وزير بريطاني يتهم حزب الله بالعودة للتسلح.. والخارجية اللبنانية تنفي وجود «أي برهان»

دعا لبنان إلى أن يكون في قلب مفاوضات السلام مع إسرائيل

رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان مستقبلا الوزير البريطاني في قصر بعبدا أمس (إ.ب.أ)
TT

اتهم أمس وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط إيفان لويس حزب الله بـ«العودة إلى التسلح بشكل جاد وملحوظ»، معربا عن «قلق» بلاده من هذا الأمر الذي «لا يتوافق مع القرار 1701». ونقل، خلال زيارة رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان، «تكرار» مسؤولي بلاده «لفت إسرائيل إلى وجوب وقف الخروق من جانبها للقرار 1701».

وكان لويس الذي يزور بيروت ليومين للقاء عدد من المسؤولين اللبنانيين، أبدى «قلقه إزاء الخروق المرتكبة للقرار 1701»، مشددا على «أهمية استمرار لبنان في التنفيذ بشكل جاد وسعيه المتواصل إلى الإمساك بزمام الأمور». وأشار إلى «أن الفرصة سانحة ومميزة في المنطقة وفي ظل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لإعادة إطلاق عملية السلام».

ورأى أن «ترشح لبنان للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن خطوة مهمة جدا»، لافتا إلى «أن بلاده التي ترأس هذا المجلس راهنا مستعدة لتقديم المساعدة للبنان كي تكون مشاركته وعضويته فاعلة في المجلس». من جهته، جدد سليمان «التزام لبنان تنفيذ القرار 1701»، مشيرا إلى أن «الخرق الإسرائيلي المستمر لهذا القرار هو الذي يبقي الوضع في دائرة القلق». وأكد «أن مشكلة الشرق الأوسط لن تجد حلا دائما وشاملا وعادلا ما دامت إسرائيل لا تعطي اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم، وفي طليعتها حق العودة الذي تنص عليه مبادرة بيروت العربية وتتضمنه قرارات القمة العربية الأخيرة في الدوحة».

كما اجتمع لويس بوزير الخارجية والمغتربين اللبناني فوزي صلوخ الذي جزم، خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده عقب الاجتماع، بأن «لبنان لم يحصل حتى الآن على أي برهان من الأمم المتحدة عن تهريب أسلحة»، ونفى استمرار تسلح حزب الله. وفيما أشار إلى أن «تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول متابعة تنفيذ القرار 1701 لم يأت على ذكر تهريب السلاح»، شدد على أن «هذا الموضوع شأن داخلي لبناني وهو مدرج على طاولة الحوار». وقال: «أعربنا له عن التزام لبنان الكامل تطبيق القرار 1701 وعن تمسكنا بالدور الإيجابي الذي تقوم به قوات اليونيفيل في الجنوب بالتعاون الوثيق مع الجيش اللبناني، مع رفضنا إدخال أي تعديل إلى طبيعة مهماتها بحيث تسعى إسرائيل إلى الإيقاع بين اليونيفيل ولبنان، للتغطية على استمرار احتلالها الأراضي اللبنانية ومواصلة خرقها للقرار 1701 عبر انتهاكاتها المتكررة للسيادة اللبنانية». وقال لويس من جهته: «ناقشت خلال اجتماعي بالوزير صلوخ عددا من المسائل، ومنها أهمية احترام جميع الأطراف القرار 1701. نحن كمملكة متحدة وكمجتمع دولي، قلقون حيال تطبيق القرار، وقد أوضحنا ذلك للحكومة الإسرائيلية، خاصة أن الطلعات الجوية الإسرائيلية في أجواء لبنان تشكل خرقا كبيرا للقرار 1701. في موازاة ذلك، نحن قلقون جدا لعودة حزب الله إلى التسلح بشكل جاد وملحوظ، وهذا يتعارض مع القرار 1701. وقد أكد لي صلوخ أن الجيش اللبناني مدعوما من قوات اليونيفيل، سوف يضطلع بمسؤولياته كاملة لتفادي حصول أي تسلح أو استعمال حزب الله الوسائل العسكرية أو الإرهابية. وقد أوضحنا هذا الأمر وأننا أيضا سندعم بقوة دور اليونيفيل في جنوب لبنان، ونعتقد أنهم يقومون بعمل ممتاز في ظل ظروف صعبة». ورحب «بشكل حار جدا» بـ«قيام العلاقات الجديدة بين لبنان وسورية»، وقال إن «السوريين لم يتدخلوا في الانتخابات البرلمانية التي تمت مؤخرا وفي الشؤون الداخلية للبنان». وأمل في أن «يقوم العالم العربي بخطوة إيجابية في اتجاه دولة إسرائيل للمضي قدما نحو مفاوضات السلام الشامل، ومعالجة قضايا الحدود النهائية للقدس، واللاجئين، والتطبيع مع العالم العربي، وفقا لمبدأ الأرض مقابل السلام، ما يمكن العرب من تطبيع علاقتهم مع إسرائيل على كل الأصعدة». وأضاف: «نود أيضا رؤية سورية تحل مشكلاتها العالقة مع إسرائيل بما فيها هضبة الجولان وإعادتها إلى سورية وتطبيع العلاقات بين البلدين، إضافة إلى كل المسائل العالقة الدقيقة جدا المتعلقة بالأراضي بين لبنان وإسرائيل. ونحن نعتقد أن الوقت قد حان للتحرك نحو مفاوضات شاملة تقودنا إلى سلسلة قرارات من أجل حل هذا النزاع التاريخي التراجيدي». وأشار إلى أن «البعض في لبنان كان يقول في الماضي سوف نكون الدولة الأخيرة التي توقع السلام مع دولة إسرائيل»، فسأل: «هل أستطيع القول اليوم إننا لا نريد أن يكون لبنان الدولة الأخيرة في أي مفاوضات سلام، بل أن يكون في قلب أي مفاوضات وأن يعمل مع أصدقائه وحلفائه، مع السوريين والعالم العربي من أجل الجلوس إلى الطاولة والمشاركة في هذه المفاوضات التي توصل إلى حل نهائي؟». وأضاف: «إذا نظرتم إلى واقع استقرار لبنان وسيادته واستقلاله في قلب منطقة شرق أوسط جديد مستقر، لا يمكنكم حينها تقليل شأن هذا الأمر. على سبيل المثال، إذا نظرنا إلى عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، لا يمكننا فصل لبنان عن أي عملية سلام أو مفاوضات شاملة وجادة. لذلك أعتقد أن محادثاتنا اليوم (أمس) كانت صريحة وحارة وصادقة ومنفتحة. ونتطلع قدما إلى تعزيز علاقاتنا مع الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني وتعميقها». وأمل في أن «يكون لبنان المستقل والسيد والحر في قلب شرق أوسط ينعم بالسلام بحيث يمكننا أخيرا تحقيق حل الدولتين وتحقيق السلام بين إسرائيل والعالم العربي».