تشيني يبدأ إظهار إحباطه من بوش: تحول لسياسي عادي في فترته الثانية

الرئيس السابق بدأ يرفض نصائح نائبه

نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني
TT

بعد سنوات من الإشادة بالرئيس الأميركي السابق جورج بوش باعتباره رجلا ذا عزيمة، بدأ نائبه السابق ديك تشيني يقول إنه في نهاية الأمر اتضح أن الرئيس السابق لا يعدو كونه سياسيا عاديا.

وبعدما انشغل تشيني في الشهور الأولى من الخروج من السلطة بالصراع العلني ضد ما يعتقد أنه أجندة «اليسار المتطرف» التي ينتهجها الرئيس الجديد (باراك أوباما)، بدت مشاعر إحباط تشيني تجاه الرئيس السابق تظهر مؤخرا على السطح. وفضل تشيني قاعدة الإنصات أكثر من الحديث، في واحدة من الجلسات غير الرسمية التي أجراها لمناقشة مذكراته مع عدد من الكتاب والدبلوماسيين والخبراء المعنيين بالسياسات وزملاء سابقين له، عندما سئل عن الأمور التي يشعر حيالها بالندم.

ونقل أحد المشاركين في لقاء حضره تشيني مؤخرا، أن رد نائب الرئيس السابق في هذا الصدد تمثل في أنه «في فترة الرئاسة الثانية راوده الشعور بأن بوش يبتعد عنه. وأبدى بوش قابلية أكبر للتأثر بالانتقادات ورد فعل الرأي العام، وأصبح يبدي ميلا أكبر إلى رفض نصائح تشيني، وجاء إظهاره قدرا من الاستقلالية بمثابة مفاجأة لنائبه، الذي قامت سياسته على اتباع نهج شديد الصرامة طوال الوقت، وعدم الاعتذار أبدا، وعدم تقديم تفسير أو تبرير قط، بينما تحرك بوش بدرجة أكبر باتجاه محاولة التوصل إلى حلول وسط.

وقال جون بي هناه، مستشار الأمن القومي لتشيني خلال فترته الثانية في البيت الأبيض، إن نائب الرئيس السابق يتحرك الآن مثلما كان الحال دوما، انطلاقا من خوفه من كابوس حصول دولة معادية على أسلحة نووية وتمريرها للإرهابيين. وحملت بعض الخلافات بين الرئيس ونائبه طابعا شخصيا أكبر. في أعقاب إعفاء بوش دونالد رامسفيلد وزير الدفاع السابق من مهام منصبه، أما عمق الأسى الذي انتاب تشيني فهو حيال صديق آخر مقرب له، وهو مدير مكتبه السابق لويس ليبي.