«الشرق الأوسط» تنشر بنود اتفاق هدنة بين الحوثيين والسلطات اليمنية

صالح يحذر من الاستمرار في «الخروقات».. والمتحدث باسم الحوثيين يتهم أيادي خفية

يمنيون أثناء مظاهرات موالية للمعارضة ضد مقتل محتجين قبل أسبوعين في اشتباكات بين عناصر من الحراك الجنوبي وقوات الأمن في مدينة زنجبار في الجنوب (رويترز)
TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن السلطات اليمنية أبرمت أمس اتفاق هدنة قصير الأجل مع الحوثيين الشيعة. وقالت المصادر إن الاتفاق قضى بوقف إطلاق النار بين الطرفين في كافة جبهات القتال، بما في ذلك منطقة الحصامة الحدودية مع المملكة العربية السعودية، وذلك إلى ما بعد شهر رمضان المبارك، حيث يستأنف الحوار بين الطرفين.

وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن لجنة الوساطة لإحلال السلام في صعدة، التي يقودها تاجر سلاح يمني معروف، تمكنت من التوصل إلى هذا الاتفاق مع تجميد أي حوار بشأن مصير المواقع العسكرية التي استولى عليها الحوثيون خلال الأسابيع القليلة الماضية، ودون مناقشة الكثير من القضايا الخلافية والشائكة مثل قضية الأسرى من الجنود لدى الحوثيين، وكذا قضية الحوثيين المعتقلين لدى السلطات اليمنية، حيث يطالب الحوثيون بإطلاق سراح كافة أنصارهم الذين اعتقلوا منذ اندلاع الحرب الأولى في صيف عام 2004.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام، صحة المعلومات بشأن التواصل إلى اتفاق الهدنة، وقال إنه تم الاتفاق على عدد من النقاط هي: تثبيت وقف إطلاق النار، فتح الطرقات، عودة السلطات المحلية إلى المديريات لتقديم الخدمات إلى المواطنين، رفع الاستحداثات العسكرية من الطرفين، ومن ثم التفاوض حول المعتقلين الحوثيين والأسرى من الجنود والضباط.

لكن عبد السلام قال إنهم فوجئوا باستمرار المواقع العسكرية في منطقة أسفل مران برفض تنفيذ الاتفاق والاستمرار في قصف القرى والمناطق. ويشير إلى أنه وبعد الاتفاق كثفت تلك المواقع من قصفها أكثر من السابق، حسب قوله.

واتهم الناطق باسم الحوثيين ما سماه بـ«الأيدي الخفية» في القيادة العسكرية في المنطقة، بأنها تريد أن يبقى الوضع «في حالة حرب وترفض كل مساعي التهدئة، كون مواقع أسفل مران هي في حالة حرب مستمرة منذ توقف الحرب الخامسة».

وأشار عبد السلام إلى أنهم يتعاملون مع السلام «كخيار استراتيجي، كوننا من أبناء محافظة صعدة وأبناء المحافظة هم أول من يتأثر بالحرب». وأضاف أن «السلام من مصلحتنا، لكن إذا استمرت مواقع أسفل مران والملاحيظ في اعتداءاتها بحق المواطنين فإننا سنضطر إلى الدفاع عن أنفسنا». معربا في ذات الوقت عن أملهم وتفاؤلهم باستمرار الهدنة.

وحذر أمس الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مما سماه استمرار الخروقات من قبل الحوثيين في محافظة صعدة، وعبّر صالح عن أسفه واستيائه «لعدم التزام عناصر التخريب والتمرد في صعدة بعملية السلام واستمرارها في الاختراقات والاعتداءات المتكررة على المواطنين ونهب ممتلكاتهم وقتلهم وتشريد الأسر الآمنة وهدم المنازل وإحراق المزارع وقطع الطرق العامة والاعتداء على النقاط الأمنية وأفراد القوات المسلحة والأمن، وكذلك الاعتداء على المساجد والمدارس والمراكز الحكومية وعرقلة العمل في المشاريع التنموية في المحافظة».

وحمل الرئيس اليمني الحوثيين «كامل المسؤولية عن ما يحدث من تداعيات وما يترتب على الاستمرار في تلك الأعمال الإجرامية من نتائج وخسائر في الأرواح والممتلكات العامة». وقال خلال ترؤسه مساء أمس اجتماعا للجنة الأمنية العليا وقيادات وزارتي الدفاع والداخلية، إن «استمرار عناصر التمرد في ارتكاب هذه الخروقات والأعمال التخريبية يثبت إصرارها على مواصلة غيها وعدم التزامها بخيار السلام الذي أعلنته الدولة قبل عام»، في الوقت الذي دعت اللجنة الأمنية العليا في اليمن أبناء محافظة صعدة إلى التعاون مع السلطات للتصدي لـ«عناصر التخريب».

يذكر أن الأوضاع شهدت أمس هدوءا في الكثير من مناطق القتال في الوقت الذي ما زالت تبذل المساعي لرفع النقاط التي استحدثها الحوثيون في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران المجاورة لصنعاء، والتي قطعها الحوثيون أول من أمس.