لام أكول: قيادة الحركة الشعبية فاقدة للوعي وباتت أداة للدول المعادية للسودان

وزير الخارجية السابق أشار إلى وجود صراعات داخلية وفشل الحركة في بناء حزب وتقلص شعبيتها

TT

وجه الدكتور لام أكول رئيس الحركة الشعبية جناح التغيير والديمقراطية، المنشق عن الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب، هجوما عنيفا على حركته السابقة وقيادتها، واتهمها بالفشل السياسي. ووصف الحركة الشعبية بأنها «أصبحت سفينة بلا قطبان». كما اتهم أكول الشماليين في الحركة الشعبية بأنهم «انتهازيون حولوا الحركة الشعبية إلى بقرة حلوب».

جاء حديث أكول، في كلمة له أمام أول مؤتمر لحزبه المنشق عن الحركة الشعبية، ولكن مؤتمر الحزب عصفت به خلافات حادة، يتوقع مراقبون أن تؤدي إلى انشقاق داخل الحزب في مقبل الأيام. وشن نائب أكول في الحزب الوليد أنور موسى هجوما عنيفا على أكول واتهمه بـ«التزوير والتلاعب» في وثائق المؤتمر، وهدد أنه «في حال عدم تأجيل أكول المؤتمر القائم فإنه سيضطر إلى عقد مؤتمر آخر للحزب». ولكن جمال السراج الناطق باسم حزب أكول قال لـ« الشرق الأوسط» إن حديث موسى هو فرفرة المذبوح، وقال إن موسى فصله أكول من الحزب قبل أيام بسبب مخالفات وقعت في الدار، وبسبب العثور على قطعة سلاح في دار الحزب، يعتقد أن موسى له صلة بها، وكان يسعى بذلك للانقلاب على أكول. ويتهم خصوم أكول في الحركة الشعبية، خصوصا، بأنه شخص متردد، وأن حزبه عبارة عن لافتة من لافتات حزب المؤتمر الوطني الغرض منه إضعاف الحركة الشعبية. وشغل أكول منصب وزير خارجية لمدة عامين، ضمن حصة الحركة الشعبية في حكومة الوحدة الوطنية في البلاد، المكونة من حزب المؤتمر الوطني بزعامة البشير والحركة الشعبية بزعامة النائب الأول للرئيس سلفا كير، والتي نشأت بعد اتفاق السلام الموقع عام 2005.

ووصف أكول أمام مؤتمر حزبه الذي عُقد في قاعة الصداقة بالخرطوم، قيادات الحركة الشعبية بأنها فاقدة الوعي السياسي والثقافي والتخطيط المؤسسي والرأي المدروس، وتعمل لإشباع رغباتها ومنافعها الشخصية، واعتبرها أداة طيعة للدول المعادية لاستقرار البلاد. وأضاف أن القيادة الجديدة للحركة الشعبية لم تكن على مستوى هذه التحديات «وألقت الحبل على الغارب وسيطرت على الحركة فئة أنهكت الحركة في صراعات داخلية لا مبرر لها ثم في مواجهات مستمرة مع شريكها في اتفاقية السلام الشامل»، وقال: «وعليه لم يكن من المستغرب عندما فشل في بناء الحزب ولعب الدور المطلوب منه في إدارة البلاد، خصوصا جنوب السودان حيث تسيطر الحركة على الحكومة هناك».

وقال أكول إن قيادة الحركة مجموعة تميزت بأن تلقي فشلها وأخطاءها على الآخرين. وأوضح: «لم يكن أمامنا سوى خيار الانفصال». وأضاف أن «الحركة تتكون الآن من مجموعات متحالفة متحدة يحتاج التعامل معها إلى بُعد نظر وإنصاف ومقاومة كل محاولات إقصاء الآخرين». وذكر أن قيادة الحركة الشعبية «فشلت ونحن على مشارف الانتخابات العامة في بناء حركة قومية قادرة على استيعاب كل أبناء السودان بمختلف أعراقهم وثقافاتهم، وقال إن خير مثال لفشلها هذا الانحسار الواضح في شعبية الحركة في كل مناطق السودان وبصورة واضحة لا تخطئها العين هناك التردي في كل مناحي الحياة الذي طال جنوب السودان مما جعل المواطنين في جنوب البلاد يتحسرون على الأيام الخوالي ويصفون بألم شديد أيام الحرب الماضية بأنها كانت أكثر أمنا بالمقارنة مع واقع حالهم في ظل سيطرة القيادة الحالية للحركة على حكومة جنوب السودان».