إنفلونزا الخنازير.. هاجس يخيف المصابين بالنزلات العادية ويزيد الضغط على المستشفيات

أعداد الوفيات الناجمة عن المرض ترتفع إلى 9 حالات في السعودية

TT

ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن مرض إنفلونزا الخنازير في السعودية، إلى 9 وفيات، جراء إعلان وزارة الصحة أمس، عن تسجيل حالة وفاة جديدة بالمرض، لمواطن سعودي يبلغ من العمر 33 عاما، توفي بعد 5 أيام من بدء العلاج النوعي، الذي لم يستجب إليه.

وعقب انتشار فيروس AH1N1، أصبح العديد من المصابين بأعراض الحمى أو النزلات العادية يراجعون المرافق الصحية، وهم في شك وذعر من احتمال الإصابة بالفيروس، وقد شهدت العديد من تلك المرافق ازدحاما من تلك الشريحة.

لكن كيف يواجه القطاع الصحي حالات الذعر؟، يوضح فائق حسين، الناطق الإعلامي في إدارة الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط»، أن عملية السيطرة على إنفلونزا الخنازير باتت شبه ضعيفة في الوقت الحالي ـ بشكل عالمي ـ وليس في السعودية فقط، مستنكرا أن يتسبب هذا الأمر بحدوث ضغوطات كبيرة على المستشفيات وأقسام الطوارئ فيها، الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي على المراجعين والأطباء. وقال «أصبح كل شخص يشعر بأعراض بسيطة جدا، سواء كحة أو سخونة أو ما شابه ذلك يسارع بالذهاب إلى المستشفى، خوفا من إصابته بإنفلونزا الخنازير، وزيادة الخوف والتوتر المصاحب للناس يولدان ضغطا كبيرا على المستشفيات، مما يؤثر على المرضى والأطباء بشكل سلبي».

وأكد أنه ليست كل الأعراض هي أعراض إنفلونزا الخنازير، فنحن نتعرض للحر والبرد، خاصة أننا في فصل الصيف، حيث تكثر الأمراض والفيروسات، لذا يجب أن نتصرف بعقل وحكمة ولا نبالغ، فالمواطن السعودي إلى الآن لم يعرف معنى إنفلونزا الخنازير وكيفية الوقاية منها، وعدم القلق من هذا المرض، الذي يعتبر في حجم خطورته اقل من الإنفلونزا العادية.

وأضاف «لا نزال نعاني من مشكلة إيصال هذه الفكرة للمواطنين، فدخول إنفلونزا الخنازير للسعودية أُعلن رسميا، وبعدد الحالات، ويتم بشكل فوري إصدار بيانات بعدد حالات الإصابة والوفيات بكل المناطق، ونحن لا نخفي شيئا على المواطن، فهدفنا الأول والأخير هو حمايته من خلال برامج الوقاية والتوعية، ونشر النصائح والإرشادات، ولكن تكون الاستجابة لهذه البرامج بزيادة قلق وهلع الناس وعدم إتباع التعليمات». واتهم فائق وسائل الإعلام بزيادة التوتر والقلق للمجتمع، حيث قال، إن «معظم الصحافيين يتساءلون عن عدد المصابين وعدد الوفيات»، مضيفا «لم أجد من يتساءل عن كيفية الوقاية أو التوعية وأرجو من وسائل الإعلام مساعدتنا في تهدئة الوضع المقلق وألا يزيدوا من تخوفهم».

وأوضح أن هناك ضغطا على أقسام الطوارئ، حيث إن معظم الشكاوى تكون من مرضى ليس لديهم أي أعراض إنفلونزا، ولكن بسبب الهلع يطالبون إجراء فحوصات إنفلونزا الخنازير، وعندما يمتنع المختص عن إجراء الفحوصات يتقدم الشخص بشكوى بأن حالته قد أهملت، ولكن يجب أن يعلم المريض أن الطبيب هو أعلم بمن يطبق عليهم اختبارات وتحاليل إنفلونزا الخنازير، الذي باتت أعراضه واضحة للأطباء.

من جهته، أوضح الدكتور عبد الرحمن مليباري، مساعد مدير مستشفى الملك فيصل بمكة المكرمة، أنه وفي بداية انتشار إنفلونزا الخنازير ظهرت حالة من القلق لدى البعض، بل أن بعض المرضى المنومين في المستشفى طالبوا بالخروج منها على مسؤوليتهم.

واستدرك بقوله «لكن الآن مع برامج التوعية الموجودة ووجود أقسام خاصة بالحالات المشتبه بها وفصلها عن باقي الأقسام، ووضع قسم عزل للمصابين في الطوارئ، نرى أن الوضع عاد لطبيعته، لكن هناك الكثير من المراجعين أو المصابين بأعراض بسيطة غير مشابهة لحالات إنفلونزا الخنازير يطالبون بإجراء الفحوصات والتحاليل الخاصة بإنفلونزا الخنازير، وهذا ما يسبب لنا إحراجا مع المرضى».

وأضاف «نحاول إقناع المرضى بأن شعورهم سيؤدي إلى ضغط وعبء على المستشفى وتأخر في إجراء فحوصات للمرضى، الذين هم بحاجة لذلك، فنحاول قدر الإمكان امتصاص الازدحام الوارد لدينا بسبب تخوف الناس، وذلك من خلال زيادة العيادات التي تستقطبهم؛ حتى لا تتأثر العيادات التخصصية والأقسام المهمة في الطوارئ بهذا الضغط. كما أننا نقوم بتقديم برامج توعوية في جميع العيادات وفي الطوارئ وأقسام الخدمة الاجتماعية».

وحول الأطباء والكادر الصحي المسؤول عن متابعة حالات المرضى، وكيفية وقايته وقدرتهم على متابعة الحالات، يقول الدكتور مليباري، إن هناك طرقا وقائية واحتياطات تتبع للوقاية من الرذاذ، ولبس ملابس مخصصة والقفازات والماسكات.