سولانا يشيد بجهود الموفد الأميركي ميتشل.. وسليمان يشدد على حق العودة للفلسطينيين

دعا من بيروت إلى تسريع تشكيل الحكومة اللبنانية «لمصلحة الجميع»

الرئيس اللبناني ميشال سليمان خلال لقائه أمس خافيير سولانا في قصر الرئاسة في بعبدا (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

دعا أمس المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى «الإسراع في تأليف الحكومة (اللبنانية) قدر الإمكان»، معتبرا أن ذلك يصب «في مصلحة الجميع». وقال، خلال زيارته لبنان حيث التقى كلا من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس البرلمان نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري ووزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، إن الاتحاد الأوروبي «يهمه أن يرى الحكومة قد تألفت من أجل تعاون أفضل بعضنا مع بعض».

وتركز الشق الثاني والأهم من الجولة التي قال إنها «استطلاعية في بعض دول المنطقة»، على «تقويم الوضع الإقليمي وإيجاد طريقة لإعادة إطلاق ديناميكية عملية السلام في الشرق الأوسط المجمدة منذ زمن». ولفت إلى «أن الجهود تتكثف وتتضاعف قبل انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة»، آملا في «أن يصدر عنها إعلان مهم يعيد إطلاق العملية السياسية في المنطقة في هذه اللحظة المهمة من التاريخ وفي ظل الالتزام الأميركي والعمل الدؤوب الذي يقوم به السناتور جورج ميتشل». كما تمنى «إيجاد وسيلة بين الأسرة الدولية وإسرائيل لحماية عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم». وأعرب عن أمله في «تأليف الحكومة سريعا وقبل انعقاد الجمعية العمومية»، منوها بدور سليمان «البناء والإيجابي دائما في حل العقد والأزمات الداخلية على كل المستويات وفي شتى المجالات».

بدوره، شدد سليمان، خلال استقباله سولانا، على أهمية «إعطاء اللاجئين الفلسطينيين حق العودة إلى بلادهم»، مكررا الإشارة إلى أن «أي حل في المنطقة يغفل هذا الحق قد يتسبب بنشوء مشكلات جديدة انطلاقا من لبنان». وأكد «ثبات الموقف اللبناني حيال الواقع الإسرائيلي القائم على الخروق اليومية المستمرة وحيال استمرار احتلال إسرائيل أجزاء من الأراضي اللبنانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر»، آملا في «أن تأخذ المبادرات الأميركية والأوروبية الجديدة هذا الواقع في الاعتبار». وبعد زيارته بري، قال سولانا إن «المحادثات كانت جيدة جدا»، وتناولت «تأليف الحكومة، هذه القضية التي تهم البلاد كثيرا وتتعلق بمستقبلها»، آملا في أن «تنجز في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «كما تعلمون فإن الاتحاد الأوروبي يتعاون جيدا مع بلادكم، ويهمنا أن نرى الحكومة تشكلت من أجل تعاون أفضل بعضنا مع بعض. وعلى الجميع أن يتعاونوا على تأليف الحكومة قدر الإمكان». وأضاف: «الأزمة الاقتصادية بدأت تشهد بعض الاحتمالات الإيجابية، لذا فإن تأليف الحكومة أمر أساسي للاستفادة من هذا التطور بأفضل شكل ممكن. وهذا أمر نرغب في ألا يحصل ونراه ونسعى لكي نساعد في هذا المجال قدر الإمكان». وعقب لقائه الحريري، قال: «نريد أن نرى الحكومة قد تألفت في أسرع وقت ممكن. نحن في الاتحاد الأوروبي لدينا علاقات متينة جدا مع بلادكم. ولكي نحافظ على هذه العلاقة ونعززها، من المهم جدا أن تكون هناك حكومة بعد الانتخابات التي تمت، فالإسراع في عملية التأليف لمصلحة الجميع. وهذا يشكل أيضا ضرورة لتعزيز العلاقات الثنائية بيننا. كما تحدثنا عن الأوضاع الإقليمية، والعلاقات مع بعض الدول في المنطقة وإمكان إطلاق ديناميكية جديدة في عملية السلام وإمكان إطلاق مبادرات وخطوات مهمة خلال انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي ستعقد خلال سبتمبر (أيلول) الحالي». وأضاف: « سنواصل التعاون مع لبنان، والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي ستترسخ قدر المستطاع، هي الآن جيدة جدا، لكنها يمكن أن تصبح أفضل في ظل وجود حكومة جديدة نريد أن نراها قد تشكلت في أسرع وقت ممكن لتمتين هذه العلاقة».