن الولايات المتحدة لم تبلغ السلطة بوجود مخطط من هذا القبيل، مشددا على إنجاح أي تحرك للتوصل لتسوية يجب أن يرتكز على التزام إسرائيل بحل الدولتين ووقف الاستيطان في القدس، وفق ما نصت على ذلك خطة «خريطة الطريق». وشدد عريقات على أن السلطة لا يمكن أن تقبل بـ«الحلول الوسط» بشأن الاستيطان في الضفة الغربية، منوها إلى أن إسرائيل التزمت بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية بما في ذلك ما تطلق عليه إسرائيل «النمو الطبيعي». وطالب إسرائيل بإعادة فتح المؤسسات الفلسطينية المغلقة في القدس الشرقية ورفع الحصار عن الضفة والقطاع والإفراج عن المعتقلين وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل أيلول 2000.
وتساءل عريقات، في بيان مكتوب، «إذا لم تتمكن الإدارة الأميركية من إلزام إسرائيل بوقف النشاطات الاستيطانية، فهل سيعتقد أحد في المنطقة أو العالم بأن الإدارة الأميركية سوف تكون قادرة على إلزام إسرائيل بالانسحاب إلى خط الرابع من حزيران عام 1967، وحل قضايا الوضع النهائي، (القدس، والحدود، والمستوطنات، واللاجئين، والأمن، والإفراج عن المعتقلين استنادا لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة).