تراجعت نسبة العاطلين في المغرب.. وخفت المظاهرات أمام البرلمان

3 جمعيات تضم عاطلين قررت حل نفسها بعد توظيف أعضائها

متظاهرون من الجامعيين العاطلين أمام احدى الوزرات في الرباط («الشرق الأوسط»)
TT

قال تقرير حكومي إن نسبة العاطلين عن العمل من خريجي الجامعات في المغرب عرفت تراجعا، وبالتزامن مع هذا الوضع تراجعت وتيرة المظاهرات في الرباط التي يشارك فيها خريجون عاطلون من مختلف التخصصات، وفي غضون ذلك أعلنت ثلاث جمعيات كانت تضم عاطلين عن حل نفسها.

وأعلنت الجمعيات قرار حلها قبل أيام، بعد أن تم توظيف جميع الخريجين الذين كانوا ينتمون لها وعددهم 1134 خريجا في عدد من الوزارات وهي وزارة التربية والتعليم، والداخلية، والصحة، والأوقاف، والتعليم العالي، والمندوبية العامة لإدارة السجون. وكان قرار توظيف هؤلاء العاطلين اتخذ من طرف عباس الفاسي رئيس الوزراء في فبراير (شباط) الماضي، حيث أعلن عن تخصيص 10 في المائة من الوظائف المقررة في ميزانية الدولة هذه السنة لخريجي الجامعات العاطلين عن العمل. وكان الخريجون العاطلون يدخلون في مواجهات يومية مع رجال الأمن أمام البرلمان حتى تحول الأمر إلى مشهد يومي اعتاد عليه سكان الرباط والمارة في شارع محمد الخامس الذي يتوسط العاصمة المغربية. وكثيرا ما يستعمل رجال الشرطة الهراوات في تفريق المتظاهرين، لكنهم في بعض الأحيان يراقبون هذه المظاهرات دون تدخل.

وكان تقرير أصدرته المندوبية السامية للتخطيط (وزارة التخطيط) أشار إلى أن معدل عدد العاطلين عن العمل عرف تراجعا بنسبة 11.8 في المائة على المستوى الوطني حيث تراجع من مليون و33 ألف عاطل خلال النصف الثاني من العام الماضي إلى 911 ألفا خلال نفس الفترة من السنة الحالية أي بانخفاض 122 ألف عاطل. وأشار التقرير إلى أن معدل البطالة استقر في 0.8 في المائة خلال النصف الثاني من السنة الحالية مقابل 1.9 في المائة في نفس الفترة من السنة الماضية. وانخفض معدل البطالة من 14 في المائة إلى 12.6 في المائة بالوسط الحضري، ومن 3.9 في المائة إلى 3.0 في المائة بالوسط القروي.

يشار إلى أن معظم خريجي الجامعات من العاطلين يفضلون العمل في القطاع الحكومي ومؤسسات القطاع العام، ويرفضون في الغالب العروض التي يقدمها القطاع الخاص، على أساس أنه قطاع هش لا يتوانى عن تسريح العمال والموظفين إذا واجه مشاكل مالية.

وهنك فئة أخرى من الجامعيين العاطلين اختارت التظاهر اليومي أمام مختلف الوزارات والمقرات الحكومية، وهي فئة المكفوفين التي تطلق على نفسها «المجموعة الوطنية للمكفوفين العاطلين» وتلجأ هذه الفئة من حين إلى آخر إلى أساليب عنيفة للفت الانتباه، مثل محاولات الانتحار عن طريق سكب البنزين على الجسد. وتحاول هذه الفئة عادة جلب اهتمام الصحف إلى الأساليب العنيفة وغير المعتادة حتى تضمن أكبر قدر من التغطية الإعلامية.