مصادر ليبية: سيف الإسلام القذافي مصر على الانسحاب من الشأن العام

قالت إنه لن يلقي خطابا جماهيريا 20 أغسطس كما كان مقررا

TT

كشف مصدر ليبي مقرب من المهندس سيف الإسلام؛ النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن أنه لا يعتزم كما كان مقررا إلقاء خطاب جماهيري في العشرين من الشهر الحالي في العاصمة الليبية طرابلس. وقال مصدر طلب عدم ذكر اسمه في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن سيف الإسلام الذي يترأس «مؤسسة القذافي للتنمية» وهي منظمة خدمية غير حكومية يستخدمها واجهة لأنشطته الاجتماعية والسياسية والإعلامية، لا يتضمن جدول أعماله إلقاء أي خطاب جماهيري في ليبيا خلال الفترة المقبلة. وأضاف: «سيف الإسلام ما زال مصرا على القرار الذي اتخذه بشأن الانسحاب من الشأن العام، ولا عودة عنه مطلقا تحت أي ظرف من الظروف».

وكان المصدر يشير إلى إعلان سيف الإسلام القذافي بشكل مفاجئ العام الماضي اعتزاله الحياة السياسية وعزوفه النهائي عنها، في خطوة فسرها المراقبون بأنها تصاعد للصراع المحتدم بين نجل القذافي والحرس القديم المحسوب على والده الزعيم الليبي العقيد القذافي. وتأتي هذه التصريحات التي من المتوقع أن تثير جدلا جديدا داخل ليبيا حول دور ومستقبل نجل القذافي، في وقت أعلنت فيه أكثر من جهة ليبية شبه رسمية أن نجل القذافي سيلقي خطابه المنتظر قبيل نهاية الشهر الحالي في العاصمة الليبية أمام حشود من الشباب.

لكن المصدر المقرب من نجل القذافي قال أمس لـ«الشرق الأوسط»: «لا توجد لدى المهندس سيف الإسلام أي خطة لإلقاء مثل هذا الخطاب، ربما البعض يتمنى حدوث ذلك، لكنه في المقابل يفضل الانشغال بعمله الجديد كعضو بمركز دراسات الحكومة في مدرسة لندن للعلوم السياسية».

وتابع «كل تركيزه الآن منصب على البحث والكتابة، علاقته مع الشأن العام في ليبيا انتهت منذ العام الماضي». واعتبر أن إصرار نجل القذافي على الاعتزال رسميا لا يعني بأي حال من الأحوال دخوله في صراعات مع أية جهات أو أشخاص داخل ليبيا، وقال «يعتقد سيف الإسلام أنه أدى دوره بأمانة ونزاهة تجاه بلاده وشعبه وفقا لما كان متاحا له، الآن هو يفضل الانسحاب ويبتعد عن أي علاقة بالدولة الليبية بشكل عام».

ورفض المصدر التكهنات التي خلصت إلى أن قرار نجل القذافي على صلة بتأزم العلاقات بينه وبين والده العقيد القذافي، وقال: «بالعكس، كانت دوما العلاقة بين الطرفين متميزة، ليست فقط علاقة الابن بالأب، بل أيضا علاقة المواطن بالقائد». وكان نجل القذافي قد أبلغ «الشرق الأوسط» مؤخرا أنه أبلغ والده القذافي بقرار اعتزاله الحياة العامة قبل ربع ساعة فقط من الخطاب الذي ألقاه في مدينة سبها الليبية العام الماضي أمام عشرات الآلاف من الشباب. وفي سياق متصل، ألمحت صحيفة «أويا» المحسوبة على نجل القذافي إلى أنها تتعرض مع صحيفة «قورينا» الأخرى الموالية له لمضايقات حكومية. وقالت «أويا» في افتتاحيتها أمس إنه بعد إغلاق قناة «الليبية»، تابعت الحكومة الليبية التي يترأسها الدكتور البغدادي المحمودي توجيه الضربات، فأدخلت على عجل جرائد شركة «الغد» (قورينا وأويا) غرفة العناية الفائقة بإعلان شهادة وفاتهما سريا.

ولم تفصح الصحيفة عن طبيعة هذه المضايقات لكنها أضافت: «ثم عاد وكأنه وجد نبضا يسري بهما، فتراجع مؤقتا عن قراره بانتظار برودة الخطوط الساخنة» في إشارة إلى المساعي الرامية لوقف هذا التدخل الحكومي.