أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عن رؤية السعودية الواضحة فيما يخص سياسة الإدارة الأميركية لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في ما يخص العمل على خطوات تدريجية لإحلال السلام والضغط على الدول العربية لتقديم خطوات تجاه إسرائيل. وصرح الأمير سعود، في مؤتمر صحافي مقتضب مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعد لقاء مطول بينهما أمس، بأن «أسلوب الخطوات التدريجية أو الخطوة تلو الخطوة لم ولن يؤدي إلى السلام». وأضاف: «الأمن المؤقت وخطوات بناء الثقة أيضا لن تجلب السلام. المطلوب هو أسلوب شامل يحدد النتيجة النهائية منذ البداية، ويطلق مفاوضات حول قضايا الوضع النهائي، الحدود والقدس والمياه واللاجئين والأمن». وكان ذلك بمثابة رد على الإدارة الأميركية التي شددت على أهمية اتخاذ خطوات تدريجية من أجل العمل على إطلاق مفاوضات سلام.
وحرص الأمير سعود على التعبير عن «شكرنا وتقديرنا للرئيس الأميركي أوباما والوزيرة كلينتون لتركيزهما المبكر والشديد لمحاولة جلب السلام للشرق الأوسط». ولكنه لفت إلى أن «على إسرائيل أن تقرر إذا كانت تريد السلام الحقيقي، وهو متاح، أو إذا كانت تريد أن تبقى تعرقل وتؤدي بالمنطقة إلى عدم الاستقرار والعنف». واعتبر الأمير سعود الفيصل أن «إسرائيل تحاول أن تشوش بنقل الانتباه من القضية الأساسية ـ إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية ـ إلى قضايا عابرة مثل مؤتمرات تعليمية وقضايا طيران مدني، هذا ليس هو الطريق للسلام». وأضاف: «السؤال ليس ما سيقدمه العالم العربي»، موضحا أن ذلك الرد في مبادرة السلام العربية، وهي «إنهاء النزاع والاعتراف (بإسرائيل) والعلاقات الطبيعية الكاملة». وأردف قائلا: «السؤال الحقيقي هو: ماذا ستقدمه إسرائيل مقابل هذا العرض الشامل، وتذكروا أن ما يطلب من إسرائيل مقابل السلام، هو عودة الأراضي المحتلة التي لم تكن لها أصلا». وتابع: «إسرائيل حتى الآن لم ترد على طلب أميركي لوقف المستوطنات التي وصفها الرئيس أوباما بأنها غير شرعية».
ومن جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية إن بلادها «ملتزمة بسلام شامل في المنطقة»، معبرة عن «الامتنان لقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في تبني مبادرة السلام العربية». وشدد الأمير سعود الفيصل على أن «كل ما سمعته في لقائي مع الوزيرة كان مشجعا»، بينما أكدت كلينتون أن المبعوث الأميركي الخاص للسلام جورج ميتشل «عاد من المنطقة بأفكار حول بدء المفاوضات». وردا على سؤال حول إذا كان موقف الأمير سعود من الخطوات التدريجية للسلام والمطالبة الأميركية للدول العربية باتخاذ خطوات تجاه إسرائيل يعقد جهود الولايات المتحدة، قالت كلينتون: «ذلك لا يعقد جهود السلام.. نيتنا هي أن نتفق على بدء مفاوضات السلام وإنهائها لنحل النزاع بطريقة شاملة». وأضافت: «لا يوجد بديل للسلام الشامل وعلينا أن نقنع كل طرف من أجل الثقة بالطرف الآخر، وذلك لا يشكل تناقضا». وشددت كلينتون على أن السعودية «دولة صديقة مقربة وحليفة منذ سنوات وشراكتنا مبنية على المصالح والاحترام المتبادل»، موضحة أن «الدور السعودي أساسي» في إحلال السلام و«إقناع العالم العربي باحتضان السلام».