عمان وإيران توقعان اتفاقيات تشمل التعاون والتنسيق الأمني ومشروعات اقتصادية وتعليمية

جلسة مباحثات ثانية بين السلطان قابوس وأحمدي نجاد

TT

عقد السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، والرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، جلسة ثانية من المحادثات بمبنى الرئاسة الإيرانية مساء أمس تناولت العلاقات الثنائية والأوضاع على الساحة العربية والدولية. حضر الجلسة من الجانب العماني أعضاء الوفد الرسمي المرافق للسلطان قابوس، ونظراؤهم من الجانب الإيراني. وتعد هذه الجلسة هي الثانية بعد التي عقدت يوم الثلاثاء.

من جهته أكد يوسف بن علوي بن عبد الله، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العمانية، أن زيارة السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، لإيران تأتي في إطار مسار العلاقات القوية التي تربط البلدين الجارين منذ زمن بعيد. وقال إن هذه العلاقات هي امتداد لتاريخ عريق بين الشعبين، العماني والإيراني، منوها إلى أن جلستي المحادثات بين السلطان قابوس ومحمود أحمدي نجاد، أمس وأول من أمس، ناقشتا الكثير من القضايا والأمور المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، ولكن من المنطلقات الإيجابية، حيث يرى البلدان أن المهم والأصل هو العمل من أجل الاستقرار والتطور والتنمية في المنطقة. وقال: «إن هذه هي المبادئ الأساسية التي تيقن صاحب الجلالة السلطان من أنها، أيضا، في أولويات القادة الإيرانيين».

وقال الوزير العماني: «ما في شك أننا ندرك أن هذه المنطقة تمر بأزمات وعقبات، ولكن هذه العقبات لا توقف التاريخ بين البلدين الصديقين». وأكد أن الجهود المبذولة من قبل حكومة السلطنة هي عمل أي شيء يمكن أن يؤدي إلى استقرار هذه المنطقة، وإلى إيجاد أرضيات للتعاون بين دولها. معربا عن أمله في أن تشهد هذه المنطقة تعاونا دوليا يساند التوجهات العالمية في إحلال السلم والاستقرار في كل مكان.

من جهته أكد منوشهر متقي، وزير الخارجية الإيراني، أن الزيارة التي يقوم بها السلطان قابوس بن سعيد هي فعلا زيارة تاريخية ومهمة للغاية، مشيرا إلى هذه الزيارة قد مثلت فرصة لتعزيز التعاون بين البلدين الصديقين، حيث إن الإرادة السامية السياسية للقائدين قد أكدت شمولية وعمق وتجذر هذه العلاقات على جميع المستويات، «وإننا حقيقة لسعداء جدا بهذه الزيارة».

ووقعت سلطنة عمان وإيران في طهران، أمس، عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات، بينها اتفاق التعاون والتنسيق الأمني، وتتعلق الاتفاقية بتبادل المعلومات ومكافحة التسلل والتهريب والجريمة.

كما وقع العلوي ومتقي مذكرة تفاهم تتعلق بإنشاء مركز لتعليم اللغة الفارسية في مسقط، تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، وأيضا على البرنامج التنفيذي للتعاون في المجالات الثقافية، والعلمية، والتعليمية، والإعلامية، والاجتماعية، والرياضية.

كما صدق البلدان على محضر اجتماع وتبادل وثائق اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، بشأن الضرائب المترتبة على عوائد الاستثمارات بين حكومتي السلطنة والجمهورية الإسلامية الإيرانية. كما وقع مقبول علي سلطان، وزير التجارة والصناعة العماني، ومنوشهر متقي، على مذكرة التفاهم الخاصة بالإطار العملي، وتنمية العلاقات الاقتصادية بين السلطنة والجمهورية الإسلامية الإيرانية. وتهدف المذكرة إلى متابعة وإقرار آلية عمل حول تسعيرة الغاز بين البلدين، حيث ترغب السلطنة في استيراد الغاز من إيران بأسعار مناسبة، بالإضافة إلى متابعة مذكرات التفاهم في مجالات التعاون البيئي والتقني والمهني، وإمكانيات إنشاء وحدة صناعية في مجال إنتاج سماد «اليوريا»، وتأسيس اللجنة المشتركة للاستثمار والشركة العمانية الإيرانية المشتركة.

كما وقعت حكومة السلطنة، ممثلة في شركة النفط العمانية، والحكومة الإيرانية ممثلة في شركة «إن بي سي» الدولية، وهي شركة إيرانية مملوكة للحكومة، على اتفاقية يتم بمقتضاها السير قدما في تطوير مشروع إنتاج سماد «اليوريا» المزمع إقامته في جنوب إيران. وقع الاتفاقية عن الجانب العماني، مقبول بن علي سلطان، وزير التجارة والصناعة رئيس مجلس إدارة شركة النفط العمانية، وعن الجانب الإيراني، غلام نوزري، وزير النفط الإيراني.

كما وقعت شركة النفط العمانية، وشركة «هيربودان» الإيرانية، مذكرة تفاهم لبناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية في المنطقة الحرة في مدينة قشم. وقع المذكرة عن الجانب العماني، معالي مقبول بن علي سلطان، رئيس مجلس إدارة شركة النفط العمانية، وسعيد مرجفي، رئيس مجلس إدارة شركة «هيربودان» الإيرانية.

وتنص مذكرة التفاهم على إقامة محطة حرارية تعمل على الغاز لتوليد الطاقة الكهربائية بسعة 500 ميغا وات. وستسهم المحطة الجديدة في تعزيز إنتاج الطاقة الكهربائية في إيران. كما تضمنت مذكرة التفاهم تفاصيل تتعلق بحصة كل من الشركتين في المشروع، بالإضافة إلى الدور المناط بكل منهما في مجال البناء والتشغيل وصيانة المحطة.