حوصر أكثر من 700 شخص في منازلهم وربما لاقوا حتفهم، في الانهيارات الطينية التي دمرت قريتين بجنوب تايوان، بعدما اجتاح الإعصار موراكوت (الزمرد بالتايلاندية) الجزيرة، في وقت وقع انهيار ارضي هائل مساء أول من أمس بشرق الصين، أسفر عن دفن ما يزيد على سبعة مبانٍ وعدد غير معروف من السكان.
وقال هو جوي تشو، وهو جنرال كبير شارك في عمليات الإنقاذ، إن من بين المحاصرين أشخاصا دفنهم انهيار طيني كبير في هسياو لين، التي يسكنها ألف شخص، وتقع في مقاطعة كاوهسيونغ. كما حوصر كثيرون في قرية ثانية تسمى ناماهسيا. وقال تشو عبر الهاتف لوكالة «رويترز»: «إن يكونوا محاصرين فهذا معناه انه يمكن أن يكونوا أمواتا أو أحياء. غطى (الانهيار الطيني) على الأرجح الذين دفنوا في هسياو لين».
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، أن الانهيار الأرضي الذي طمر سبعة أبنية، حدث في بلدة بينجشي، الواقعة عند سفح أحد الجبال بإقليم تشيجيانج. وأفاد التقرير بأن ستة أو سبعة مبانٍ سكنية من أربعة طوابق طمرت تحت الطين والحطام؛ إثر انهيار جزء من الجبل. وتمكن رجال الإغاثة من إنقاذ ستة أشخاص، وأحدهم في حالة خطيرة، ولكن العدد الإجمالي للضحايا، الذين دفنوا جراء الانهيار لم يتضح على الفور.
وعرض تلفزيون «فونيكس» في هونغ كونغ مشاهد لرجال الإنقاذ والشرطة في موقع الانهيار الأرضي. ونتج الانهيار الأرضي عن الأمطار الغزيرة، التي تسبب في سقوطها الإعصار موراكوت.
وفي مناطق أخرى لقي 6 أشخاص حتفهم، وظل ثلاثة آخرون في عداد المفقودين بعدما وصل إعصار موراكوت إلى اليابسة في وقت مبكر مساء الأحد الماضي، وهو ما ألحق أضرارا بحوالي 6000 منزل، حيث تضرر بذلك 8,8 مليون شخص حسبما ذكرت وزارة الشؤون المدنية.
وفيما واصل عمال الإغاثة في تايوان البحث عن سكان قرى حوصروا جراء انهيارات أرضية ناتجة عن الإعصار موراكوت، ناشد المشرعون الرئيس ما يينج جيو؛ لإصدار أمر طوارئ لتنسيق جهود البحث والإغاثة. وتمكنت مروحيات تابعة للجيش صباح أمس من نقل 109 أشخاص من القرى الواقعة بالمناطق الجبلية بإقليم كاوهسيونج جنوب تايوان، لكن ما زال 2000 شخص من سكان القرى في انتظار إغاثتهم، فضلا عن 1000 شخص آخر يخشى أنهم دفنوا أحياء. وسارت إحدى فرق البحث اليوم لعدة ساعات على طول الطرق المخربة، التي غمرتها مياه الفيضانات، حتى وصلت إلى ليوكوي؛ لإغاثة القرويين في إقليم كاوهسيونج، وعثر على 26 جثة كانت متناثرة بين الصخور المنهارة. وقال سو تينج كو، رئيس الفرقة في حديث لقناة «سي.تي.آي تي.في» التلفزيونية «وفروا لنا أكياسا للجثث. لا بد من انتشال الجثث أولا».
وحتى يوم أمس، خلف الإعصار موراكوت، الذي اجتاح تايوان يومي الجمعة والسبت الماضيين،41 قتيلا على الأقل و35 مصابا، فضلا عن 60 شخصا في عداد المفقودين، طبقا لما ذكرته اللجنة الوطنية للحماية من الكوارث. ولكن من المتوقع ارتفاع حصيلة الضحايا.
وذكر المجلس الزراعي، أن إجمالي الخسائر في مجال الزراعة بلغ 8,6 مليار دولار تايواني (206 ملايين دولار أميركي) ما جعله رابع أكبر الكوارث الطبيعية من ناحية الخسائر في تاريخ الجزيرة. وناشد العديد من نواب البرلمان الرئيس ما يينج جيو لإصدار نظام طوارئ لتنسيق جهود الإغاثة وبدء أعمال إعادة الإعمار بعد الإعصار. وواصل ما يينج جيو أمس تفقد المناطق المتضررة بالكارثة في جنوب تايوان، مع إصدار التعليمات للمسؤولين لتحديد سبب الفيضانات والانهيارات الأرضية والتسريع من جهود الإغاثة. وقال: «الأكثر أهمية الآن هو إنقاذ الأحياء، ولذلك ينبغي علينا تسريع توصيل مواد الإغاثة لهؤلاء المحاصرين. وبعدها يمكن أن نفكر في كيفية إعادة الإعمار».