منعت وزارة الشؤون البلدية والقروية، بشكل قاطع، ملاك مغاسل السيارات، حتى تلك التي تقع خارج النطاق العمراني، من استخدام الديزل في عمليات التنظيف، وذلك بعد أن أثبتت التحريات الميدانية خطر هذه المادة البترولية على البيئة. ومقابل ذلك، طالبت الوزارة، المغاسل التي تستخدم نظام الرافعات الهيدروليكية (البستم) في عملية تنظيف السيارات، بإيقاف استخدام هذا النظام، واستبداله بمغاسل آلية أو يدوية.
وأصدرت وزارة الشؤون البلدية والقروية، تعميما، لكافة الأمانات والبلديات بمنع مغاسل السيارات المنتشرة في محطات الوقود، والتي تعتمد في طريقة تنظيف السيارات على قوة اندفاع المياه من مضخات عالية الضغط، ما يؤدي إلى هدر كميات كبيرة من المياه، وما ينتج عن النظام الهيدروليكي من تسرب الزيوت والشحوم إلى شبكات الصرف الصحي ما ينتج عنه أضرار بالغة على محطات المعالجة.
وكانت لجنة مشكلة من وزارتي (الشؤون البلدية والقروية، والمياه والكهرباء)، قد خلصت إلى توصيات، تدفع بمجملها إيقاف نشاط استخدام الديزل في غسيل السيارات داخل المدن وخارجها، ومنع استخدام نظام الرفع الهيدروليكي.
تقول وزارة الشؤون البلدية والقروية، في بيان وزعته أمس، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنها قامت بإجراء استطلاع شامل، بالوقوف على مغاسل السيارات في محطات الوقود في مناطق البلاد، حيث تأكد لها أن نحو 56 في المائة تستخدم الديزل في عمليات التنظيف. ووجهت وزارة الشؤون البلدية والقروية، الأمانات والبلديات التابعة لها، بمتابعة تطبيق 5 توصيات، تدفع لمنع استخدام مادة الديزل في مغاسل السيارات داخل المدن وخارجها بشكل نهائي، وإيقاف استخدام نظام الرافعات الهيدروليكية (البستم) في مغاسل السيارات داخل النطاق العمراني واستبدال القائم منها حاليا بمغاسل آلية أو يدوية.
وشددت وزارة الشؤون البلدية والقروية، في تعميمها، على تفعيل لائحة محطات الوقود والغسيل والتشحيم الخاص بتصريف المياه، على أن يتناسب حجم خزانات الصرف مع كميات المياه المصروفة.
وألزمت التعليمات التي شددت وزارة الشؤون البلدية والقروية على تطبيقها، أصحاب مغاسل السيارات، داخل وخارج المدن، بعمل وحدات لتدوير المياه المستخدمة في الغسيل، لإعادة استخدامها مرة أخرى في غسيل السيارات، فيما أكدت على ضرورة تفعيل المادة الخاصة بالاشتراطات البيئية والصحية من لائحة محطات الوقود فيما يتعلق بطريقة تصريف مياه الغسيل. وكشفت إحصائية لوزارة المياه والكهرباء، تم الإعلان عنها في وقت سابق، أنه ومن خلال مسح شامل قامت به على مغاسل السيارات في محطات الوقود بالمملكة، أن نحو ثلثي مغاسل السيارات في المملكة ما زالت تستخدم الديزل في غسيل السيارات، وهو ما يشكل مخالفة العمل بالاشتراطات البيئية والصحية فيما يتعلق بهدر كميات كبيرة من المياه.
وجاء في الإحصائية التي رأت النور في عام 2008، بأن وزارة المياه والكهرباء وقفت على أوضاع 570 محطة بها مغاسل سيارات على مستوى المملكة، ووجد من بينها 104 مغاسل ما زالت تستخدم الديزل في غسيل السيارات وبنسبة 18 في المائة، فيما بلغ عدد المغاسل التي تستخدم الديزل عند الطلب 277 مغسلة وبنسبة 49 في المائة وبلغ عدد المغاسل التي لا تستخدم الديزل 189 وبنسبة 33 في المائة من إجمالي المغاسل التي تم الوقوف عليها.