انتحاري جدة استغل قضية زوجة الشهري وأطفالها وزعم رغبة آخرين في الأمان

الداخلية تبث المكالمة الهاتفية: الأمير محمد بن نايف للمطلوب.. تهمني زوجة سعيد وأطفالها أكثر منكم * اللواء التركي لـ«الشرق الأوسط»: هناك معلومات تقتضي المصلحة عدم الإفصاح عنها * الانتحاري فجر نفسه خلال مكالمة مع مطلوبين في اليمن

صور الانتحاري بعد تفجير نفسه وقد تطايرت أشلاؤه.. وحجبت «الشرق الأوسط» أجزاء من الصور الصادمة للنفس حفاظا على مشاعر القراء.. يذكر ان «الشرق الأوسط» تبنت سياسة عدم نشر صور الجثث إلا في حالات استثنائية منها نشر هذه الصور اليوم التي تثبت بشاعة الجريمة وتفكير مخططيها (الصور من واس)
TT

كشف وزارة الداخلية السعودية أمس تفاصيل جديدة حول محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها مساء الخميس الماضي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية، وتبناها تنظيم القاعدة عندما فجر انتحاري زعم أنه يريد تسليم نفسه خلال لقاء الأمير. وأكدت الداخلية السعودية أن الانتحاري الإرهابي هو عبد الله بن حسن بن طالع عسيري أحد المطلوبين في قائمة الـ 85. وأذاعت مقتطفات من مكالمة هاتفية بينه وبين الأمير محمد كان الانتحاري يزعم فيه رغبته وآخرين في طلب الأمان.

وزعم العسيري، أنه يحمل رسالة من زوجة المطلوب أمنيا سعيد الشهري وأطفالها، وعدد من المطلوبين، الذين يرغبون بأخذ الأمان قبل العودة إلى الأراضي السعودية، وكان يقول ذلك تمهيدا للسماح له بمقابلة الأمير محمد بن نايف شخصيا، لتنفيذ مهمته الانتحارية.

وخلال الاتصال الهاتفي، كان الأمير محمد بن نايف صريحا مع الانتحاري العسيري، حينما قال له إن زوجة سعيد الشهري وأطفالها أهم لديه منهم، أي الإرهابيين، وكان أول ما سأل عنه مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية منفذ الهجوم الفاشل، عن حال هذه المرأة وصغارها.

وعكس فحوى الاتصال الذي جرى بين الانتحاري والأمير محمد بن نايف، حرص الأخير على عدم إعطاء الوعود البراقة للعسيري والمجموعة الذين معه، في عدد من الجوانب، وتحديدا في ناحية عدم مقدرة الدولة على إجبار أصحاب الحقوق المتضررة من أعمال تنظيم القاعدة عن التنازل عن حقهم الخاص.

وحاول تنظيم القاعدة في هذه العملية، استغلال التنسيق القائم بين السلطات السعودية واليمنية من أجل استعادة زوجة المطلوب أمنيا سعيد الشهري وأطفالها من قبضة تنظيم القاعدة.

وقال اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه بأمر من الأمير محمد بن نايف، تم إرسال طائرة خاصة لنقل الانتحاري عسيري من المنطقة الحدودية الجنوبية، إلى محافظة جدة، للالتقاء به.

وكان الانتحاري عسيري يطلب أن يتصل من قصر الأمير محمد بن نايف على مجموعة من المطلوبين أمنيا في اليمن، ليعطيهم الأمان للعودة إلى الأراضي السعودية.

غير أن هذه لم تكن سوى خطة من التنظيم، لتثبيت مسألة وصول المنفذ للشخصية التي كانوا ينوون استهدافها.

وأوضح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه بعد وصول عسيري إلى قصر الأمير محمد بن نايف، تم تأمين اتصال بالأشخاص الذين زعم بأنهم أرادوا التوبة، وذلك من الاتصالات الخاصة بقصر الأمير، وخلال هذه المكالمة فجر الانتحاري نفسه.

ولم يستطع التركي الجزم ما إذا كان تفجير عسيري، تم من الأراضي اليمنية. وقال إن أجهزة التحقيق المعنية توصلت لنتائج تقتضي مصلحة التحقيق عدم الإفصاح عنها.

وخيم الحزن والوجوم على الحي الذي يقطنه حسن عسيري، والد الانتحاري عبد الله، والذي علمت «الشرق الأوسط» أن حالتها الصحية باتت صعبة مع تأكيد تنفيذ ابنه للعملية.

