مؤتمر فتح: عباس يتهم حماس بمراسلة الإسرائيليين للقضاء على السلطة.. ووصف الحوار معها بدوامة لا تنتهي

حماس ترد: قضية اغتيال عرفات متاجرة بدمه.. والانتخابات لن تتم دون مصالحة

TT

هاجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حركة حماس بشدة، مستغلا افتتاح أعمال المؤتمر السادس لحركة فتح في بيت لحم في الضفة الغربية، الذي منعت حماس أعضاءه في غزة من المشاركة فيه، وهو ما زاد من حدة التوتر، وقال عباس «إن فتح ترفض أن يرتهن قرارها للانقلابيين». واتهم أبو مازن، حركة حماس بأنها أبدت استعدادها للإسرائيليين والأميركيين منذ زمن، لمقاتلة السلطة ثم يرثونها. وقال عباس إنه في السنوات ما بين 2001 إلى 2005، عندما وصلت السلطة الوطنية جراء الحرب الإسرائيلية إلى حافة الانهيار، أظهر الورثة المختبئون في الجحور وفي ثنايا التاريخ، نزوعا نحو الاستفادة من مؤامرة حرب الاستئصال الإسرائيلية. وأرسلوا رسائل للإسرائيليين والأميركيين مفادها، تعالوا إلينا لنحاوركم وستجدون ما يسركم. ونحن من سيقاتل السلطة وفتح». وتابع «بالعربي أتحدث عن حماس».

وأقر أبو مازن أمام أكثر من ألفين من أعضاء مؤتمر فتح وحوالي 70 وفدا عربيا وغربيا كانوا ضيوفا على المؤتمر في يومه الأول، بأخطاء عديدة ارتكبتها السلطة الفلسطينية، وقال، «بسبب أخطائنا، وجملة من ممارساتنا وسلوكياتنا المرفوضة جماهيريا، وأدائنا الضعيف، وابتعادنا عن نبض الجماهير، وضعف انضباطنا التنظيمي، خسرنا انتخابات المجلس التشريعي الثانية، وبعد ذلك خسرنا غزة، وأوشكنا على خسارة ما تبقى من السلطة». وقال عباس إنه بذل جهودا كبيرة لإشراك حماس في الانتخابات، ومن ثم لتسليمها السلطة رغم معارضة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وبحسبه، فإنه ساهم وبذل كل ما يستطيع في كسر الحصار وإيصال الأموال لحماس.

وذكر عباس أنه أقنع دولا أوروبية باستقبال رئيس الحكومة الفلسطينية آنذاك إسماعيل هنية، لكنه استطرد قائلا، «حين أبلغت خالد مشعل أنني أقنعت دولة أوروبية لاستقبال هنية، زعل (مشعل)».

واعتبر عباس أن تعزيز صمود جبهتنا الداخلية، يتطلب حسم العلاقة مع حركة حماس، وأعاد التذكير بأنه بينما كان يوقع اتفاق مكة في المملكة العربية السعودية، كانت حماس تخطط لاغتياله والانقلاب في القطاع، «الذي قوض حكومة الوحدة الوطنية، لمصلحة ما يمكن اعتباره استئثارا بإمارة حمساوية في غزة».

واتهم عباس حركة حماس، أيضا، بتنفيذها أحكاما بالإعدام بحق أبناء فتح وإلقاء بعضهم من أعلى الأبراج في غزة. وقال «سمعنا بكل أسى عبارة دعني أدخل به الجنة، في سباق على قتل الفتحاويين ومواطنين آخرين». وتابع «يريدون أن يدخلوا الجنة بقتلنا، والله لن يطأوها» ووصف عباس الحوار مع حماس بأنه أصبح دوامة لا تنتهي، وقال، «أمضينا آلاف الساعات في حوار يتقدم خطوة إلى الأمام ويتراجع خطوتين إلى الوراء، ولقد قدمت المبادرات المختلفة من أجل التوصل لاتفاق كامل يضع حدا للانقسام الفلسطيني، وها نحن ما زلنا ندور في الحلقة المفرغة».

