مفتي عام السعودية: الذين يسفكون دماء المسلمين ويستبيحونها ليسوا بمؤمنين

حذر من تكفير وتفسيق الناس بعضهم بعضا ووصف العمليات الإرهابية بالبلايا التي ابتُليت بها أمة الإسلام

TT

حذر الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الناس من عثرات اللسان لدرجة تكفير وتفسيق وتضليل بعضهم بعضا، وقال: «إن من عثرات اللسان أن ترى أحدهم يحكم على هذا بالكفر وعلى ذاك بالفسق وعلى ثالث بالضلال وهم براء مما يقول».

وأشار المفتي خلال لقائه الليلة قبل الماضية بمنسوبي وزارة الداخلية في نادي ضباط قوى الأمن بالرياض، إلى أن ما حمل البعض على هذا التصرف «ضعف الإسلام في قلبه وكون صلاته وزكاته وصومه وحجه لم تؤثر في أخلاقه وسلوكه»، وتساءل: «بأي شيء كفّرت وبدّعت وضلّلت وفسّقت؟ أعلى بينة اطلعت، أم هي تخرصات وظنون وأفكار سيئة وطاعة عمياء لقادة السوء والشر والفساد الذين يملأون قلوب الناس حقدا وحسدا وغيظا عليهم؟».

وكان المفتي العام قد شكر الله على سلامة الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية من تداعيات الحادث الإرهابي الذي تعرض له، وقال: «الحمد لله على فضله وكرمه والله على كل شيء قدير، فحفظه الله وسلم هذا الأمير الرجل الطيب المبارك النشيط العامل، حفظه الله من كيد أولئك والحمد لله على فضله، ونسأل الله لنا وله المزيد من فضله وأن يمد في عمره في طاعة الله».

وشدد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ على أن الذين يسفكون دماء المسلمين ويستبيحونها بطرق إجرامية وعمليات انتحارية يشجبها الإسلام ويتبرأ منها ومن أهلها «ليسوا بمؤمنين»، وقال: «لو كانوا مؤمنين ما سفكوا الدم الحرام، وما تعاونوا مع الأعداء ولا تدربوا على هذه العمليات الإجرامية الخبيثة البغيضة التي أضرت بالأمة الإسلامية وألحقت الأذى العظيم بها»، ووصف العمليات الإرهابية بـ«البلايا إنما ابتُليت بها أمة الإسلام»، وقال معبرا عن الأسف: «كل يوم نسمع تفجيرا هنا ودمارا هناك، وتذهب مئات من أرواح البشر في لحظة واحدة على يد مجرم لا خير فيه مُحِيَ الإسلام من قلبه، وامتلأ قلبه حقدا على الإسلام وأهله فسفك الدم الحرام بهذه العمليات الانتحارية الإجرامية الظالمة المقيتة التي تدل على أن مرتكبها فاقد للإيمان. نسأل الله العافية»، وبيّن أن المسلم إذا لم يسلم المسلمون من شر لسانه ولم يسلموا من شر يده دل على أن إسلامه فيه نقص وخلل.

وقال إن «الإرهابيين وأرباب المخدرات ودعاة الفساد والشر هم أعوان على الإثم والعدوان يعين بعضهم بعضا على الظلم والجور وأكل المال بالباطل والإفساد في الأرض والسعي فيها بالفساد».

وبيّن أن المسلم ما يزال في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما، وقال: «إن الدماء غالية عند المسلم الحق، عظيم شأنها، لا يقدم عليها ولا يعين عليها من قريب ولا من بعيد، حتى إذا جاءه المضلون والمخربون وأرباب الفتن يدعونه إلى سفك الدم قال: لا».

وأضاف أن المسلم الحق «لا يتخذه الأعداء مطية لهم لينفذ أغراضهم فيقتل الأبرياء ويسفك الدماء بغير حق، ويكون رده: هذا أمر محرم علي في ديني وأنا ملتزم به، فمثل هذا يأمنه الناس على دمائهم لعلمهم أنه المؤمن الحق الذي امتلأ قلبه إيمانا»، مشددا على أن الذين لا يحترمون أموال المسلمين ويستحلونها «ليسوا بمؤمنين»، وقال: «الإيمان يمنعك من سفك الدم ويمنعك من نهب المال، ويمنعك من الظلم والعدوان».

وأكد المفتي العام للمملكة أن «المسؤولين عن أمن البلد هم في الدرجة الأولى من المسؤولية وأعمالهم تُشكر... لكن لا بد أن يشد المواطن من أزرهم، ويوقن أنه عين ساهرة وفرد مسؤول في المجتمع لأن مجتمعنا المسلم قائم على قوله تعالى: (وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)». وأوضح أن وزارة الداخلية ممثلة في وزيرها ونائبه ومساعده لهم مواقف يشكرون عليها وأمور يقومون بها ومسؤولية قاموا ويقومون بها، مبينا أن هذا البلد «فريد بين دول العالم في النعم والأمن والاستقرار، وأنه بلد مترامي الأطراف جعله الله بلدا واحدا في انتظام أموره وانتظام الراعي والرعية وما بين القيادة والرعية من مودة وارتباط وصلة وثيقة «جعلت هذا الأمن يستتب وجعلت الأعداء يزدادون حقدا علينا ويزدادون كراهية لنعمة الله علينا، ولكن ولله الحمد كلما كادوا كيدا وكلما مكروا مكرا فإنه يعود عليهم، (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)».