الجزائر: فشل مساعي عودة جاب الله لرئاسة حزبه السابق

الزعيم الإسلامي في صراع مع أتباعه السابقين في «النهضة» و«الإصلاح»

TT

يواجه الزعيم الإسلامي الجزائري جاب الله صعوبات كبيرة في العودة إلى رأس حزبه السابق «حركة النهضة»، بسبب رفض عدد من كوادرها. وألمح قريبون منه إلى احتمال تأسيس حزب جديد، في حال فشل المشروع، لكنهم شبه متأكدين بأن السلطات لن تمنحه الاعتماد.

وقال جاب الله، المطاح به من رأس الحزب الإسلامي «حركة الإصلاح الوطني» بقرار من وزارة الداخلية صدر عشية الانتخابات البرلمانية، التي جرت عام 2007، إن إطارات في «حركة النهضة» رفضت مساع يجريها منذ شهور مع قيادة الحزب، بغرض استلامه رئاسة الحزب، بعد 11 سنة من مغادرته القيادة، إثر خلاف حاد مع أبرز مسؤوليه، الذين لا يزال بعضهم حاليا في المواقع القيادية، ويريدونه أن يعود إلى الرئاسة. وذكر جاب الله لـ«الشرق الأوسط»، أن اجتماعات عقدها مع الأمين العام لـ«النهضة» فاتح ربيعي، بهدف تحقيق مشروع العودة، وهي ما زالت مستمرة رغم معارضة بعض الإطارات بزعامة عز الدين جرافة، برلماني «النهضة» سابقا. ويأخذ معارضو المسعى على جاب الله «عقلية الاستبداد» التي ميزت، حسبهم، تعامله مع إطارات الحزب، التي يعتقدون أنها «ما زالت مسيطرة عليه بدليل أن أغلب كوادر حركة الإصلاح تمردوا عليه وأخذوا منه الحزب بعد صراع طويل في القضاء».

ويذكر جاب الله عن معارضيه: «هؤلاء أنا من وضعتهم في الصفوف الأمامية بالساحة السياسية في وقت مضى، وأنا من وفرت لهم فرصة الترشح للانتخابات البرلمانية في 1997 وأصبحوا نوابا، وبواسطتي فتحت لهم أبواب النضال السياسي. فهل بعد هذا كله اكتشفوا أنني لا أصلح لقيادتهم؟». وتابع أن فاتح ربيعي، غير موافق على احتجاجهم بشأن عودته إلى قيادة الحزب. ويحاول الطرفان أن يحدث التغيير على رأس «النهضة» بدون المساس بقانونها الأساسي، تفاديا لإيداع ملف جديد بالداخلية ينجر عن تولي جاب الله الرئاسة، لأنهما يدركان جيدا أن السلطات لن توافق على ذلك. وأفاد مصدر مطلع من «النهضة» أن اجتماعا كبيرا لمؤسسي الحزبين كان منتظرا أن يعقد الشهر الماضي، بمنتجع سياحي في غرب العاصمة، لكنه ألغي بسبب معارضة قوية داخل «النهضة» لعودة جاب الله، فيما تذكر مصادر قريبة من مرشح انتخابات الرئاسة أن وزارة الداخلية حذرت مسؤولي «النهضة» من أي تغيير في رأس الحزب يفضي إلى تولي جاب الله القيادة من جديد. ويرجح الأخضر بن خلاف، أحد المقربين من الزعيم الإسلامي، رفض وزارة الداخلية الموافقة على اعتماد حزب جديد في حال قرر جاب الله تأسيسه. وكان أطلق «حركة الإصلاح الوطني» في 1999 بعد طلاقه مع «النهضة».