الوجودية وقناعة عبد الرحمن بدوي

TT

* تعقيبا على مقال أنيس منصور «غريب في بلاد غريبة!»، المنشور بتاريخ 5 أغسطس (آب) الحالي، أقول، كان من علامات الزمان وجود مذاهب فكرية ومدارس فلسفية كبرى، من بينها الفلسفة الوجودية، التي كانت سيدة الموقف قبل عقود، حين استمالت عقول الشباب الجامعي بمقولاتها الأساسية الشهيرة. كيف لا تكون آسرة آنذاك، الفكرة القائلة بأن الوجود يسبق الماهية، وأن الإنسان قبل أن يكون طيبا أو خبيثا، أسود أو أبيض، محبوبا أو مكروها، هو موجود أولا؟ كيف لا تكون ساحرة الفكرة القائلة إن الإنسان محكوم عليه بالحرية والمسؤولية والاختيار والقلق؟ كيف لا يكون الشباب الجامعي، في تلك الأثناء، متحمسا للمذهب القائل إن القلق سببه الشعور بالمسؤولية عن الخيار الفردي وعن النتائج المترتبة عليه؟ ناهيك عن أن الراحل عبد الرحمن بدوي، بأسلوبه الطريف، جعل المتابع لدراساته يقتنع بأن الوجودية في صميم الفكر العربي والإسلامي. ولا ننسى قط في هذا السياق، دراسته الرائعة عن الشخصيات القلقة في الإسلام. بابكر جوب ـ السنغال [email protected]