71 سناتورا يطالبون أوباما بالضغط على العرب للتقارب مع إسرائيل

مجموعة سلام يهودية تعتبر الرسالة مؤسفة لعدم تطرقها لواجبات إسرائيل

TT

في وقت تزداد ضغوط إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على إسرائيل لوقف نشاطها الاستيطاني، يعمل اللوبي اليهودي على عكس تلك الضغوط على أوباما وإدارته. وقدمت رسالة إلى أوباما من 71 سناتور، وقعها كل من رئيس الأغلبية الديمقراطي في مجلس الشيوخ هاري ريد ورغيس الأقلية الجمهورية ميتش ماكونيل، تطالبه بالضغط على الدول العربية للتقارب من إسرائيل. وجاء في نص الرسالة أن مجلس الشيوخ يريد معرفة «الخطوات التي تريد أن تتخذها الدول العربية وما هي توقعاتك منها خلال الأسابيع والأشهر المقبلة». وتطالب الرسالة أوباما بالضغط على الدول العربية لاتخاذ خطوات مثل «إنهاء المقاطعة لإسرائيل واللقاء بشكل علني مع مسؤوليها وإقامة علاقات تجارة علنية معها وإصدار تأشيرات دخول لمواطنيها ودعوتهم للمشاركة في المؤتمرات الأكاديمية والمهنية والمناسبات الرياضية». وتضيف الرسالة: «نؤمن أيضا أن على الدول العربية أن توقف الحملات الدعائية التي تشبه إسرائيل واليهود بالشيطان وذلك بشكل فوري ودائم». وتطلب من أوباما أن يواصل «الضغط على القادة العرب للتفكير باتخاذ خطوات درامية مشابهة بتلك التي اتخذها القادة الشجعان مثل الراحلين العاهل الأردني الملك حسين والرئيس المصري أنور السادات». وأضافت: «مثل تلك الخطوات سترسل إشارة قوية بأن الدول العربية ملتزمة بعملية السلام، وقد تساعد في مرحلة جديدة من السلام والأمن في الشرق الأوسط».

ويعتبر الضغط على الدول العربية في هذا الاتجاه من بين الأمور التي يعمل عليها المبعوث الأميركي الخاص للسلام جورج ميتشل، ولكن يبقى النشاط الاستيطاني الإسرائيلي والخطوات الإسرائيلية الاستفزازية مثل طرد العائلات العربية من القدس الشرقية عقبة أمام جهود استئناف مفاوضات السلام. وأشارت مصادر أميركية مطلعة إلى أن المسؤولين العرب أوضحوا خلال الأسابيع المقبلة أن أي خطوات تجاه إسرائيل ستكون مرتبطة بوقف النشاط الاستيطاني أولا. وأفادت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها لـ «الشرق الأوسط» بأن واشنطن تعمل على التوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين والعرب للإعلان عن خطوات متزامنة ومتبادلة في آن واحد لخلق «أجواء مناسبة لإطلاق مفاوضات سلام».

وتسعى جهات مؤيدة لإسرائيل في واشنطن لتسليط الضوء على المقاطعة العربية من أجل رفع الضغوط من عليها. وكانت لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية «إيباك» قد عملت مع السناتور الديمقراطي إيفان باي والجمهوري جيمس ريتش، لتقديم الرسالة الموجهة لأوباما لمجلس الشيوخ وتداولها للحصول على أكبر عدد من التواقيع، لتصل أول من أمس إلى 71 من 100 سناتور. إلا أنه من اللافت أن فقط 6 من 13 سناتور يهوديا وقعوا الرسالة، منهم غور ليبرمان وارلن سبيكتر، بينما السناتورات الديمقراطيون روس فاينغولد ودايان فينستاين وال فرانكن لم يوقعوا الرسالة.

ويأتي ذلك مع مطالبة مجموعة «الأميركيين من أجل السلام الآن» أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بعدم توقيع الرسالة من دون الإصرار على الضغط على إسرائيل لاتخاذ خطوات ملموسة تجاه إحلال السلام وعلى رأسها وقف الاستيطان. واعتبرت المجموعة في بيان لها بأن الرسالة الموزعة «غير مفيدة» لأنها «تتجاهل رفض إسرائيل المتواصل لوقف النشاط الاستيطاني».

واعتبر الناطق بمجموعة «الأميركيين للسلام الآن» أوري نير أن الرسالة «تبعث إشارة غير مساعدة لجهود الرئيس أوباما ولا تساعده على تقديم خطة يمكن تطبيقها للسلام». وأضاف نير لـ «لشرق الأوسط»: «من أجل خلق الأجواء المواتية لإطلاق عملية سلام، تجميد الاستيطان ذات أهمية قسوة، وبما أن الرسالة لا تشير إلى هذه المسألة فهي تضع كل الضغوط على العالم العربي، وبينما هذا النزاع هو في الأساس نزاع إسرائيلي ـ فلسطيني، تتجاهل الرسالة ما يحدث على جانبي الخط الأخضر». وتابع «أن وقف النشاط الاستيطاني من صالح إسرائيل ورأي العرب تجاه إسرائيل.. أن الأمر مؤسف». وشدد نير على أن جهود اليهود الذين يريدون السلام في المنطقة ستتواصل في واشنطن، موضحا أن منظمته في طور توزيع رسالة إلى السناتورات تدفعهم لإظهار دعمهم للرئيس أوباما. وأضاف أن السناتورات الذين لم يوقعوا الرسالة يعلمون بأن العمل على إطلاق مفاوضات سلام يحتاج إلى «فهم الأحداث بأدق تفاصيلها»، معتبرا أن قرار السناتورات اليهود الـ7 بعد التوقيع على الرسالة «يحتاج إلى شجاعة سياسية لأنهم سيتهمون بعدم دعم التطبيع (العربي ـ الإسرائيلي) من دون أن يفهم ناخبوهم تفاصيل هذه الأمور والحاجة إلى خلق أجواء تشجع السلام». وتابع أن منظمته ومنظمات أخرى تطالب بالسلام مثل «جي ستريت» تواجه ضغوطا مماثلة في الولايات المتحدة حاليا. ولم تحصل «الشرق الأوسط» على رد من البيت الأبيض حول ما إذا كان أوباما سيجيب عن الرسالة أو موقف البيت الأبيض منها.