> تعقيبا على مقال سمير عطا الله «شمعة الرعاة»، المنشور بتاريخ 6 أغسطس (آب) الحالي، أقول إن الكاتب يقدم لنا عالما سرياليا قائما على اقتران الفلسفة بالشعر والأدب. وأنا أضعف من أن أقيّم نتاجا كهذا. هذا النص، على صغر حجمه، يضم في طياته عالما متكاملا بمقوماته، يتنقل فيه القارئ من أدناه إلى أقصاه، بالقراءة وإعادة القراءة، دون ملل. وفي كل قراءة ينكشف عالم جديد مفعم بالسيمفونية الرعوية، تملأ جوفه وتطرق أذنه بإلحاح. وحدها النظرة الخارجية ترى الظلام حيث يرى الراعي نورا. وترى العتمة حيث يرى الراعي ضوءا، وترى الوحشة حيث يرى الأنس والمؤانسة. عالم الراعي عالم مغمور في بحر من السعادة والنشوة؛ وعند انتشاله منه يتعرض، لا محالة، لإحساس مرير بالفراق والحنين إلى فردوس مفقود. بابكر جوب ـ السنغال [email protected]