وفي ما يلي نص بيان وزارة الداخلية: الحمد الله القائل في محكم كتابه «استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا».

صرح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية بأن مرتكب حادث الاعتداء الذي تعرض له مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية مساء يوم الخميس السادس من شهر رمضان المبارك لعام 1430هـ هو أحد المطلوبين الذين سبق الإعلان عنهم وهو المدعو/عبد الله بن حسن بن طالع عسيري الذي قدم إلى المنطقة الحدودية مع الجمهورية اليمنية الشقيقة مستغلا الجهود المتواصلة والتنسيق القائم مع الأشقاء في اليمن لاستعادة المرأة السعودية وأطفالها التي سبق وأن غادرت البلاد بطريقة غير مشروعة وبدون علم أولياء أمور الأطفال حيث زعم هذا المطلوب بأنه ينقل رسالة من المرأة وأطفالها ومجموعة من السعوديين الذين يعيشون أوضاعا بالغة السوء ويرغبون في العودة إلى الوطن وذلك بعد أن اتضحت لهم الرؤية وندموا على ما بدر منهم وأنهم يطلبون الأمان من ولاة الأمر من خلال الاتصال بسمو مساعد وزير الداخلية شخصيا. وبعد وصوله إلى المملكة مكن من الاتصال الهاتفي بسموه.

وفي ما يلي مقاطع مما تضمنه ذلك الاتصال...

المكالمة الهاتفية:.

* الأمير محمد بن نايف: السلام عليكم الأخ عبد الله.

ـ المنتحر: نعم نعم.

* الأمير محمد بن نايف: كيف الحال.. القوة؟

ـ المنتحر: الحمد لله كيف حالكم؟

* الأمير محمد بن نايف: بخير كل عام وانتم بخير.

ـ المنتحر: وانت بخير أن شاء الله.

* الأمير محمد بن نايف: كيف صحتك؟

ـ المنتحر: مبروك رمضان.

* الأمير محمد بن نايف: الله يبارك فيك عسى ما تعبتو.

ـ المنتحر: الحمد لله.

* الأمير محمد بن نايف: وشلون اخوك ابراهيم عساه طيب.

ـ المنتحر: طيب الحمد لله.

* الأمير محمد بن نايف: أبشرك ترى الوالد والوالدة كلهم طيبين ولله الحمد أمورهم زينه وكل شي زين.

ـ المنتحر: اللهم لك الحمد.

ـ المنتحر: ونسأل الله عز وجل أن يتمم.

* الأمير محمد بن نايف: اللهم آمين اللهم آمين.

ـ المنتحر: عسى الله بيسر الأمور.

* الأمير محمد بن نايف: أبد الأمور متيسرة ما دام الإنسان يحط الله بين عيونه أموره متيسرة.

ـ المنتحر: إن شاء الله.

* الأمير محمد بن نايف: في ذهنك شي ودك تسألني اياه.

ـ المنتحر: والله علي أني أقابلك.

* الأمير محمد بن نايف: أنا وانا أخوك في جده وانت بعيد شوي محلك.

ـ المنتحر: أنا ودي اقابلك حتى أعطيك الموضوع كامل لك متى ماتيسرت عرفت.

* الأمير محمد بن نايف: هو أهم شيء الآن عندنا أول شي ابسأل سؤال تجاوبني عليه جواب لأطمئن.

ـ المنتحر: أبشر.

* الأمير محمد بن نايف: طمني عن زوجة سعيد وعن الصغار عسى ما جاهم شي.

ـ المنتحر: لا أبد طيبين مره اللهم لك الحمد.

* الأمير محمد بن نايف: هذولا وانا أخوك لهم أهل فلا بد تراعونهم قبل كل شي انتبه عليهم تراهم عندي أهم منكم أقولها لك بصراحة.

ـ المنتحر: بيض الله وجيهكم.

* الأمير محمد بن نايف: الحين واقول لك حطها في وجهي أبيك تطمني عنهم قبل كل شي.

ـ المنتحر: أعجبنا وضوحكم معنا عرفت حتى الشباب مستغربين من تعاملكم.

* الأمير محمد بن نايف: ليه انتم عيالنا ليش مستغربين هالتعامل؟

ـ المنتحر: بيض الله وجيهكم.

