باكستان: مقتل زوجة محسود في «غارة أميركية»

قتيلان و4 جرحى في قصف على منزل لعائلة زعيم طالبان الباكستانية

باكستانيون يعاينون بقايا منزل صهر بيت الله محسود زعيم طالبان الباكستانية في أعقاب الغارة الأميركية (أ.ب)
TT

قال مسؤول استخباراتي باكستاني إن ما يشتبه أنه هجوم صاروخي اميركي استهدف منزل أصهار بيت الله محسود زعيم حركة طالبان في المنطقة القبلية بالقرب من الحدود الافغانية صباح امس مما اسفر عن مقتل شخصين من بينهم زوجته الثانية. ووقع الهجوم قرابة الساعة الواحدة صباحا بالتوقيت المحلي (السابعة مساء بتوقيت غرينتش) في منطقة شوبيخيل بمقاطعة جنوب وزيرستان المعروفة بأنها معقل لمسلحي القاعدة وطالبان, وادى ايضا الى اصابة اربعة اشخاص بجراح. ومن المعتقد ان الصاروخ أطلقته طائرة اميركية بدون طيار وتسبب في تدمير جزء من المنزل الذي يملكه مالك اكرام الدين أحد صهري محسود.

وقال المسؤول الاستخباراتي الذي اشترط عدم الافصاح عن اسمه «قتل شخصان بينهما زوجة بيت الله الثانية وأصيب أربعة أطفال بجروح خطيرة. والمصابون أبناء شقيق زوجة بيت الله (محسود)». ولم يؤكد مسؤولو طالبان أو ينفوا قتل زوجة محسود. وقال أحد أقارب بيت الله محسود زعيم حركة طالبان الباكستانية لـ «الشرق الاوسط» في اتصال هاتفي من جنوب وزيرستان ان محسود لم يكن موجودا عندما قتل صاروخ أميركي زوجته امس في هجوم استهدف منزل والد زوجة محسود. وتابع محمد اقبال محسود قريب زوجته «بيت الله بخير وعلى قيد الحياة». واضاف «ان صهره مولانا اكرم الدين كان موجودا في المنزل ونجا من الضربة الجوية». وقال شهود عيان عبر الهاتف لـ «الشرق الاوسط» ان الواجهة الامامية لمنزل صهر بيت الله محسود قد دمرت بالكامل. وكان محسود اتخذ احدى بنات اكرم الدين زوجة ثانية له العام الماضي. لأنه لم ينجب من زوجته الاولى.

وفرض مقاتلو طالبان طوقا أمنيا حول موقع الانفجار الواقع على بعد 15 كيلومترا من بلدة لاداه وهي معقل أحد أباطرة الحرب. ولم يتضح على الفور ما إذا كان محسود موجودا عندما وقع الهجوم. ويأتي هذا الهجوم بينما تستعد قوات الأمن الباكستانية لعملية كبيرة ضد محسود الذي يلقى على عاتقه اللائمة في شن عشرات الهجمات بمختلف أنحاء البلاد. وأعلنت واشنطن عن مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقال أو قتل محسود. وتنتقد اسلام أباد الهجمات الصاروخية الاميركية داخل الاراضي الباكستانية بزعم أن الضرر الملازم لها يتسبب في تغذية المشاعر المعادية للاميركيين، وهو ما يقوض من جهودها لمكافحة حركة التمرد فى البلاد.

وقصفت الولايات المتحدة بانتظام في الاشهر الماضية منطقة جنوب وزيرستان الواقعة في المناطق القبلية الباكستانية ذات الحكم الذاتي، والتي تشكل معقلا لحركة طالبان الباكستانية ومقرا لتنظيم القاعدة. وافاد مسؤول باكستاني عن مقتل اثنين من المتمردين بدون ان يكون في وسعه ان يؤكد ما اذا كان المبنى المدمر منزل اكرم الدين. ولم يكن من الممكن في الوقت الحاضر تأكيد الحصيلة من مصدر مستقل. غير ان بعض السكان قالوا ان اربعة اطفال كانوا مع زوجة محسود عند وقوع القصف اصيبوا بجروح. ولا تتبنى الولايات المتحدة التي تشكل باكستان حليفا اساسيا لها في حربها على الارهاب، عمليات القصف هذه. غير ان عناصر وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) والجيش الاميركي المنتشرين في الجانب الاخر من الحدود مع افغانستان هم الوحيدون الذين يملكون طائرات بدون طيار في المنطقة.