المفتي يطالب رجال الحسبة بالرفق على العُصاة ورحمتهم

وصَف الآمرين بالمعروف بـ«حرّاس الفضيلة»

TT

طالب الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي السعودية، العناصر الميدانية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالرفق على العصاة، خلال تنفيذ مهامهم.

وأوصى المفتي خلال مخاطبته لأفراد الجهاز التابعين لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة، بأن يتقوا الله في أمرهم ونهيهم، وأن يكون أمر أحدهم بالمعروف مبنيا على علم يعلمه وموافقا للشرع.

وشدد على أهمية التزام أفراد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالرفق في التعامل مع العصاة. وأضاف «فالرفق ما وضع في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه». مطالبا إياهم «بالرفق بالعصاة ورحمتهم، وتذكر تسلط الشيطان عليهم، وكيف نجاه الله من شره مع قول الحق لهم، وتبيان لهم الباطل ودعوتهم إلى الصراط المستقيم».

وكان المفتي، قد التقى، أمس الأول، برئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة، الشيخ حمد بن قاسم الغامدي، ورئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة، الشيخ عبد الرحمن بن حمد الدعيلج، وأعضاء منسوبي الهيئة بمكة المكرمة، وذلك بمقر الهيئة بأم القرى.

وشكر رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة، المفتي على زيارته لمقر الهيئة بمكة المكرمة ولقاء إخوانه وأبنائه أعضاء الهيئة «لتوجيه النصح والإرشاد لهم».

ووصف المفتي، رجال الأمر بالمعروف بـ«حرّاس الفضيلة»، معتبرا إياهم صمام أمان هذه الأمة، يحبون لها الخير والصلاح، ويكرهون لها الشر والفساد، وهم بعملهم يحفظونها من الكوارث ويمنعون عنها الفساد والشر والبلاء.

وأضاف أن «الآمرين بالمعروف رجال الأمر بالمعروف، والناهين عن المنكر دعاة للخير والهدى والاستقامة والتمسك بالقيم والفضائل وطاعة الله وعبادته، والاعتصام بكتاب الله عز وجل، وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، دعاة إلى الخير أي خير، الخير الذي دل عليه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، هم دعاة إلى الله بأقوالهم ونصائحهم وتوجيهاتهم وبمكانتهم الرفيعة وهيبتهم، التي جعلها الله في قلوب العاصين».

وقال آل الشيخ، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمان للأمة من عذاب الله.

وأوصى مفتي السعودية الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر بـ«الحلم على العصاة إذا سفهوا عليه أو جهلوا عليه؛ لأن مراد الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر الخير للجميع».

وأشار إلى أنه يراد من رجال الحسبة أن يكونوا في الميدان دائما، سواء من حيث الأمر والنهي، ومن حيث المشاركة في الأمور كلها؛ حتى يكونوا جزءا من المجتمع يتحسسون مشاكله، ويكونوا مصدرا للإصلاح بين الناس وإقامة القيم والأخلاق، كما يراد منهم أن يكونوا موجودين في الملتقيات العامة؛ ليكون صوتهم مسموعا وكلمتهم مؤثرة وتوجيههم سليما وخلقهم مستقيما، وأن يكونوا موجودين في إعلامنا ومنتدياتنا ومجتمعنا ومجتمعات الشباب والحدائق العامة ومنتديات شبابنا؛ لأن هذه المنتديات إذا لم يكن عندها هؤلاء رجال الحسبة يأمرون وينهون ويوجهون، فإن ذلك سيكون له أثر سيئ.

وشدد المفتي على «أن رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا بد أن يكونوا على مستوى من الأخلاق والفهم والوعي والإدراك، والحرص على إصلاح المجتمع والنظر في أمورهم والوجود في كل ميادين الحياة؛ لأنهم رجال خير ورجال حسبة وأهل رحمة وإحسان بالخلق، لأن الخلق بحاجة إلى من يهديهم وينقذهم من سبيل الغواية ويدلهم على الصراط المستقيم».