قندهار: مقتل 10 مدنيين 4 منهم من أسرة واحدة في ضربة جوية

الأمين العام الجديد للناتو في أول زيارة إلى أفغانستان

TT

أسفرت المعارك في أفغانستان عن مقتل 10 مدنيين في الأقل أمس. وذكر شهود عيان أن أربعة من سكان القرى من أسرة واحدة قتلوا في إقليم قندهار المضطرب جنوب أفغانستان في غارة جوية يعتقد أن القوات الدولية نفذتها. وأضاف الشهود أن شخصين آخرين أصيبا بجروح عندما قصفت مروحية مقاتلة منزلهما. ونفت قوات حلف شمال الأطلسي أمس أنها قتلت أربعة مدنيين في ضربة جوية في إقليم قندهار بجنوب أفغانستان وقالت إن القتلى مقاتلون. وحمل سكان غاضبون جثث القتلى إلى عاصمة الإقليم ليراها المسؤولون في حادث قد يزعزع استقرار المنطقة التي تعتبر معقلا لنشاط المتشددين قبل أسبوعين من الانتخابات الأفغانية. ووقعت الضربة في وقت متأخر أول من أمس مما أسفر عن مقتل ثلاثة فتيان ورجل وكلهم من أسرة واحدة في وادي أرغنداب قرب المشارف الغربية لمدينة قندهار. وأعرب مراسل لـ«رويترز» شاهد الجثث في قندهار عن اعتقاده بأن اثنتين هما لفتيين وكانت الأخريان مشوهتين بدرجة يستحيل التعرف على هويتيهما. وفي كابل أكد متحدث باسم القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي أن قوات التحالف شنت ضربة جوية في منطقة أرغنداب خلال الليل لكنه قال إن من قتل في هذه الغارة هم متشددون لا مدنيون. وأمر القائد الجديد للقوات الدولية في أفغانستان الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال مطلع يوليو تموز الماضي بالحد من الغارات الجوية لتجنب وقوع ضحايا بين صفوف المدنيين خلال العمليات العسكرية ضد عناصر طالبان. من جهة أخرى اجرى الأمين العام الجديد للحلف الأطلسي الدنماركي اندرس فوغ راسموسن أمس أول زيارة له إلى أفغانستان بعد يومين على تسلم مهامه رسميا، على ما أعلن مصدر في قوة الحلف الأطلسي في هذا البلد (ايساف).

وأعلن اللفتنانت روبرت كار الناطق باسم القوة الدولية التابعة للحلف الأطلسي في أفغانستان (ايساف) «أنه هنا»، قاصدا راسموسن الذي تسلم الاثنين مهامه الرسمية على رأس الحلف الذي يشمل 28 بلدا. وأوضح كار «انه يجول على منشآت (الحلف الأطلسي) ويلتقي مسؤولين رفيعين». وتأتي هذه الزيارة قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية والمحلية الأفغانية في 20 أغسطس (آب) فيما وصلت أعمال العنف في البلاد إلى مستوى غير مسبوق منذ أطاح تحالف دولي بقيادة أميركية بنظام طالبان في نهاية 2001. وتعهد راسموسن في كلمة ألقاها بمناسبة تسلم منصبه الاثنين بالتزام الحلف المتين قضية أفغانستان لتجنب «عودة البلاد مركزا للإرهاب الدولي».

إلى ذلك صرح جنرال هولندي أول من أمس بأن القوات التابعة للحلف الأطلسي في ولاية اوروزغان الجنوبية نجحت في قلب المعادلة في مواجهة متمردي طالبان لكن الأمر استغرق سنوات من الجهود والصبر. وصرح الجنرال توم ميدندورب الذي يقود قوات الحلف الأطلسي في الولاية أن كسب ثقة السكان المحليين في ولاية اوروزغان الفقيرة استغرق عامين من العمليات العسكرية ضد متمردي طالبان ودوريات على مدار الساعة. وقال للصحافيين في لقاء عبر الفيديو إن طرد المتمردين من المراكز السكنية كان الشق الأقل صعوبة في الحملة، لكن ضمان وجود دائم لقوات الحلف الأطلسي وإقامة علاقات مع السكان المحليين استغرق المزيد من الوقت والجهد. وقال ميدندورب «إن العمليات الواضحة تنجح على الدوام، لكن الصعوبة تأتي لاحقا. وهي تكمن في المحافظة على الوجود في المنطقة وكسب ثقة السكان». وأضاف «هذا استغرقنا عامين في المناطق الآمنة التي كنا فيها». وقال ميدندورب انه قبل عامين تواجهت القوات الهولندية تكرارا مع عناصر طالبان في المنطقة، لكن الآن بات من النادر أن يبادر المتمردون بالهجوم، بل يلجأون إلى وضع العبوات إلى جانب الطرقات. وأضاف أن التجربة أثبتت عدم وجود «حلول سريعة» في حملة مكافحة التمرد. وتابع «إنها عملية تحتاج أعواما، من اجل كسب ثقة الناس والتفاعل معهم بكثافة. كما أنها تحتاج إلى تواجدنا ليل نهار».

وقال إن الهولنديين كانوا يسيرون دوريات راجلة ليلا لإعطاء السكان إحساسا بالأمان. وبعد أن ضمنت قوات الحلف الأطلسي أمن السكان دخل الجيش والشرطة الأفغانيان إلى القرية بعد أن غابا عنها عامين، بحسبه. وقال إن تحسن الظروف الأمنية في اوروزغان سمح لحوالي 50 منظمة للتنمية أن تبدأ عملها في المنطقة المحاذية لولاية هلمند حيث يشن الآلاف من مشاة البحرية الأميركية (مارينز) عملية على المتمردين. واعتبر الجنرال الهولندي اوروزغان «أكثر الولايات فقرا في إحدى أكثر الدول فقرا في العالم» حيث تقدر نسبة السكان الذين يقرأون ويكتبون بأقل من 10%. وتبقى العبوات اليدوية الصنع اكبر خطر يهدد قوات الحلف الأطلسي في المنطقة، فيما تستهدف القوات الخاصة الأميركية والاسترالية شبكات المتمردين المسؤولة عن وضعها، بحسب المصدر نفسه. وجاء كلام الجنرال بعد إصابة ثلاثة جنود هولنديين السبت عند انفجار عبوة يدوية الصنع في آليتهم المدرعة الخفيفة أثناء دورية في اوروزغان.