بيروت «قصائد مسموعة» لشعراء أحبوها

هنري زغيب جمعها ووجدي شيا وضع موسيقاها

TT

اختار رئيس مجلس المؤلفين والملحنين في لبنان، الشاعر هنري زغيب، مجموعة قصائد لشعراء أحبوا بيروت، كتبوها بالعربية أو بالفرنسية على أن تخصص الإصدارات الجديدة لقراءات باللغة الإنجليزية. القصائد المختارة تحولت مسموعة في أول كتاب سمعي (CD) عنوانه «اسمع بيروت بأقلامهم»، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية في سياق أنشطة «بيروت 2009 عاصمة عالمية للكتاب».

شعراء المجموعة هم: الأخطل الصغير (لبنان)، تنوز (اليونان ـ القرن الخامس)، غازي القصيبي (السعودية)، لميعة عباس عمارة (العراق)، منصور الرحباني (لبنان)، سعاد الصباح (الكويت)، نزار قباني (سورية)، محمود درويش (فلسطين). والنصوص الفرنسية هي للشاعرات اللبنانيات ناديا خوري داغر، وأندريه شديد، وناديا تويني، وكلير جبيبلي.

عن مناسبة إصدار هذا الكتاب، يقول زغيب: «لأن بيروت هذا العام هي العاصمة العالمية للكتاب، كان البدء بكتاب مسموع عن بيروت، يكون لبنان فيه رائدا كما هو رائد في نواحٍ أخرى إبداعية وثقافية، فيروج الكتاب المسموع في لبنان مثلما هو رائج في الغرب».

إلقاء القصائد تولاه زغيب للنصوص الفرنسية، ومعه والإعلامية الفرنسية ـ اليونانية داناي دوراكيس، ليهتم وجدي شيا بالنصوص العربية. وترافق الإلقاء مع خلفية موسيقية من تأليف وجدي وفرح شيا.

«الكتاب خطوة أولى» يقول زغيب في مؤتمر صحافي، ويأمل بعد إطلاقه أن «تروج هذه الظاهرة وتتسع إلى إصدار (كتب مسموعة) أخرى لروائع الأدب تحمل نصوصا كاملة تسهل وصول الأدب اللبناني فالعربي، شعرا ونثرا، إلى مساحة أوسع من المتلقين، وتتعمم فائدة (الكتاب المسموع) أكثر، حين تستخدمه المدارس في الصف، بلوغا إلى فوائد عدة، على أن يتولى اختصاصيون إعداد مكتبة مسموعة متنامية للأدب وحقول معرفية أخرى، وذلك بعد إطلاق هذه التجربة، ومن ثم يبدأ التأسيس لتجربة تالية أوسع».

واعتبر وزير الثقافة اللبناني، تمام سلام، أن مجموعة «اسمع بيروت بأقلامهم» «إنجازا تربويا جيدا، ذلك أنه يضم الاختيار المميز للشعراء الذين نظموا القصائد لبيروت، والأداء الصوتي الجميل مرفقا بالألحان المؤلفة لتبرز الكلمة وتساعد على المتابعة السمعية، ولتحبب المستمعين في ما كتبه الشعراء، فيتولد لديهم حسن الفضول والبحث عن كتبهم ومطالعتها». وأشار إلى أن «المجموعة نقطة لقاء أجيال مختلفة من الشعراء الذين يأتون من بلدان مختلفة وثقافات متنوعة ومن مواقع جغرافية متباعدة. بالتالي فإن هذا العمل البارز يشكل أحد المداخل للتشجيع على القراءة، لا سيما أن القالب الإخراجي يتوجه إلى الإنسان العادي وإلى الطالب بوسيلة قريبة من حداثة التقنيات المعاصرة».

يذكر أن المشروع يجاري تقدم العصر، فهو محاولة لتبسيط الكتاب وجعله في متناول الجميع، ما يسمح بعد ذلك بنقل مضمونه إلى المسرح أو التلفزيون أو قراءته سمعيا في السيارة أو البيت.

ولتعميم فائدة الكتاب المسموع يسعى زغيب إلى تشجيع المدارس على اعتماده للاستفادة ليس من النص فحسب، إنما من فنون الإلقاء والقواعد اللغوية ومخارج الحروف وتقطيع الجمل. والمجموعة المعدة لتلامذة من عمر 14 سنة وما فوق في المنهاج التربوي قد تصبح ملازمة للكتب المدرسية إذا ما تولت الجهات المختصة في وزارة التربية إدراجها في المناهج.

ولعل أسلوب الإلقاء على طريقة الحكواتي ليستسيغ التلاميذ الاستماع إلى القصائد هو الرهان الذي ينطلق منه زغيب في مواجهة التحديات التي جعلت علاقة الكتاب بالجيل الصاعد شبه معدومة. لكن الرهان ليس سهلا إذا لم يكن إلزاميا ليتسلل إلى مزاج التلاميذ فينصتوا إلى العراقية لميعة عباس عمارة وهي تحكي «بيروت المعجزة» التي غيرت آفاقها ونظرتها إلى الأمور.

أو قد يتعرف هؤلاء إلى الشاعر نزار قباني الذي يرددون قصائده في أغنيات لكاظم الساهر من دون أن يعرفوا أنه قال في عاصمتهم إنها «ست الدنيا» و«أحلى الملكات»، ودعاها لأن تقوم من تحت الردم «كي يبقى العالم يا بيروت، ونبقى نحن، ويبقى الحب».