* الأمير محمد بن نايف: هذا واجب احرصوا ترى الأشرار يبون يستغلونكم في كل أمر حطوا الله بس بين عيونكم وتعالوا لديرتكم.

ـ المنتحر: وهذا رمضان بإذن الله رمضان خير.

* الأمير محمد بن نايف: آمين آمين إن شاء الله دائم.

ـ المنتحر: والله أن شاء الله نسأل الله أن يكفينا الشر ورمضان هذا رمضان خير.

* الأمير محمد بن نايف: آمين.

ـ المنتحر: ومتفائلين أن رمضان هذا يعني بيكون نقلة.

* الأمير محمد بن نايف: يحول الله أول نقله وانا أخوك تقر عين أهلك فيك هذا أول شي.. ثانيا أنا والله ماني كاذب عليك ودي المرأة هذي وعيالها يجون سالمين غانمين لأن النساء عندنا أولوية في كل شي.

ـ المنتحر: صدقت والله.

* الأمير محمد بن نايف: والله أقولك والله يخيروني هالحين بينكم كلكم والأهم كان لا انتم اقعدوا وخلوها تجي.

ـ المنتحر: صحيح والله لو تشوف كيف بنته الصغيرة وكيف يوسف يعني نسأل الله أن يتممها على خير.

* الأمير محمد بن نايف: إن شاء الله يجون وتقر عين أهلهم فيهم والمرأه تجي عند والدها وأسرتها، فالهمام ما عندك هالحين الا الهمام تعلم إخوانك اللي بيجون قبل ما يستغلونهم الأشرار بدون أدني شك.

ـ المنتحر: بإذن الله حنا نحيكم في الله وإن الأمور بأذن الله تتم وتتيسر.

* الأمير محمد بن نايف: أبشرك الأمور زينه.. وأنا يهمني أهم شي تقر عين والدتك فيك ووالدك هذولا بعد ما لهم ذنب.. والدك والدتك يتجلدون قدام الناس ما يبون يشعرون أحد أنهم متأثرين ولكن من جوه تعرف قلب الوالد.

ـ المنتحر: انت كلمتهم؟

* الأمير محمد بن نايف: والله دائم اسأل عنهم ونكلمهم باتصال ولا لي فضل فيها.

ـ المنتحر: أنا كان ودي أدق عليهم.

* الأمير محمد بن نايف: دق عليهم بس إذا ما كان ما يأثر عليم إنهم يحكون عند أحد.

ـ المنتحر: هذي شي والشي الثاني ودي اكّلم أنا واخوي إبراهيم مره وحده.

* الأمير محمد بن نايف: أحسن تدري وراه.

ـ المنتحر: لان لو كلمت لحالي يمكن يخافون من شي.

* الأمير محمد بن نايف: الوالد لا ممكن يكون متفهم لكن والدتك لو تكلمها وأخوك ما كلمها يتهقى فيه شي.

ـ المنتحر: والله ودي اقابلك اشرح لك الوضع كامل.

* الأمير محمد بن نايف: أبد حياك الله لك مني إذا جيت أقعد أنا واياك وكل منا.

يعطي اللي عنده رفيقه لكن أهم شي الجماعة لا يبطون ما ادري وش الأوضاع عندهم.

ـ المنتحر: الجماعة قالوا الشيخ سعيد عجل تقابل انت مع الأمير.

وتكلم بعض الشباب متخوف شوي.

* الأمير محمد بن نايف: وش متخوفين منه.

ـ المنتحر: مدري بعضهم متخوف.

* الأمير محمد بن نايف: معليش محقين لكن انتم ما سألتو عن محمد تراه طيب وبخير وفي بيته.

ـ المنتحر: جانا الخبر والحمد لله بعد الخبر ارتحت كثير وقالوا تكلم الأمير بنفسه ويكلم الشباب وبإذن الله يعطيهم وجه.

* الأمير محمد بن نايف: ترى إلا هالحين لو فيه حق خاص ابعلمك أمورنا كلنا تتبع الشريعة وقد نكون مقصرين في بعض الأمور ولكن عن غير قصد وما فيه أحد كامل خلني أكون معك صادق.. لكن لو الإنسان قاتل له كان فيه حق خاص ما اقدر أوعدك فيه لين أهل الحق يتنازلون.

ـ المنتحر: بيض الله وجهك.

