الفطر.. فتيل «حرب تهريب» عبر الحدود بين النمسا وإيطاليا

عصابات تجمعه من الحقول تحت تمويه السياحة

TT

إنها معارك حقيقية تشمل «الكر والفر» ولا ينقصها غير قرقعة السلاح. هذا هو الوصف الأمثل للحالة السائدة اليوم بين الجهات الرسمية والشعبية في إقليم كارينثيا، بجنوب النمسا، وعصابات الجريمة المنظمة الإيطالية الناشطة في مجال تهريب الفطر (عش الغراب) من كارينثيا إلى إيطاليا. يشكل الإقليم بحكم موقعه الجغرافي رقعة كبيرة من الحدود المشتركة بين إيطاليا والنمسا، وفي ظل العمل وفق اتفاقية شينغن الأوروبية أصبح الدخول والخروج عبر حدود الدول المشمولة بالاتفاقية متيسرين من دون حواجز أو موانع، ومن دون رقابة أو تفتيش. وهذا الوضع يثير حنق مالكي الأراضي الزراعية الشاسعة في كارينثيا حيث ينمو الفطر على الطبيعة، قبل أن يتدخل الإنسان لتوسعة رقعته وترقيتها باستخدام معدات وطرق زراعية حديثة مما ساعد على جعل الفطر مصدر دخل كبير لتلك الأراضي، وثروة قومية للإقليم وللنمسا. ومن جانبها تنشط عصابات الفطر الإيطالية، بجمعه وتهريبه عبر الحدود عن طريق تظاهر عناصرها بأنهم سياح يتجولون في ريف الإقليم الجميل. وفي حين تسمح القوانين المحلية للسياح بقطف ما لا يزيد عن كيلوغرامين فقط من الفطر في اليوم الواحد، فإن أفراد العصابات يجمعون ويكدسون كميات كبيرة منه داخل العربات السياحية الضخمة «الكرافانات» التي يقودونها ظاهريا للتمويه وكأنهم يقيمون بداخلها. ويعتمدون على هواتفهم الجوالة في تنبيه بعضهم بعضا لتجنب الرقابة، سواء من الشرطة التي تبادر فورا إلى مصادرة الكميات المسروقة، وتحرير بلاغات قانونية، أو من الشباب المتطوعين الذين انخرطوا في جمعيات ترفع شعار «الرقابة لحماية الطبيعة بإقليم كارينثيا» وتتصدى لعمليات القطف غير القانوني للفطر النمساوي.