الدروس الافتراضية المجانية على «الإنترنت» تسجل تناميا مطردا في الولايات المتحدة

التقدم التقني والأزمة الاقتصادية أبرز العوامل المساعدة

TT

للولايات المتحدة ريادات عديدة في عالم الأبحاث العلمية والوسائل التربوية والتعليمية المتطورة. ويبدو أن «ريادة» جديدة تضافر على خلقها التقدم العلمي في مجال «الإنترنت» والأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة. فقد أشارت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها من واشنطن إلى أن عددا متزايدا من المعاهد العلمية والجامعات، بما فيها جامعات مرموقة عريقة، تتيح الآن للطلبة الراغبين في الحصول على المعرفة والتعليم من خلال شبكة «الإنترنت» عبر دروس مجانية يؤمنها أساتذة مرموقون، من دون الحصول على شهادة علمية رسمية.

ولفت التقرير إلى أن موقع «يوتيوب» المعروف لتبادل أشرطة الفيديو، أنشأ أخيرا محطة بعنوان «يوتيوب إديو» أي «يوتيوب تربية» لأكثر من مائة جامعة تقترح تعليما مجانيا في مواضيع مختلفة. وبين آلاف أشرطة الفيديو المتوافرة على هذا الموقع الجديد أشرطة للعالم الفيزيائي والتر لوين الأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)، الذي يعد من أعظم جامعات العالم وأهمها بالذات في العلوم التطبيقية. ولقد لحقت بالركب أيضا أعرق الجامعات الأميركية التقليدية مثل جامعات هارفارد وكاليفورنيا ـ بيركلي وكولومبيا وبرينستون وستانفورد وييل، واضعة أشرطتها التعليمية على «يوتيوب». بل ذهبت كلية طب الأسنان في جامعة ميشيغن ـ آن آربر، التي تعد بدورها من أهم جامعات أميركا والعالم، أبعد من ذلك، مفسحة المجال للمهتمين بدراسة طب الأسنان بالاطلاع على 426 شريط فيديو حول هذا الموضوع. وأظهرت دراسة أجرتها منظمة «سلون كونسورسيوم» اللاربحية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 أن أكثر من 9.3 مليون طالب تابعوا على الأقل درسا واحدا عبر «الإنترنت» في الولايات المتحدة خلال 2007. ويرى المراقبون أن وراء تنامي هذه الظاهرة اللافتة، بجانب التقدم الهائل في تقنيات المعلوماتية والاتصالات، تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع نسبة البطالة وأسعار المحروقات.