الملك عبد الله يدشن جامع الملك عبد العزيز وثانوية فهدة بنت العاصي في المغرب

الإمام الزياني مخاطبا خادم الحرمين: إن المساجد لتشهد يوم القيامة لمن بناها وأحياها بالذكر والطاعة

خادم الحرمين الشريفين خلال تأديته صلاة تحية المسجد في جامع الملك عبد العزيز بالمغرب بعد توسعته الجديدة (واس)
TT

دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أول من أمس، جامع الملك عبد العزيز آل سعود، كما دشن ثانوية فهدة بنت العاصي الشريم التأهيلية في بوسكورة.

وكان في استقبال الملك عبد الله لدى وصوله إلى جامع الملك عبد العزيز آل سعود، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي أحمد توفيق وعامل عمالة النواصر في بوسكورة محمد الحافي وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى المغرب الدكتور محمد بن عبد الرحمن البشر وعدد من المسؤولين.

بعد ذلك أزاح خادم الحرمين الشريفين الستار عن اللوحة التذكارية قائلا: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، بسم الله وعليه توكلنا، وإليه أنبنا».

عقب ذلك قام بجولة في أرجاء الجامع استمع خلالها لشرح عن مشروع إعادة بناء جامع الملك عبد العزيز آل سعود الذي تم إنشاؤه على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 1404هـ وأمر الملك بإعادة بنائه وتوسعته لاستيعاب المصلين، حيث تبلغ مساحة الأرض المقام عليها 9376 مترا مربعا ويتسع لأحد عشر ألف مصل. وقد ألحق به سكن للإمام والمؤذن والحارس، كما أضيف إليه مستوصف طبي ومرافق أخرى.

إثر ذلك صلى خادم الحرمين الشريفين ركعتين تحية المسجد ثم بدأ الحفل الخطابي الذي أعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم.

بعد ذلك ألقى إمام الجامع الدكتور محمد الزياني كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين وقال: «وأنا أخاطب مقامكم لأجد نفسي عاجزا عن صياغة الكلم وبناء المعاني التي تليق بجلال قدركم وحسن صنيعكم، ومن الله أستمد العون لأحسن بعضا مما يعبر عن هذا الموقف الرباني الجلل في واحد من أجمل وأبهى منابر الإسلام، ألا وهو مسجد الملك عبد العزيز آل سعود رحمة الله عليه الذي تم تأسيسه بتاريخ 12 شوال 1404هـ الموافق 11 يوليو (تموز) 1984م وأمرتم حفظكم الله بإعادة بنائه على مساحة كبيرة ليسع جمع المصلين الذين يتوافدون عليه من كل الجهات».

وأضاف: «إن مسلككم هذا ليدخل ضمن ما تعارف عليه الناس القوامون لله، المعمرون لبيوت الله طلبا للتجارة الرابحة مع الله».

وأوضح أن هذا الصرح الذي يجمع بين التوجه لله سبحانه وتعالى طلبا لمرضاته ـ خلال الصلوات الخمس ـ وبين طلب العلم والمعرفة من خلال المؤسسات العلمية المنضوية تحت إمرته ليعد درة من الدرر الفريدة، فطوبى لكم بحسن صنيعكم الذي يرضاه الله لكم وطوبى لمن يعمر هذه المعلمة.

وقال الدكتور الزياني «إن المساجد لتشهد يوم القيامة لمن بناها وأحياها بالذكر والطاعة، وقد عرف هذا أهل الخير قبلنا، فبنوا المساجد مثلنا ولم يتركوها عرضة للضياع، بل أوقفوا لها ما يصون حياتها ويضمن بقاءها، وقد فرحوا بها يوم افتتاحها كفرحنا اليوم وفرح معهم بها أهل الأرض والسماوات. وإن إقامة هذا الصرح العظيم للسان ناطق وشاهد صادق على حبكم للخير وعلى غيرتكم على شعائر الدين، ونتضرع إلى العلي القدير أن يتقبل أعمالكم ويجزيكم أحسن الجزاء ويعظم لكم الأجر والوفاء».

واختتم كلمته قائلا: «يا خادم الحرمين الشريفين هنيئا لكم بإيقادكم لمصباح ينضاف إلى قائمة المصابيح التي ما فتئتم توقدونها أينما حللتم وارتحلتم، خدمة لقضايا الإسلام والمسلمين في مختلف أنحاء المعمورة».

عقب ذلك توجه خادم الحرمين الشريفين، إلى مقر ثانوية فهدة بنت العاصي الشريم التأهيلية حيث كان في استقباله عند وصوله، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد توفيق وعامل عمالة النواصر ببوسكورة محمد الحافي ونائب وزير التربية الوطنية المغربية أحمد مؤمن وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى المغرب الدكتور محمد بن عبد الرحمن البشر وعدد من المسؤولين.

