تسجيل أقل قيمة سيولة وكمية أسهم في السوق السعودية منذ بداية العام

«10 دقائق» تزيد وتيرة التذبذب في المؤشر العام

تعتبر قيمة السيولة المسجلة أمس هي الأقل منذ بداية العام («الشرق الأوسط»)
TT

سجلت سوق الأسهم السعودية أمس حالة جدية بنهاية تعاملاتها هذا الأسبوع، إذ سجلت أقل قيمة سيولة وأخفض كمية أسهم تم تداولها في يوم منذ بداية تعاملات العام الجاري، لتعبر عن واقع الركود الذي تعيشه السوق خلال فترة الصيف الحالية.

وانتهت سوق الأسهم السعودية أمس متراجعة في تداولاتها بنسبة ضئيلة جدا قوامها 0.16 في المائة فقط تمثل 9.3 نقاط بينما أغلق المؤشر العام عند 5769.99 نقطة، وسط قيمة تداولات متدنية عند 2.8 مليار ريال (762.1 مليون دولار) وهي أقل سيولة مسجلة في سوق الأسهم منذ بداية العام الجاري.

وبلغ حجم الأسهم المتداولة أمس 97.1 مليون سهم نفذت من خلال 104.4 ألف صفقة صعدت معها أسهم 39 شركة مقابل انخفاض أسهم 68 شركة من أصل 132 شركة مدرجة في سوق الأسهم السعودية.

ووفقا للنتائج الأدائية حتى أمس، تكون قيمة السيولة المسجلة هي الأقل قيمة منذ بداية العام حيث يأتي بعدها 2.9 مليار ريال سجلت في الثامن من مارس (آذار) الماضي، بينما سجلت أعلى سيولة في العاشر من مايو (أيار) المنصرم عندما حققت 11.1 مليار دولا.

وسار في ذات الاتجاه حجم كمية الأسهم المتداولة يوم أمس بينما سجلت أعلى حجم أسهم متداولة في 11 مايو (أيار) حينما تم التعامل بأكثر من 513 مليون سهم في يوم واحد، فيما لم تكن كمية تنفيذ الصفقات المسجلة أمس هي الدنيا بل جاءت أدنى كمية قبل يومين من خلال تنفيذ 94.2 ألف صفقة.

وزادت سوق الأسهم السعودية من وتيرة التذبذب التي تعيشها منذ فترة حيث اتخذت الإقفال السلبي في تعاملات الأمس بعد أن كانت سجلت تصاعدا في أدائها طوال فترة التداولات لكنها ارتضت الانخفاض على الصعود في آخر 10 دقائق.

وكشفت الرسم البياني للتداولات حالة التذبذب التي يعيشها المؤشر العام للسوق حيث جاءت التعاملات على تذبذب منخفض في بداية التداول ما لبثت قوى الشراء حتى صعّدت من مجرى التعامل بعمليات شراء انتقائية على بعض الأسهم فارتفع المؤشر العام بعد ساعتين من التداول المتذبذب على انخفاض لكنه جاء بصعود تدرجي حتى الساعة الواحدة ظهرا.

وصعدت تداولات السوق منذ ذاك الوقت ولكنها ظلت متذبذبة فوق مستوى الافتتاح بين صعود وتراجع حتى قبيل إقفال السوق بـ10 دقائق فقط حينما ضغطت عمليات البيع على المؤشر العام فتهاوى دراماتيكيا مع اللحظات الأخيرة وسجل خسارة فعلية لسوق الأسهم المحلية.

وقال لـ«الشرق الأوسط» بدر الغيث، وهو محلل مالي وفني سعودي، أن نتيجة أداء السوق تمثل نموذجا حقيقيا واقعا للحالة العامة التي تعيشها سوق الأسهم حيث تعبر عن تذبذب ومعاناة نفسية وعدم استجابة لأي نتائج أو أخبار أو معطيات بشكل واضح كما هي طبيعة الأسواق.

ومعلوم أن سوق الأسهم والبورصات المالية تُعتبر أكثر الأنشطة الاقتصادية «حساسية» وأشدها تأثرا كما يصفها علماء الاقتصاد نتيجة تأثير الأنباء عليها واستباق هبوطها أو صعودها قبل أي نشاط اقتصادي آخر. وأفاد الغيث أن المتابع لسوق الأسهم السعودية يلحظ عدم تفاعل سوق الأسهم مع كثير من المعطيات إيجابية محيطة في وقت ربما يستجيب لأنباء سلبية ولو كانت بعيدة في أسواق غير مؤثرة على النشاط الاقتصاد المحلي.

وضرب الغيث أمثلة على ذلك تتمثل في تباين تفاعل السوق المحلية مع نتائج أداء الأسواق الدولية وأسعار النفط العالمية حيث تحاول الاستجابة للأخبار السارة أو السلبية تارة ومرات عديدة لا تستجيب وهكذا، مفيدا أن ذلك يتسبب في إعادة ترتيب المتعاملين لأولويات التعامل في السوق ويعزز من عملية التذبذب.

إلى ذلك، أنهت السوق المالية الثانوية لتداول الصكوك والسندات تعاملاتها في آخر أيام الأسبوع بطفرة تنفيذ صفقات حيث بادر المتعاملون بتنفيذ 4 صفقات تقاسمتها صكوك «سابك 2» و«كهرباء1» بالتساوي.

يُذكر أن السوق المالية لتداول الصكوك والسندات لم تستطع سوى تنفيذ صفقة واحدة أول من أمس بينما أحجمت عن تنفيذ الصفقات طوال الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع ليصبح إجمالي الصفقات المنفذة طوال أيام التداولات الخمسة 5 صفقات.