بدا الأمر وكأنك تشاهد مشهدا يجري تصويره لعرضه من خلال فيلم سينمائي. غير أنه كان حادثا غريبا ومثيرا، شهد فصوله مجمع المحاكم (أو «قصر العدل») في العاصمة البلجيكية بروكسل، أمس، وأثار حالة من الجدل حول الحراسة داخل المحاكم.
الزمان كان قبل التاسعة صباحا بقليل، أما المكان فـ«قصر العدل» قرب وسط بروكسل، حيث وصلت سيارة تقل ثلاثة من الموقوفين العرب من أصول مغاربية جاءوا للمثول أمام القاضي لمواجهة تهم تتعلق بعمليات سطو مسلح وقعت خلال الأشهر الماضية. وبعد وصول الموقوفين الثلاثة مكبلين ووسط حراسة أمنية مشددة، تحرك الجميع إلى داخل المبنى. ولكن لدى الوصول إلى مكان انعقاد الجلسة، وبمجرد فك رجال الأمن القيود الحديدية عن الثلاثة، تمهيدا لمثولهم أمام القاضي، ظهر فجأة مسلحان ملثمان وأخذا يطلقان النار في كل اتجاه. وعلى الرغم من وجود 50 رجل أمن في ذلك الوقت، فإنه لم يحدث أي تبادل للنيران، بل انبطح الجميع على الأرض وهرب الأشخاص الخمسة، في سيارة من نوع «رينو» كانت تنتظرهم بالخارج.
وفورا، تحركت الأجهزة المعنية، وبدأت عمليات تعقب وتحريات للوصول إلى الفارين الخمسة. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالية إن الموقوفين الثلاثة هم عثمان لانجري (28 سنة)، الذي سبق أن أمضى عقوبة سجن لمدة 4 سنوات صدرت ضده عام 2005، والثاني يوسف شايبي (27 سنة)، الذي صدر ضده حكم بالسجن 5 سنوات عام 2002، أما الثالث واسمه الأول عبد الحليم (27 سنة) فلم يسبق أن صدر ضده أحكام من قبل.