حزب الدعوة: الائتلاف الجديد أخذ اسمه منا وترك المضمون

أحد قيادييه: طلبنا منهم التريث لكنهم تعجلوا

TT

على الرغم من تكرار الدعوات التي أطلقها قياديو الائتلاف العراقي الموحد، وجاء آخرها على لسان عمار الحكيم خلال تشييع جثمان والده عبد العزيز الحكيم في بغداد أول من أمس، لحزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي للانضمام إلى الائتلاف الوطني العراقي الجديد استعدادا للانتخابات البرلمانية في يناير (كانون الثاني) المقبل، فإن سياسيين عراقيين تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» استبعدوا أن يلبي المالكي هذه الدعوات، مؤكدين أن ورقة حزب «الدعوة» الرابحة كانت خروجه من الائتلاف فكيف يعود إليه من جديد؟

الأمين العام للتيار الوطني المستقل وأحد أبرز المنشقين عن الائتلاف العراقي الموحد عضو البرلمان نديم الجابري، استبعد تماما عودة «الدعوة». وقال «بعد النجاحات التي حققها حزب المالكي في انتخابات مجالس المحافظات، وبعد كل هذه النتائج فإن المالكي لن يقع في خطأ الانضمام لأي تكتل طائفي، خاصة أن المالكي تبنى المشروع الوطني، ومن الطبيعي جدا أن المالكي وقف على كل هذه الأسباب وأسباب فوزه بالانتخابات الماضية، ومن بينها خروجه عن سياسات الائتلاف وما أحرزه من تقدم في الملف الأمني، وكافأه الجمهور على ذلك». وأكد الجابري أن «المالكي سيكون الخاسر الأول فيما لو عاد للائتلاف».

رئيس تجمع عشائر الأنبار الشيخ علي الحاتم، قال بشأن إمكانية تحالفه مع المالكي خصوصا بعد إعلانه أول من أمس تشكيل «بيارق العراق»، إن الكلام عن التحالف «سابق لأوانه، لكنه داعم ومساند للمالكي، وإن تجمع بيارق العراق أي عشائر العراق هو تجمع لا يريد المشاركة في العملية السياسية ككيان سياسي، بل إن هذا التجمع هو تجمع عشائري، وهنا يجب أن نكون ساندين لشخصية أو كيان نجد فيه الخطاب الفعلي وليس الأقاويل. يجب أن نسعى لبناء العراق، وكما حققنا الاستقرار الأمني يجب أن نحقق استقرارا سياسيا أيضا». وأضاف الحاتم «لقد مل الجميع هذه اللهجة التي تنادي بالوطنية، لكن الجوهر طائفي.. نحن نريد شخصية وطنية بشكل فعلي، وليست المشكلة من تكون هذه الشخصية أو ماذا تمثل، المهم أن تكون ملبية لطموح العراقيين أجمع، ونحن سندعمها». وبشأن ما إذا كانوا سيواصلون دعم المالكي في حال انضمامه للائتلاف قال الحاتم «نحن نرى أن المالكي هو الأقرب لعشائر العراق، ونحن ندعم شخصية المالكي ولا ندعم حزب الدعوة».

ويرى محللون أن المالكي يحاول حاليا ضم جهات وطنية إليه للظهور بمظهر غير طائفي والفوز بالانتخابات البرلمانية المقبلة، وتقول د.وصال العزاوي، أستاذة العلوم السياسية بجامعة النهرين، إنه «في حال عدم انضمام حزب الدعوة في نهاية المطاف إلى الائتلاف الوطني العراقي، فإن المالكي سيضطر للجوء إلى مجالس العشائر في محافظة الأنبار والعلمانيين والمستقلين، وإذا نجح في ذلك فستكون لديه فرصة للفوز».

إلى ذلك، أكد حيدر العبادي القيادي في حزب الدعوة، وهو واحد من المقربين من رئيس الوزراء نوري المالكي، أن المفاوضات مع الائتلاف الوطني العراقي ومع بقية الائتلافات العراقية ما زالت مستمرة.

وقال العبادي لـ«الشرق الأوسط» لقد «كانت لدينا مفاوضات، واقترحنا الاسم (الائتلاف الوطني الموحد) على أن يشمل المحتوى أيضا، وتم اختيار اسم الائتلاف الوطني العراقي الذي اقترحه حزب الدعوة، ثم لم تتم مناقشة بقية المقترحات بأن يكون الائتلاف خيارا وطنيا في المحتوى أيضا».

وأضاف العبادي «نريد خيارا وطنيا في الاسم والمحتوى، وليس لدينا فيتو على أي مكون في الائتلاف، ونريد أن نسير في خط وطني بعيد عن المحاصصة، وأن ننظر إلى شروط المرشحين، لان الانتخابات ليست لعبة، وقد جربنا المحاصصة وخسرنا الكثير، وجربنا في دولة القانون الابتعاد عنها ونجحنا».

وكان المالكي قد شارك في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي بقائمة «دولة القانون» وحقق فيها نجاحا ساحقا.

وأكد العبادي «لا معنى لانضمامهم (قوى الائتلاف) لنا أو انضمامنا لهم ما لم تكن هناك ثوابت وطنية نتفق عليها. لقد طلبنا التريث في الإعلان عن الائتلاف، لكنهم أسرعوا في الإعلان، ولم يكن المهم من سيعلن الأول عن ائتلافه، المهم هو من سيربح كفة المواطنة الحقيقية ويبتعد عن المحاصصة».

وأشار العبادي إلى أن «الائتلاف الذي ندعو إليه هو ائتلاف يبتعد عن المحاصصة وكل ما من شانه أن يعرقل الحياة السياسية في العراق، ونتمنى أن ينضم إليه الائتلاف العراقي الموحد أو ننضم إليه، والمباحثات في كل المستويات ما زالت مستمرة». كما نفى العبادي أن تكون هناك انشقاقات أو خلافات بين قيادات حزب الدعوة على خلفية عدم انضمام الحزب إلى الائتلاف الوطني العراقي.