اللجنة المركزية الجديدة تعيد الاعتبار لتيار عرفات في «فتح» وتعكس مجمل التناقضات والأطياف السياسية في الحركة

تضم 14 عضوا جديدا مجملهم من الضفة و3 قيادات أمنية متناحرة وغياب شخصيات تاريخية

شرطي فلسطيني يمر أمام صورة للبرغوثي في بيت لحم بعد الاعلان عن انتخابه عضوا للجنة المركزية لفتح أمس (رويترز)
TT

جاءت اللجنة المركزية الجديدة لحركة فتح لتعكس مجمل التناقضات والتوجهات والأطياف السياسية المختلفة في الحركة. كما جاءت بأربعة عشر وجها جديدا يعيشون بمجملهم في الضفة الغربية، وقطاع غزة. وبعبارة أخرى فإن فتح الخارج لم تعد ممثلة في اللجنة المركزية وذلك بسبب عقد المؤتمر في الداخل لأول مرة منذ انطلاق الحركة في عام 1965.

وتعتبر اللجنة المركزية الإطار القيادي الثالث في فتح المسؤول عن تنفيذ برامج الحركة والحفاظ على سياساتها، بعد المجلس الثوري (128 عضوا) الذي سيعلن نتائج انتخابه رسميا اليوم أو غدا، والمؤتمر العام الذي يفترض أن يعقد كل 4 سنوات.

وقال مسؤول في الحركة لـ«الشرق الأوسط» «هذه هي حركة فتح.. إنها لا يمكن أن تأتي بلون واحد وأفكار واحدة.. فهي جامعة لتناقضات الشعب الفلسطيني لذلك هي الحركة التي بالفعل تمثل هذا الشعب.. وبناء على ذلك جاءت اللجنة لتمثل مجمل هذه التناقضات».

وأكدت مصادر في الحركة أن التيارين الرئيسيين الفائزين في هذه اللجنة هما تيار الرئيس الحالي محمود عباس (أبو مازن)، وتيار الرئيس الراحل ياسر عرفات. ويتمثل تيار أبو مازن بصائب عريقات (رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية) ومحمد اشتية وزير الأشغال في حكومة سلام فياض ومستشار أبو مازن خلال حملته الانتخابية لرئاسة السلطة عام 2005، وحسين الشيخ وكيل وزارة الشؤون المدنية. أما تيار عرفات فيتمثل بناصر القدوة وزير الخارجية الأسبق وابن شقيقة عرفات، الذي احتل المركز الرابع في الانتخابات، وتوفيق الطيراوي مدير المخابرات العامة السابق الذي احتل المركز السابع وجبريل الرجوب مدير الأمن الوقائي السابق في الضفة الغربية الذي احتل المركز السادس وعزام الأحمد رئيس كتلة فتح الانتخابية الذي احتل المركز 14، ومحمد المدني نائب مفوض التعبئة والتنظيم وسلطان أبو العينين المسؤول العسكري السابق وأمين سر الحركة بالمخيمات الفلسطينية في لبنان، وطبعا محمد غنيم (أبو ماهر) عضو اللجنة المركزية ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام السادس، والقائد التاريخي الحائز على أعلى الأصوات الذي، رغم انه يمثل تياره بنفسه إلا انه كان اقرب إلى عرفات في المواقف السياسية منه إلى أبو مازن، قبل وبعد اتفاق أوسلو الذي ظل يعارضه ضمنا ويرفض العودة إلى الأراضي الفلسطينية بموجبه.

واعتبر أحد الأعضاء الفائزين في اللجنة طلب عدم ذكر اسمه، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن المؤتمر السادس أعاد بنتائجه الاعتبار إلى الرئيس الراحل عرفات وسياساته.

بالإضافة إلى هذين التيارين هناك تيار محمد دحلان وكذلك تيار مروان البرغوثي القائد الفتحاوي الأسير الذي جاء في المرتبة الثانية بعد أبو ماهر. وفازت وجوها معروفة بدعمهم للمقاومة وآخرون للتفاوض، وبعضهم يدعو للمصالحة مع حماس وآخرون لمواجهتها.

وتجمع هذه اللجنة أيضا بين ثلاثة من ألد الأعداء وهم دحلان والطيراوي والرجوب، إذ كان يصعب جمع هؤلاء المسؤولين الأمنيين السابقين، على طاولة واحدة، بسبب عمق الكره في نفوس كل منهم للآخرين. ولهذا فإن المصالحة داخل حركة فتح هي التي ستتصدر جدول أعمال اللجنة المركزية، كما قال الرجوب لـ«الشرق الأوسط». وأضاف الرجوب أن المصالحة الداخلية تأتي فوق المصالحة الوطنية والحوار مع حركة حماس.

وتضم اللجنة أيضا 3 من كبار القادة السابقين للاتحاد العام لطلبة فلسطين وهم القدوة والأحمد والطيراوي، ويتوقع أن ينضم إليهم صخر بسيسو الذي سيدخل اللجنة بالتعيين ممثلا عن قطاع غزة.

وجاءت اللجنة المركزية الجديدة لتعكس عمق الرغبة في التغيير لدى أبناء الحركة بعد عشرين عاما. إذ لم يحتفظ بعضوية اللجنة المركزية من «الحرس القديم» سوى 4 فقط هم أبو ماهر غنيم باعتباره من بقايا القيادة التاريخية، وسليم الزعنون باعتباره رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، ونبيل شعث وعباس زكي. وغيبت النتائج عددا من الوجوه المعروفة داخل فتح في مقدمتهم أحمد قريع (أبو علاء) قائد الطاقم التفاوضي واحد عرابي اتفاق أوسلو ورئيس الوزراء الأسبق الذي كان يعد نفسه لخلاف أبو مازن، وحكم بلعاوي وزير أمين سر المركزية في الضفة، وانتصار الوزير وزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة، وعبد الله الافرنجي ونصر يوسف وزير الداخلية الأسبق الذين لم يحالفهم الحظ بالفوز. والخارجون من اللجنة أيضا أو بالأحرى الذين لم يرشحوا أنفسهم أو لم يشاركوا في المؤتمر، هم فاروق القدومي أبو اللطف الذي كان يعارض عقد المؤتمر في الأراضي الفلسطينية بسبب وجود الاحتلال وأثار ضجة كبيرة باتهام أبو مازن ودحلان بالضلوع في تصفية الرئيس الراحل عرفات، وزكريا الأغا (غزة) لم يرشح نفسه وهاني الحسن (مريض في عمان ولم يرشح نفسه) وصخر حبش (مريض في رام الله ولم يرشح نفسه).