وفور وصول الملك عبد الله، استمع لشرح من القائمين على المشروع. ثم أزاح الستار عن اللوحة التذكارية للمشروع قائلا: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وعلى بركة الله».

بعد ذلك قام خادم الحرمين الشريفين، بجولة في فصول ومعامل وقاعات المدرسة واستمع لشرح واف عنها وعن الملحقات بها ومنها سكن المدير العام وسكن الحراس والمستودعات. وتحتوي المدرسة على 18 قاعة للتدريب العام و6 قاعات للعلوم و3 قاعات للتحضير وقاعة الأساتذة وقاعة معلومات ومكتبة وقاعة رسم وقاعة تكنولوجيا ومكاتب إدارية بالإضافة إلى الملاعب الرياضية.

وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين مكانه في الحفل المقام بهذه المناسبة بدأ الحفل الخطابي بتلاوة القرآن الكريم.

ثم ألقى نائب وزير التربية الوطنية المغربي أحمد مؤمن كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين.

وقال: «اسمحوا لي أصالة عن نفسي ونيابة عن كل الأطر الإدارية والتربوية بنيابة إقليم بوسكورة النواصر أن أتوجه إلى مقامكم الكريم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان على تفضلكم بالإشراف فعليا على تدشين هذا الصرح التربوي والإنجاز الإنساني الخيري الذي يضاف إلى سلسلة فضائلكم على منطقة بوسكورة. إنه غيض من فيض مكارمكم».

وأضاف: «إن إنجازاتكم المختلفة والمتعددة يا خادم الحرمين الشريفين تترجم بالفعل عمق وتجذر ومتانة أواصر الأخوة التي تربطكم بشقيقكم جلالة الملك محمد السادس، وأن تفضلكم بالإشراف الشخصي على تدشين هذه المعلمة ليعكس بكل وضوح حرصكم الشديد على دعم المجهودات التي يبذلها شقيقكم في سبيل النهوض بقطاع التعليم».

وأوضح أن «اعتبار هذه المؤسسة التعليمية معلمة، نابع من جمالية هندستها وتعدد فضاءاتها، وما وفرتموه لها من تجهيزات قيمة سيكون لها الأثر البالغ في الحد من الهدر المدرسي خاصة بالنسبة للإناث، إذ إنها ستعفي مجموعة من التلميذات والتلاميذ من مشقة وعناء التنقل إلى مؤسسات تعليمية خارج منطقة بوسكورة. كما أنها توفر إمكانية إحداث شعب جديدة كان تلاميذ المنطقة يضطرون إلى ولوجها في مؤسسات بعيدة عن مقرات سكناهم، مما يرغمهم على الإقامة بداخليات بعيدا عن أسرهم».

وقال: «وبالنظر لما تزخر به من إمكانيات، مرشحة لنيل صفة الثانوية التأهيلية المرجعية، والتي تدخل في سياق تنفيذ مقتضيات البرنامج الاستعجالي الهادف إلى تسريع وتيرة الإصلاح وتحسين المنظومة التربوية ببلادنا، خاصة فيما يتعلق بتشجيع وحفز التميز. وستشمل هذه المرجعية كل مكونات المؤسسة من تدبير تربوي وإداري وتنظيم للفضاءات والزمن المدرسيين، وتأطير للتلاميذ واستدماج لتقنيات الإعلام والتواصل التربوي في تنمية كفايات التلاميذ في مختلف المواد الدراسية، بالإضافة إلى الإشعاع الثقافي والفني والرياضي بما يضمن جودة الحياة المدرسية وإرساء مدرسة الاحترام».

وأضاف: «إن تفضلكم باقتراح اسم والدتكم رحمها الله فهدة بنت العاصي الشريم لهذه المؤسسة يعد درسا في التشبث بقيم ديننا الحنيف التي تنص على الإحسان والبر بالوالدين. وأنتم بذلك تقدمون القدوة الحسنة لناشئتنا. وبهذه المناسبة نسأل الله عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته».

وأشار إلى أن إحداث هذه المعلمة سيكون موشوما في ذاكرة ساكنة المنطقة وتلاميذها مع تعاقب الأجيال التي ستنهل من حياض العلم والمعرفة بهذه المؤسسة.

بعد ذلك غادر خادم الحرمين الشريفين مقر الحفل، فيما حضر حفلي التدشين، الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم، والأمير تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير سعود بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير منصور بن عبد الله بن عبد العزيز، ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف، والشيخ مشعل العبد الله الرشيد، ورئيس المراسم الملكية محمد بن عبد الرحمن الطبيشي، ورئيس الشؤون الخاصة لخادم الحرمين الشريفين إبراهيم بن عبد الرحمن الطاسان، ومستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف على العيادات الملكية الدكتور فهد العبد الجبار وعدد من المسؤولين.