* الأمير محمد بن نايف: ولكن الحمد لله اللي اعرفه الآن انكم ما عندكم حقوق خاصه على أحد.

ـ المنتحر: فإذا قدرت بأسرع وقت ترسل طائرة أو أي شي بحيث اكلم أنا الشباب من عندك.. لأنه إذا كلمتهم من عندك بإذن الله عز وجل خلاص بيطمئنون.

* الأمير محمد بن نايف: خلاص اللي ودك.. إنت اللي تقيم هذا الوضع إذا كان الوضع ينتظر إلى يوم تجيك الطيارة وبتجي الله يحيك.

ـ المنتحر: بيض الله وجهك...

* الأمير محمد بن نايف: وإذا كان لا ما ينتظر لا والله الهمام على إخوانك وخلهم يجون.

ـ المنتحر: أجل خلني أكلم ثامر وارد عليك.

* الأمير محمد بن نايف: كلم وشوف وشاور وانا اخوك بس أهم شي لا تكلم الوالدة اللين يصير إبراهيم عندك.

ـ المنتحر: أبشر.. وتكفى انك تسامحنا لأنها والله انها يعني ما كانت.

* الأمير محمد بن نايف: لا تنخاني يا رجال اني اسامحك انت ولدنا وابرك ساعة نبي نكسبك وتعودون لا احد يستغلكم هذا اللي نبيه.

ـ المنتحر: بإذن الله.

وبناء على ذلك فقد تم نقله بمرافقة أمنية إلى محافظة جدة وحضر إلى مقر استقبال المهنئين والزوار في سكن سمو مساعد وزير الداخلية بعد صلاة التراويح وذلك جريا على عادة ولاة أمر هذه البلاد حفظهم الله في مثل هذه الأيام الفاضلة.

وعند مقابلته للأمير محمد بن نايف أكد رغبته في تسليم نفسه وتمكين مجموعة من الموجودين في اليمن من العودة وطلبهم أخذ الأمان من ولاة الأمر وحرصهم على سماع ذلك منه شخصيا عبر اتصال هاتفي حيث تم تأمين الاتصال بأحد تلك الأطراف وبحضور المطلوب الذي كان موجودا في نفس القاعة وفي أثناء الاتصال حدث انفجار أدى إلى مقتل هذا المطلوب وتناثر أشلائه، وبفضل من الله لم يصب أحد بمكروه سواه.. وتتولى الجهات الأمنية المختصة التحقيق في هذا الحادث.

وقد توصل المعمل الجنائي وتقرير الطب الشرعي إلى نتائج تقتضي المصلحة الأمنية عدم الإفصاح عنها في الوقت الحالي.

ووزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد على أن ما أقدم عليه هذا المنتحر قاتل نفسه ومن يقف وراءه لهو عمل من أعمال الغدر والخيانة يأباه الشرع الحنيف وترفضه الشيم العربية، وقد بلغ في السوء مبلغه حيث جمع بين نقض الميثاق ونقص المروءة باستغلال النساء والأطفال وهتك حرمة الشهر الفضيل وارتكاب الكبائر ومقابلة الإحسان بالإساءة.. وقد كفى الله بمنه وفضله شر الأشرار وردهم بغيظهم لم ينالوا شيئا إلا خزي الدنيا وافتضاح حالهم وبطلان دعاواهم الزائفة بما في ذلك تمسحهم بالدين الحنيف وهو بريء من أفعالهم إن الله لا يصلح عمل المفسدين.

وترغب وزارة الداخلية في التأكيد على أن مثل هذه الأفعال الشاذة ليست من شيم أبناء هذا الوطن، وأن هذا الحادث يكشف عن حقيقة الفئة الضالة وأتباعها الذين باعوا أنفسهم لأعداء الوطن ومنهجه القائم على القرآن الكريم والسنة المطهرة، وهذا الحادث لن يغير ما اعتاد عليه أبناء الوطن من سياسة الأبواب المفتوحة مع ولاة أمرهم حفظهم الله، وتدعو في الوقت ذاته كل من وضع نفسه محل اشتباه أو تورط في أنشطة ضالة وبخاصة المقيمون في الخارج من المواطنين إلى المبادرة بتسليم أنفسهم والاستفادة من الفرص المتاحة لهم لمراجعة وضعهم والعودة إلى جادة الصواب وذلك من خلال برامج المناصحة والرعاية التي وفرتها الدولة أعزها الله، والله الهادي إلى سواء السبيل.