النمسا تستضيف مباحثات غير رسمية حول قضية الصحراء

بمشاركة الحكومة المغربية والبوليساريو ومراقبين

TT

من المتوقع أن تختتم في النمسا اليوم جولة محادثات غير رسمية بخصوص مشكلة الصحراء، وذلك بدعوة من كريستوفر روس، الموفد الخاص لامين عام الأمم المتحدة لقضية الصحراء، يشارك فيها ممثلان للحكومة المغربية وجبهة البوليساريو، بالإضافة إلى مراقبين من دولتي الجوار الجزائر وموريتانيا، وذلك بضيافة من الحكومة النمساوية. وكانت هذه الجولة من المباحثات قد بدأت يوم أمس بمدينة دورشتاين التاريخية، السياحية الجميلة، بمنطقة الفخاو بإقليم النمسا السفلى، وسط تكتم إعلامي شديد مع حرص على إدارتها خلف أبواب مغلقة بعيدا عن أعين وسائل الإعلام. من جانبها اقتصرت ان توماس، الناطقة الرسمية باسم مكتب الإعلام بالأمم المتحدة في حديثها مع «الشرق الأوسط» على ضرورة التأكيد أن هذه المحادثات غير رسمية، وإن كانت تحظى بتأييد كامل ومطلق من مجلس الأمن الدولي، تحت إطار قراره رقم 1871، وذلك استعدادا لجولة محادثات خامسة بين أطراف النزاع. بغرض تقريب وجهات النظر والبحث عن فرص أوسع للحوار، وصولا إلى حل سياسي عادل ومقبول للمشكلة. ورفض المسؤولون بوزارة الخارجية النمساوية الإدلاء بأية تعليقات حول المحادثات، مشددين على أن دورهم يقتصر على توفير كل المتطلبات اللوجستية لإنجاح الحوار بين الأطراف كافة، انطلاقا من دور النمسا كدولة مضيف تربطها علاقات جيدة بكل أطراف النزاع، والعالم العربي عموما. هذا بالإضافة إلى الدور الهام للنمسا داخل منظومة الاتحاد الأوروبي، وكعضو في الدورة الحالية لمجلس الأمن. من جانبها علمت «الشرق الأوسط» أن الوفد المغربي يقوده وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري، فيما يقود وفد البوليساريو رئيس البرلمان الصحراوي محفوظ علي بيبة.

من جانبه كان كريستوفر روس قد أكد في تصريحات صحافية سابقة اعتقاده أنهم يسيرون في الطريق السليم بحثا عن تسوية لهذه القضية الهامة، مضيفا أن أطراف النزاع أبدت إرادة صادقة لاستكمال المفاوضات. هذا فيما كان وزير الخارجية الإسباني ميغيل موراتينوس قد استبق هذا اللقاء بالتأكيد أن بلاده وفرنسا والولايات المتحدة يتقاسمون ذات الرؤية والإرادة لإمكانية توفير حل لهذه المشكلة تحت رعاية الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن بلاده تدعم حلا يقوم على مبدأ حرية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره عبر الحوار. وأشارت مصادر صحافية إلى أن المتغيرات السياسية الجارية قد تساعد في إحداث حراك قد يدفع للإسراع بحل مشكلة الصحراء من ذلك الدعم القوي الذي يحظى به كريستوفر روس من جانب الإدارة الأميركية الجديدة، بالإضافة إلى متغيرات سياسية تشهدها حكومات المنطقة.