وأضاف عباس، «أن اشتراط حماس الاتفاق المطلق على أدق التفاصيل أو لا اتفاق، يعني اشتراط المستحيل». وأعلن أن السلطة تعد نفسها لاستحقاق دستوري، وهو استحقاق الانتخابات التشريعية والرئاسية في موعدها، في ديسمبر (كانون الأول) المقبل». وتابع، «أن الانتخابات التشريعية والرئاسية يجب أن تتم في جميع أنحاء الوطن، في غزة والضفة والقدس».

ومن جهتها ردت حماس بعنف على خطاب عباس، وقالت الحركة إن خطابه «مليء بالتهريج والتلفيق ولا يؤسس لأية مصالحة». واعتبر سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس، أن خطاب عباس «امتلأ بمصطلحات وأوصاف سيئة وغير لائقة بحركة حماس، كما أنه استخدم بعض الأكاذيب»، وقال أبو زهري إن جملة «دعني أدخل به الجنة»، من «تأليف عباس أو من كتب له الخطاب». وقال أبو زهري إن كثيرا من المسؤولين الأوروبيين أبلغوا قيادة حماس أن دولا أوروبية كانت على وشك إنهاء المقاطعة وكسر الحصار، إلا أن عباس تدخل شخصيا لإقناع هذه الأطراف بالاستمرار في حصارها غزة ومقاطعتها حماس بحجة أن الحركة لن تصمد أكثر من ذلك. ورفض أبو زهري اقتراح عباس بالاحتكام إلى الانتخابات، قائلا، «نؤكد أننا متمسكون بالانتخابات، ولكنها لن تجري قبل إبرام اتفاق شامل بين الطرفين».

واعتبر أبو زهري أن تصريحات عباس حول قضية اغتيال عرفات بمثابة متاجرة بدم أبو عمار ليس أكثر، متهما إياه، بأنه «يعمل على التستر على هذه الجريمة، وطي هذا الملف».

وكان عباس، قال إنه لن يهدأ له بال حتى يعرف أسرار وفاة عرفات. وتابع «أن روح ياسر عرفات لن تذهب هدرا، وعيب أن نتاجر في دمه».

وقال عباس، إن الهدف الوطني الأسمى، هو الاستقلال وإقامة الدولة وعاصمتها القدس، وحسم جميع قضايا الوضع الدائم وفي مقدمتها قضية اللاجئين التي هي جذر همنا وأساس نكبتنا ومفتاح مستقبلنا.

وأكد عباس أن السلطة تنتظر أن تعود إلى المفاوضات بعد إعلان إسرائيل الصريح الموافقة على حل الدولتين، وتجميد الاستيطان في جميع أراضينا وبخاصة القدس. وفي ذات الوقت الانتقال بالمفاوضات من واقع الحكم الذاتي المحدود إلى واقع الدولة الحقيقية. كما رفض عباس مواصلة النشاطات الاستيطانية وهدم المنازل ومصادرتها، واعتبر أن «هذا المناخ، كفيل بإثارة التوتر، وإطلاق دورات عنف لا تنتهي». وألمح عباس إلى أن المقاومة التي يمكن أن يتبناها المؤتمر، مقاومة شعبية، وقال «أود الإشارة إلى أن المقاومة الجماهيرية، التي تمارسها جماهير شعبنا ضد الاستيطان وجدار الفصل، تقدم نموذجا على قدرة شعبنا على استنباط أشكال النضال المختلفة».

وأضاف قائلا «إن تمسكنا بخيار السلام لا يعني وقوفنا عاجزين أمام تواصل الانتهاكات المدمرة لعملية السلام. وإننا في الوقت الذي نؤكد فيه اعتمادنا خيار السلام والتفاوض، على قاعدة الشرعية الدولية، نحتفظ بحقنا الأصيل في المقاومة المشروعة التي يكفلها القانون الدولي».