باكستان: الجيش ينتشر في البنجاب بعد مقتل 7 مسيحيين

المدارس تفتح أبوابها في وادي سوات رغم الخوف من طالبان

TT

أعلن أحد المسؤولين الباكستانيين عن انتشار الجيش في قرية غرب البلاد، بعد مقتل سبعة مسيحيين على يد مجموعة من المسلمين اتهمتهم بالإساءة إلى القرآن.

وبعد الهجوم الذي وقع أول من أمس في قرية غوجرا (160 كلم غرب لاهور)، قتل ستة مسيحيين وجرح نحو 15، كما أحرقت كنيسة ونحو 40 منزلا. وعثر ليلا على جثة القتيل السابع. وأعلن مسؤول في الإدارة المحلية، يدعى طاهر حسين، أن «سبعة مسيحيين قتلوا وأصيب 14 بجروح في هذه المواجهات». وأضاف حسين أن «الجيش انتشر في محيط القرية، كما أوقف 12 مشتبها بهم». وتعهد وزير العدل رنا صنعت الله بدفع تعويضات لعائلات الضحايا.

من جهة ثانية قامت القوات شبه العسكرية بدوريات في أنحاء بلدة في إقليم البنجاب بجنوب باكستان أمس عقب مقتل ثمانية مسيحيين الليلة الماضية في أعمال شغب حول مزاعم بتدنيس القرآن. وقامت مجموعة كبيرة من المسلمين بنهب وإضرام النيران في عشرات المنازل في ضاحية مسيحية في بلدة جوجرا أول من أمس عندما نشب اشتباك مسلح بين الطائفتين.

وقال ضابط الشرطة عبد الصبور لوكالة الأنباء الألمانية عبر الهاتف إن ستة أشخاص بينهم 4 نساء وطفل أحرقوا حتى الموت بينما توفيت ضحيتان متأثرتين بإصابات لحقت بهما في المستشفى. وقال عبد الصبور إن «عناصر القوات شبه العسكرية والشرطة يجوبون الشوارع والوضع في البلدة هادئ ولكنه متوتر». وقال وزير القانون والشؤون الأمنية بإقليم البنجاب إن وكالات الأمن قامت ببعض الاعتقالات بعد معرفة هوية مرتكبي الحادث، ولكنه لم يذكر تفاصيل عن عدد المعتقلين. وقال رانا ثناء الله للصحافيين أمس في أثناء زيارته للمنازل المحترقة إن المنظمات الإرهابية العاملة في البلاد تحرض على العنف. وأضاف «الآن تتبنى قوى التطرف هذا الأسلوب لزعزعة استقرار باكستان». ونفى ثناء الله حدوث أي واقعة تدنيس في البلدة. وأظهرت لقطات تلفزيونية أفرادا مسيحيين وهم ينتحبون ويدعون إلى إنزال أقصى عقوبة بمنفذي الهجمات. وكان وزير الأقليات الفيدرالي شهباز بهاتي أمس حمل الإدارة المحلية مسؤولية أعمال القتل والدمار حيث إنها لم تستجب لمطالبه بنشر قوات أمن في أعقاب استمرار التوتر. وعلى الرغم من وقوع اشتباكات بين المسلمين والأقلية المسيحية في الماضي، فإنهم بصفة عامة يعيشون في انسجام في أنحاء البلاد. وفي مينغورا (باكستان) أعادت باكستان في مطلع الأسبوع فتح المدارس في وادي سوات حيث تقاتل القوات الحكومية مقاتلي طالبان منذ أكثر من ثلاثة أشهر. ويعود الآن مئات الآلاف ممن فروا من وادي سوات بسبب القتال لديارهم لكن العودة إلى الحياة الطبيعية ستستغرق وقتا أطول في منطقة ما زال يفرض عليها الجيش حظر التجول. ولكن مشهد الأطفال وهم متوجهون لمدارسهم رفع الروح المعنوية. وقال عاطف الرحمن أكبر مسؤول حكومي في المنطقة بعد استئناف الدراسة أمس «إنها علامة بارزة».

وأضاف: «رؤية الفتيان والفتيات وهم يتجهون للمدارس بزيهم المدرسي كان مشجعا» مبديا أسفه من نقص وسائل النقل مما اضطر كثيرين للتغيب في أول يوم من استئناف الدراسة. وفي الأماكن التي دمرت فيها مبان مدرسية أو تضررت بشدة كان المعلمون يلقون دروسهم تحت مظلة للوقاية من شمس الصيف الحارقة. وربما يكون أغلب أفراد طالبان إما قتلوا أو أخرجوا من الوادي نتيجة العملية التي قام بها الجيش لكن تهديدهم ما زال شبحا يطارد الناس. وقال عمر شيرين، وهو مهندس مدني عمره 55 عاما، بينما كان بصحبة قريبات له خرجن لشراء ملابس: «الناس خائفون من أن يظهر أفراد طالبان ويضايقونهم إن هم خرجوا للأسواق». وأضاف: «سيستغرق هذا وقتا. لا نتوقع أن تعود الحياة الطبيعية بين عشية وضحاها.. فثقتهم مهزوزة بعد أن تم ترويعهم». وكان العثور على جثة شرطي مقطوعة الرأس على مشارف مينغورا، البلدة الرئيسية في سوات، في أوائل الأسبوع الماضي تذكرة بأن طالبان لم تختف تماما. وفي الشهر الماضي فتحت الحكومة سوات ومناطق مجاورة لأكثر من مليوني نازح بعد أن قال الجيش إن 90 في المائة من المنطقة أصبحت آمنة. ويقول الجيش إن نحو 1800 مسلح قتلوا خلال الحملة، ولكن ليست هناك وسيلة للتحقق من هذا الرقم من جهة مستقلة.